ما هي “لجان اليقظة المدنية” التي تشكلت في النيجر ضد تدخل عسكري محتمل لـ”إيكواس”؟

ما هي “لجان اليقظة المدنية” التي تشكلت في النيجر ضد تدخل عسكري محتمل لـ”إيكواس”؟



في العاصمة نيامي، يجتمع نيجريون من الداعمين للانقلاب العسكري ضد نظام الرئيس محمد بازوم منذ 4 آب/ أغسطس الجاري في مفترقات الطرق والنقاط الرئيسية في عاصمة البلاد لقطع الطريق أمام تدخل عسكري إذا ما اتخذت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” هذه الخطوة. ويتحدث مواطن نيجري يشارك في هذه التعبئة المدنية لفريق تحرير مراقبون عن أهدافها.

نشرت في:

6 دقائق

بعيدا عن التجاذبات والمزايدات السياسية بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” والانقلابيين العسكريين، يجتمع نيجريون منذ مساء يوم 4 آب/ أغسطس الجاري في “لجان يقظة مدنية” ويلتقون كل مساء في مفترقات الطرقات والنقاط الرئيسية في عاصمة البلاد نيامي.

وتهدف هذه التحركات إلى التعبير عن رفض سلمي لتدخل عسكري لوحت به مجموعة “إيكواس”. كما تهدف هذه التعبئة المدنية إلى رصد التحركات في الشوارع الرئيسية لعاصمة البلاد. ويتولى هؤلاء تفتيش العربات التي تغادر المدينة والتأكد من “إيقاف كل شخص مشتبه به” وتسليمه لسلطات المجلس العسكري الانقلابي. 

و”المشتبه بهم” هم بالأخص المنتمون إلى حزب “بي إن دي إس PNDS-Tarayya” والذي ينتمي إليه أيضا الرئيس محمد بازوم الذي أطاح به الانقلاب العسكري والذين من المحتمل أن يحاولوا مغادرة البلاد.

وتحرك بعض من هؤلاء النيجريين منذ يوم 3 آب/ أغسطس الجاري بدعوة من “المجلس القومي لحماية الوطن”، الذي أسسه العسكريون الذين تولوا السلطة بعد الانقلاب العسكري في 26 تموز/ يوليو الماضي، وبدعوة أيضا من عدة منظمات أخرى من المجتمع المدني أو تحركوا ببساطة من تلقاء أنفسهم بدافع الفضول. يعتصم عشرات من مواطني النيجر من نساء ورجال وشباب في مفترقات الطرق والنقاط الرئيسية في عاصمة البلاد.


كان هذا الصحافي الذي يقيم في عاصمة النيجر نيامي في السيارة عند اعترضه تجمع “لجان اليقظة” في مفترق الطرق بمنطقة “هاروبندا” مساء يوم 8 آب/ أغسطس 2023. وكان رجال يرتدون سترات أمنية باللون الأصفر بصدد تفقد السيارة أمامه وقاموا بتفقد صندوقها. وفي الخلفية، نسمع موسيقى وأصوات آلة “فوفوزيلا” الأفريقية المعروفة.

وتم إطلاق الدعوة إلى هذه المبادرة المدنية في 3 آب/ أغسطس من قبل أنس جبريلا، وهو ناشط مساند للديمقراطية تعرض لملاحقات قضائية في سنة 2022، وقد قام بتقديم عشرة مفترقات طرق ونقاط يجب تولي حراستها. 

يقول هذا الناشط: “كل يوم وكل مساء، يجب على الناس التناوب على حراسة مفترقات الطرق هذه، إلى غاية أن تتم السيطرة على الأمر بشكل نهائي”.


“تهدف هذه المبادرة المدنية السلمية إلى التنديد بتدخل عسكري أجنبي محتمل”

تواصل آدمو حسن مع فريق تحرير مراقبون فرانس24 في 8 آب/ أغسطس الجاري. ويتحدث حسن عن أجواء احتفالية مع الموسيقى وتوزيع الشاي والشعارات التي تدعم الانقلاب العسكري ولكن أيضا مع رفض تام للتدخل العسكري غرب-أفريقي وبالأخص التدخل الفرنسي في النيجر حيث يقول:

بدأ كل شيء بعد صلاة الجمعة في يوم 4 آب/ أغسطس الجاري: وأخذنا موعدا في الجامع الكبير في العاصمة نيامي، حيث خرج مواطنون بأعداد كبيرة للدعاء والتضرع لله من أجل أمن البلاد. وبعد ذلك، تحرك مواطنون في كل مفترقات الطرقات لإظهار الدعم للمجلس الوطني لإنقاذ الوطن. بقى بعض منهم هناك إلى غاية الساعة الثالثة صباحا وكنت أنا منهم. فيما بقي آخرون في عين المكان إلى غاية طلوع الفجر. ويوم السبت، تنقلت إلى مفترق الطرق “السادس” حيث تجمع عدد كبير من الناس أيضا.


تجمع عدد كبير من مواطني النيجر في باحة المسجد الكبير في نيامي أثناء صلاة الجمعة في 4 آب/ أغسطس 2023.

تهدف دعوات التعبئة في عاصمة البلاد إلى منع تدخل قوات مجموعة “إيكواس” ووصولها إلى نيامي على متن الدبابات، وحماية منشآت المدينة وقطع الطريق أمام أي محاولة للتدخل العسكري، وذلك لأنه ماذا يبقى أمام العسكر أمام أمواج المدنيين؟

إنها مبادرة مدنية سلمية للتنديد بتدخل عسكري أجنبي محتمل. نحاول توعية الناس الذين يتجولون في المدينة. نرفع شعارات مثل “يحيا الانتقال و”نريدة مغادرة فرنسا وجيشها من النيجر”. وندعم القائد الجديد للبلاد.


في هذا المقطع المصور في مفترق طرق “هاروباندا” مساء ليلة 5 إلى 6 آب/ أغسطس 2023، كانت الأجواء احتفالية. ووسط الناس، نرى متطوعين من فرق “اليقظة المدينة” بسترات صفر أو برتقالية.

كل من يمر بنقاط المراقبة له حق الذهاب أينما يشاء، المتطوعون لا يقررون من يحق له الخروج، الهدف من ذلك هو تفتيش السيارات ومن المحتمل العثور على مساندين للحزب المخلوع الذين من المحتمل أنهم يحملون سيولة نقدية أو وثائق تورط مسؤولين أو ربما نعثر على أشخاص يحاولون مغادرة البلاد.

إذا ما عثرنا على شخص مشتبه به -ما لم يحصل إلى حد الآن- ننوي تسليمه إلى السلطات.


في هذا المقطع المصور الذي بث على فيسبوك مباشرة من قبل أحد عناصر فرق “اليقظة المدنية” مساء 4 آب/ أغسطس 2023، يقوم متطوعون بإيقاف عربات كانت بصدد المرور بمفترق طرق “الفرنكفونية” ويقومون بتفتيش صناديقها قبل السماح لسائقيها بالمرور.

 

جاءت فرق صحافية من القنوات التلفزيونية في البلاد لتغطية التعبئة فيما قام المتظاهرون بعد ذلك بعرض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يعني أن السلطات الحالية على علم بما يحدث.

يوم السبت، عندما حدث تجمع كبير في ملعب الجنرال سيني كونتشي، كان هناك تعبئة كبيرة وكان الملعب مليئا بشكل كامل. أرسل الرئيس الانتقالي معاونيه الذين أبدوا مساندتهم لنا.


حضر نحو 30 ألف شخص من المناصرين للانقلاب العسكري في تجمع كبير بملعب الجنرال سيني كونتشي بعاصمة النيجر نيامي في 6 آب/ أغسطس 2023.

يوثق متطوعون آخرون ما يحدث في كل ليلة عبر مقاطع فيديو يقومون ببثها على فيسبوك، لنشر التعبئة في مختلف النقاط الحساسة في عاصمة النيجر على غرار مودي موسى العضو في أحد “لجان اليقظة المدنية”.

وأمام الكاميرا، يوضح هذا الأخير في مقطع فيديو تم بثه في 7 آب/ أغسطس الجاري أسباب هذه التعبئة قائلا:


إنها الليلة الرابعة التي نتواجد فيها في الشارع. دعا المجلس القومي لحماية الوطن إلى اليقظة من كل المواطنين. قمنا بتنظيم هذه المجموعات المدنية ونتحقق من حركة السير وما إذا كانت هناك عناصر مشتبه بها… يمكن أن يتحركوا في عربات مدنية وينقلوا ذخائر أو حتى يؤووا عملاء يمكن أن يتسببوا في أحداث عنف.

إنها طريقتنا نحن كمواطنين لتقديم الدعم في الكفاح من أجل حفظ الوطن.

وكانت المهلة التي حددتها دول مجموعة “إيكواس” للعودة إلى النظام الدستوري في النيجر قد انقضت في 6 آب/ أغسطس الجاري فيما تتواصل مباحثات قادة هذه المجموعة في أبوجا عاصمة نيجيريا. ومن المنتظر أن تعلن المنظمة الغرب أفريقية عن فحوى موقفها بعد اجتماع مرتقب يوم الخميس 10 آب/ أغسطس الجاري حول التدخل عسكريا في النيجر من عدمه.

اقرأ أيضاهذه الفيديوهات لا تظهر تدخلات عسكرية أجنبية في النيجر

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading