تسعى السعودية من خلال التوسع الاستثنائي في كرة القدم ضمن “مشروع طويل الأمد” إلى جعل دوري المملكة من أفضل الدوريات العالمية، حسبما صرح رئيس عمليات الدوري المحلي كارلو نهرا السبت. يأتي هذا على هامش تقديم نادي الهلال لاعبه الجديد نيمار الذي التحق بمجموعة من النجوم على غرار رونالدو وبنزيمة، إثر صفقات كلّفت السعودية، التي تشهد منذ وصول الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد انفتاحا غير مسبوق، مئات ملايين الدولارات.
نشرت في:
4 دقائق
قال رئيس عمليات الدوري السعودي كارلو نهرا إن التوسع الاستثنائي لكرة القدم في السعودية يندرج ضمن “مشروع طويل الأمد” بدعم حكومي قوي، خلافا للفورة الصينية القصيرة.
وصرّح نهرا بأن دوري الكرة في المملكة الخليجية الثرية يحظى بالتزام قوي من المسؤولين في البلاد، والهدف هو أن يصبح من أفضل الدوريات العالمية.
وتحدّث المسؤول نفسه السبت على هامش تقديم نادي الهلال لاعبه الجديد النجم البرازيلي نيمار الذي انضم إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة ومجموعة من نجوم اللعبة، إلى نواد سعودية، بعد صفقات باذخة كلفت مئات الملايين من الدولارات.
مقارنات بين الدوري السعودي والصيني
كما قال رئيس عمليات الدوري السعودي من استاد الملك فهد الدولي في الرياض: “لا نتوقع حدوث هذا الشيء بين ليلة وضحاها. ليس حدثا في نهاية أسبوع، بل هو مشروع طويل الأمد والجميع يتقبل هذا الأمر”. مضيفا: “يجب أن نقوم بكل الأشياء الصحيحة لتحقيق الأهداف المطلوبة”.
اقرأ أيضانادي الهلال السعودي يعلن رسميا تعاقده مع المهاجم البرازيلي نيمار
وأدى التوسع السريع في الدوري السعودي إلى إجراء مقارنات مع نظيره الصيني الذي استقدم عددا من النجوم خاصة من البرازيل، قبل أن تواجه الأندية مشكلات مالية. وفي إحدى المراحل، جعل غوانغجو إيفرغراندي من الأرجنتيني داريو كونكا أحد أعلى اللاعبين أجرا بالعالم، فيما أنفق شنغهاي شنهوا 730 ألف دولار أسبوعيا، وفق تقارير، على الأرجنتيني كارلوس تيفيس.
وقال نهرا في هذا الشأن: “هذه المقارنات حتمية… لكن بالنسبة لنا، حقيقة هذا المشروع جزء من مشروع تحولي ينقل هذا البلد إلى المكان الذي يريده”.
وكان صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تتجاوز 620 مليار دولار، استحوذ على أربعة أندية كرة قدم مؤخرا، هي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، ما سمح لها عقد صفقات كبيرة بمبالغ طائلة مع لاعبين كثير منهم أتوا مباشرة من الدوري الإنكليزي والإسباني والإيطالي.
وأردف نهرا: “في النهاية، ما نحاول القيام به هو تقديم الترفيه للسعوديين من خلال كرة القدم”. وتابع نفس المتحدث: “تمتد الاستراتيجية على 360 درجة، مع العديد من العناصر. في جوهرها، أحد تلك الأهداف المرسومة هو كيفية تحسين الأداء في الملعب، مع لاعبين عالميين مرتفعي المستوى”.
“أندية سعودية لا تزال تبحث عن لاعبين”
وكشف نهرا أن الأندية الأربعة الكبرى التي استحوذها صندوق الاستثمارات العامة، لا تزال تسعى لضمّ المزيد من اللاعبين قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية السعودية في 20 سبتمبر/أيلول، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من إغلاقه في أوروبا. وقال: “هناك أندية لا تزال تبحث عن لاعبين” واصفا أهدافها من اللاعبين بأنها “سرية”.
ورغم أن الهلال هو ثاني أكثر الأندية إنفاقا في العالم هذا الصيف، فإن الميزانية ليست بلا حدود والهدف هو أن تصبح الأندية قادرة على الصمود ماليا وربما أن تصبح خاصة. في هذا السياق، قال المسؤول الكروي السعودي: “هناك حدود (للإنفاق)، لكننا فهمنا منذ البداية أنه من أجل الحصول على لاعبين مميزين نحتاجهم للتأثير هنا، نحتاج إلى إنفاق المبالغ المناسبة لذلك”.
وأضاف نهرا: “نحن محظوظون بما يكفي للحصول على الدعم راهنا، والذي سيستمر لفترة.. لكن علينا أيضا مسؤولية أن نساعدهم في عبور الجسر إلى الجانب الآخر وأن يصبحوا مستقلين ماليا أيضا”. وعبّر عن ثقته المطلقة بأن يصبح الدوري السعودي بين أفضل خمس دوريات عالمية من حيث قياس جودة اللاعبين، الحضور في الملاعب والنجاح التجاري “لا حدود لطموح الناس هنا”، مشيرا إلى أن لقب دوري أبطال آسيا هو الهدف الرئيسي للأندية السعودية.
ومنذ وصول الأمير محمد بن سلمان (37 عاما) لولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت منغلقة لعقود، انفتاحا اجتماعيا واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق. وهي تسعى منذ سنوات لتعزيز قطاع الرياضة لديها ضمن خطة تحول اقتصادي، وفي أطر سياسية تقوم على تقوية مصادر القوة الناعمة للمملكة الثرية الطامحة لتلميع صورتها الخارجية.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.