الطريق “لا يزال طويلا” لتطبيع العلاقات مع السعودية، هذا ما صرح به مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للأمن القومي الإثنين. وتسعى الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق تاريخي قال نتانياهو إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الرياض قالت إنه يجب تلبية المطالب الفلسطينية أولا بإقامة دولة فلسطينية.
نشرت في:
4 دقائق
أفاد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للأمن القومي تساحي هنجبي الإثنين بأن الطريق “لا يزال طويلا” أمام تطبيع العلاقات مع السعودية.
ويسعى مسؤولون أمريكيون منذ شهور للتوصل إلى اتفاق تاريخي قال نتانياهو إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الرياض أشارت إلى أن الأمر مرهون بإقامة دولة فلسطينية.
وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي مستشاره للأمن القومي إلى الرياض لمناقشة اتفاق محتمل، وقال يوم الجمعة “هناك تقارب ربما يكون جاريا”.
وقال تساحي هنجبي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) “يمكنني أن أتفق مع ما صرح به رئيس الولايات المتحدة في مقابلة قبل أيام قليلة، عندما قال إن الطريق لا يزال طويلا لكنه يعتقد أن من الممكن إحراز تقدم”. وأضاف أن إسرائيل غير منخرطة في المباحثات الأمريكية السعودية. وأضاف “أستطيع القول إن إسرائيل لن ترضخ لأي شيء من شأنه أن يقوض أمنها”.
وردا على سؤال عما إذا كان ذلك يشمل إقامة الرياض لبرنامج نووي مدني على أراضيها، قال إن هذا ليس بحاجة لموافقة إسرائيل. وأضاف “عشرات الدول تدير مشروعات نووية مدنية، وتحاول توليد الطاقة من خلال الجهود النووية، لا يشكل هذا خطرا عليها أو على جيرانها”.
لا تنازلات مقابل التطبيع
فكرة تعزيز العلاقات الإسرائيلية السعودية رسميا مطروحة للنقاش منذ أن منح السعوديون موافقتهم الضمنية على تطبيع الإمارات والبحرين للعلاقات مع إسرائيل في 2020.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لقناة 12 الإخبارية “إسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى من إبرام اتفاق سلام مع السعودية”، مضيفا أنه يتوقع الإعلان عن الاتفاق بحلول مارس/ آذار المقبل قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
لكن عضوة في أحد الأحزاب بحكومة نتانياهو اليمينية المتشددة رفضت تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.
وقالت وزيرة المهام الوطنية أوريت ستروك “لن نوافق بالتأكيد على شيء كهذا”. وقالت ستروك في تصريحات لراديو كان “سئمنا من التنازلات. سئمنا من تجميد المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”.
ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وهي من بين الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات ستروك تمثل حزبها (الصهيونية الدينية)، ومن شأن مثل هذا الموقف أن يشكل عقبة سياسية أمام نتانياهو، الذي يعتبر تطبيع العلاقات مع السعودية هدفا رئيسيا لسياسة بلاده الخارجية.
وتكررت التصريحات نفسها من جانب رئيس حزب آخر بالحكومة، وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير الذي يرأس حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف. وقال لإذاعة الجيش إنه ليس لديه ما يمنع إبرام اتفاقات دبلوماسية مع الدول العربية. وأضاف “لكن إذا تضمن هذا الاتفاق تنازلات لصالح السلطة (الفلسطينية)، أو تنازلات عن الأراضي أو تسليحا للسلطة (الفلسطينية) أو منح… سلطة للإرهابيين فإنني أعترض بالتأكيد”.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة بسبب توسع حكومة نتانياهو في إقامة مستوطنات يهودية على أراض يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة لهم عليها وبسبب تعديلات مثيرة للجدل للنظام القضائي تقدمت بها حكومة نتانياهو الائتلافية التي تنتمي للتيار القومي الديني.
وأشار كوهين إلى اتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع بعض الدول العربية في وقت سابق قائلا إن سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين “لا تشكل عقبة أمام السلام”.
فرانس24/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.