مستوطنون مسلحون يقتحمون بيوت فلسطينيّ الضفة الغربية

مستوطنون مسلحون يقتحمون بيوت فلسطينيّ الضفة الغربية



منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الحالية السلطة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 -وهي المؤلفة من وزراء ينتمون لإيديولوجيا يمينية وقومية متطرفة- لم يتوقف عدد الهجمات التي ينفذها أفراد متطرفون دينيا ضد بيوت وقرى الفلسطينيين في الضفة الغربية عن الازدياد. إذ يتهم بعض هؤلاء المستوطنين الفلسطينيين بسرقة أغنامهم، بدون تقديم أي أدلة، لتبرير عملية سلب الأراضي. ووثقت عدة منظمات إسرائيلية غير حكومية هذه الاستراتيجية بالصور كما نددت بهذه التصرفات.

نشرت في:

4 دقائق

وثقت مقاطع فيديو نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد أصبحت متكررة بكثرة في الضفة الغربية المحتلة: إذ يقوم مستوطنون مسلحون، يرافقهم في بعض الأحيان جنود إسرائيليون، باقتحام ممتلكات الفلسطينيين متهمين سكانها بسرقة عدد من أغنامهم بدون تقديم أي دليل.


في 23 تموز/ يوليو 2023، دافع فلسطيني عن عائلته وهو يحمل كاميرا في يده ضد مستوطنين متطرفين دينيا قاموا باقتحام بيته. ويسمح مقطع فيديو نشر في اليوم التالي بمشاهدة الحادث الذي جرى في طوبا وهي قرية صغيرة تقع على بعد بضع كيلومترات بجنوب مدينة الخليل.


توثق مقاطع فيديو أخرى أرسلت يوم الثلاثاء مطلع آب/ أغسطس الجاري إلى فريق تحرير مراقبون، حادثا مشابها في منطقة المعرجات بالضفة الغربية حيث اقتحم مستوطنون إسرائيليون ضيعة فلسطينية.

اتهم المستوطن المهاجم الذي كان يحمل بندقية نصف آلية برفقة ما لا يقل عن أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي، أصحاب هذه القرية بسرقة عدد من أغنامه، بدون تقديم أي دليل.


 

“الهدف من وراء ذلك هو سلب الأراضي الفلسطينية”

ولي غيفاتي المسؤول عن الشكاوى في منظمة “Breaking the Silence” (اكسروا الصمت) الإسرائيلية غير الحكومية المؤلفة من جنود سابقين ومتقاعدين من قوات الدفاع الإسرائيلية، يؤكد أن الأساليب المتبعة من قبل هؤلاء المستوطنين لها هدف واحد:

المستوطنون يرعون قطعانهم داخل المدن الفلسطينية أو على مقربة من رعاة الأغنام الفلسطينيين، بشكل متعمد، ومن ثم يدعون أن رعاة الأغنام الفلسطينيين قاموا بسرقة أحد أغنامهم بعد خلط القطعان ببعضها البعض. دائما ما يختلقون عذرا. ولكن في نهاية المطاف، كان ذلك بهدف محدد بدقة. ويتمثل هذا الهدف في افتكاك أراضيهم.

نحن أمام حكومة جديدة، وهذه الحكومة الإسرائيلية هي الأكثر يمينية وعنصرية على الإطلاق، والأكثر يهودية تتبنى التفوق العرقي في تاريخ إسرائيل، والتي تتشكل بالأساس من عدة وزراء يتبنون هذه الأفكار وكانوا هم أنفسهم مستوطنون.

وحسب “Breaking the Silence”، فإن جنوح المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين المتطرف والإفلات التام من العقاب الذي يتمتع به المستوطنون يزيد من استشراء هذه الاعتداءات.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية، منذ عام 1967 بعد ما عرف بحرب الأيام الستة. ويقيم في هذه المنطقة نحو 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعتبر غير قانونية وفقاً للقانون الدولي. 

ويعارض المستوطنون المؤيدون لإيديولوجيا الصهيونية الدينية أي تنازل عن الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها كما يعتبرون الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من إسرائيل. 

وتأتي هذه الاعتداءات في المناطق الرعوية بالتوازي مع هجمات إسرائيلية مماثلة من قبل جماعات مستوطنين متعصبين ضد عدة مدن فلسطينية.

في تموز/ يوليو الماضي، تم استهداف مدن حوارة وترمسعيا وأم صفى حيث قام مستوطنون مسلحون باقتحام بيوت فلسطينيين ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى الجرحى. وقتل ما لا يقل عن 21 مدنيا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بين مطلع و21 تموز/ يوليو الماضي، حسب مكتب الأمم المتحدة للتنسيق في الشؤون الإنسانية (أوشا).

وحسب كريم جبران من مركز الإعلام حول حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسليم”، فإنه من غير المنطقي إلقاء كل اللوم في أعمال العنف ضد المزارعين الفلسطينيين على تسلم هذه الحكومة السلطة إذ يقول:

صحيح أن العنف ازداد خلال الفترة الأخيرة. ولكن هذا العنف مستشر منذ عدة أعوام وتحت سلطة حكومات إسرائيلية مختلفة أغمضت أعينها عن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون.

في كثير من الحالات التي قدم فيها مواطنون فلسطينيون شكاوى قضائية، لم يلقوا سوى آذان صماء. وحتى إن فتح تحقيق في هذه الحوادث، فسيتم غلقه بسرعة بدون أن يتم توجيه لائحة تهم للمعتدين.

وحسب منظمة “بتسليم”، فإن أكثر من 300 ألف فلسطيني يعيشون وسط تجمعات رعاة أغنام في منطقة نهر الأردن وهضاب الخليل ويواجهون خطر التعرض لاعتداءات المستوطنين.



Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading