وقال عباس إنه جاء إلى مناقشة الجمعية العامة حاملا معه قضية شعب مكافح من أجل الحرية والاستقلال و“لأذكركم بمأساته التي تسببت بها النكبة منذ خمس وسبعين سنة والتي لا تزال آثارها تتفاقم بفعل الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا”.
وأشار إلى أن الاحتلال “يتحدى القرارات الدولية التي زادت عن ألف قرار، وينتهك مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية بينما يسابق الزمن لتغيير الواقع التاريخي والجغرافي والديمغرافي على الأرض من أجل إدامة الاحتلال وتكريس الفصل العنصري”، على حد تعبير الرئيس محمود عباس.
واتهم عباس إسرائيل “بالتحلل” من اتفاق أوسلو بعد ثلاثين عاما على توقيعه.
لكنه برغم ذلك أعرب عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة من “تنفيذ قراراتها التي تقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967”.
وقال الرئيس عباس إن ما وصفها بحكومة “اليمين العنصري الإسرائيلي” تواصل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني “وتمعن من خلال جيشها ومستوطنيها الإرهابيين العنصريين في ترهيب وقتل أبناء شعبنا وتدمير البيوت والممتلكات وسرقة أموالنا ومواردنا واحتجاز جثامين الشهداء”.
وأضاف أن إسرائيل تفعل ذلك “على مسمع ومرأى العالم ودون أي رادع أو عقاب أو مساءلة”.
تحذير من انهيار أجزاء من المسجد الأقصى
واتهم عباس الحكومة الإسرائيلية “باستباحة مدينة القدس والاعتداء على أهلها ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية وخرق الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة”.
وحذر من انهيار المسجد الأقصى أو أجزاء منه بسبب “حفر سلطات الاحتلال الأنفاق تحت المسجد الأقصى وحوله”، الأمر الذي قال إنه “سيؤدي إلى انفجار لا تحمد عقباه”.
وقال عباس إنه حذر مرارا وتكرارا من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، مشيرا إلى أن إسرائيل “ستتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك”. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس ومقدساتها.
وتساءل محمود عباس قائلا: “لماذا السكوت على كل ما تقوم به إسرائيل، دولة الاحتلال من انتهاكات فاضحة للقانون الدولي؟ لماذا لا تخضع للمساءلة والمحاسبة الجادة ولا تفرض عليها عقوبات لتجاهلها وانتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية؟ لماذا تمارس المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟ ولماذا القبول بأن تكون إسرائيل دولة قوق القانون”.
وطلب محمود عباس من الأمم المتحدة وأمينها العام عقد مؤتمر دولي للسلام، تشارك فيه جميع الدول المعنية بتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال إن هذا المؤتمر قد يكون الفرصة الأخيرة لإبقاء حل الدولتين ممكنا ولمنع تدهور الأوضاع بشكل أكثر خطورة يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.