هذا الفيديو لا يظهر استجواب وزير المالية بتهم فساد من قبل الانقلابيين

هذا الفيديو لا يظهر استجواب وزير المالية بتهم فساد من قبل الانقلابيين


يزعم مقطع فيديو حصد أكثر من 10 ملايين مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن العسكريين المسؤولين عن الانقلاب في النيجر منحوا “48 ساعة” لوزير المالية لتوضيح سبب وجود “أموال ناقصة” في ميزانية الدولية. ولكن الفيديو أخرج عن سياقه، حيث يظهر وزير العدل السابق في البلاد.

نشرت في:

5 دقائق

عملية التحقق في سطور

  • يؤكد مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، وزير المالية في النيجر يبكي بعد أن منحه الانقلابيون مهلة 48 ساعة لتوضيح مصير الأموال “الناقصة” في خزينة الدولة.

  • يعود مقطع الفيديو في الواقع إلى كانون الأول/ ديسمبر 2021، ويظهر وزير العدل السابق في البلاد مارو أمادو يبكي عندما كان يحضر تكريم لرئيسه السابق.

عملية التحقق بالتفصيل

حصد مقطع فيديو نشر يوم 29 تموز/ يوليو الماضي أكثر من عشرة ملايين مشاهدة في تغريدة بالإنكليزية على تويتر، ويظهر رجلا يبكي أمام مصدح ويغطي وجهه بيديه. وحسب صاحب المنشور، فإن الأمر يتعلق بوزير المالية في النيجر الذي بدا عليه الانهيار بعد أن طلب منه العسكر المشاركون في الانقلاب توضيح وضعية ميزانية الدولية. وتقول الفقرة المصاحبة للتغريدة: “منح له الجيش مهلة 48 ساعة لتوضيح سبب الأموال الناقصة في البلاد أو مواجهة الإعدام”.

ويتم تداول المقطع المصور منذ 29 تموز/ يوليو الماضي على إنستغرام ويوتيوب بالإنكليزية وفيسبوك بالعربية وبالفرنسية، حيث تم مشاهدته 1300 مرة.

وكان الجنرال عبد الرحمن تشياني القائد السابق للحرس الرئاسي في النيجر قد استحوذ على السلطة في 26 تموز/ يوليو منقلبا على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم، ومعلنا تنحيته خلال خطاب متلفز في نفس اليوم. ومنذ ذلك الحين، ما يزال محمد بازوم محتجزا مع أفراد عائلته في القصر الرئاسي.

مقطع فيديو لوزير العدل السابق في النيجر يعود لسنة 2021

من خلال القيام ببحث عكسي عن الصور، يمكن أن نعثر على المقطع الأصلي الذي نشر على فيسبوك في 28 ديسمبر/كانون الأول 2021. وجاء تحت عنوان “بكاء وزير العدل السابق (2011-2021) السيد مارو أمادو خلال ثناءه على رؤساء النيجر السابقين”.


ويظهر مقطع الفيديو مارو أمادو وزير العدل السابق في النيجر الذي شغل المنصب من نيسان/ أبريل 2011 تحت قيادة الرئيس السابق محمدو إيسوفو إلى غاية انتخاب محمد بازوم في نيسان/ أبريل 2021. وفي حكومة الرئيس بازوم قبل استحواذ الجنرال عبد الرحمن تشياني على السلطة، كان وزير آخر للمالية في النيجر يدعى أحمد جيدود.

على اليسار، وزير المالية الحالي في النيجر أحمد جيدود وعلى اليمين مارو أحمد وزير العدل السابق في النيجر الذي غادر منصبه في نيسان/ أبريل 2021 بعد انتخاب محمد بازوم. مراقبون

وباستغلال الإنترنت والبحث عن الكلمات المفتاحية التالية “مارو أمادو” نعثر على مقال نشر في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021 من قبل وكالة الأنباء الرسمية في النيجر، يوضح أن وزير العدل السابق أعلن عن تأسيس مركز دراسات حول المناخ والأمن في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2021 في العاصمة نيامي، وذلك خلال مؤتمر دولي في العاصمة حول المناخ في القارة الأفريقية والأمن الإنساني.

وتتطابق صور هذا المؤتمر مع مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع هذه الفترة. حيث كان مارو أمادو يرتدي نفس الثياب الزرقاء ونفس الساعة ونفس الوشاح الأخضر، وقد كان يجلس أمام مصدح أسود على كرسي ذي اللون الرملي وأمام خلفية بنفس اللون.

صورة 2
على اليسار، صورة شاشة من الفيديو المتداول. على اليمين، مارو أمادو يتحدث بخصوص تأسيس مركز دراسات جديد في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعاصمة النيجر نيامي. حيث يمكن أن نلاحظ ارتداء نفس الثياب ونفس عناصر المشهد في الصورتين.
صورة 2
على اليسار، صورة شاشة من الفيديو المتداول. على اليمين، مارو أمادو يتحدث بخصوص تأسيس مركز دراسات جديد في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعاصمة النيجر نيامي. حيث يمكن أن نلاحظ ارتداء نفس الثياب ونفس عناصر المشهد في الصورتين.
مراقبون

وحسب الصفحة النيجرية “نيامي دلير Niamey Délire” على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن أمادو مارو  كان يبكي بسبب إعفائه من منصبه كوزير للعدل من طرف الرئيس محمد إيسوفو، بعد أن شغل المنصب طيلة عشرة أعوام، وهي معلومة أكدها لنا صحافي محلي تواصل مع فريق تحرير مراقبون فرانس 24.

ولم يعرف عن أمادو مارو إلى حد اليوم مواجهته أي تهم بالفساد. وحتى وإن تم الحديث مؤخرا عن قضية فساد في النيجر، ولكنها تتعلق بوجود شبكة تزوير فواتير وإضافة أموال زائدة لطلبيات لم يتم إيصالها، وذلك بحجم غير مسبوق في وزارة الدفاع في البلاد، وهو ما أوضحه مقال لمجلة “جون أفريك” في كانون الثاني/ يناير 2022.

وبالتالي، فإن مقطع الفيديو لا يظهر وزير المالية في النيجر يبكي لأن العسكريين المسؤولين عن الانقلاب اعطوه مهلة بـ48 ساعة لتوضيح سبب وجود “أموال ناقصة” في ميزانية الدولة، بل يتعلق بوزير العدل السابق أثناء تكريم رئيس النيجر السابق سنة 2021.



Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading