انفصاليو قره باغ يضعون السلاح ويفاوضون أذربيجان بشأن سحب قواتهم من الإقليم

انفصاليو قره باغ يضعون السلاح ويفاوضون أذربيجان بشأن سحب قواتهم من الإقليم



شرع الانفصاليون في ناغورني قره باغ السبت في مفاوضات مع أذربيجان بشأن سحب قواتهم من هذا الإقليم الذي تقطنه أغلبية أرمينية ومواصلة تسليم أسلحتهم، بعد ثلاثة أيام من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكو. وبالمقابل وعدت باكو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال المساعدات ورعاية الجنود الانفصاليين المصابين، مع السماح لسيارات الإسعاف بدخول ناغورني قره باغ من أرمينيا.

نشرت في:

5 دقائق

بعدما هزمت أذربيجان الانفصاليين في هجوم خاطف بقره باغ، يواصل الانفصاليون في تسليم أسلحتهم طوال عطلة نهاية الأسبوع.

وذكرت قوة حفظ السلام الروسية أن الانفصاليين سلموا ست مركبات مدرعة وأكثر من 800 قطعة سلاح حتى الآن. وبالتوازي لا يزال آلاف المدنيين يواجهون حالة طوارئ إنسانية في هذه المنطقة من القوقاز.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه “وفقا لاتفاقات وقف الأعمال العدائية، بدأت التشكيلات المسلحة في قره باغ بتسليم أسلحتها ومعداتها العسكرية بإشراف قوة حفظ السلام الروسية. وحتى 22 أيلول/سبتمبر، تم تسليم ست مدرعات وأكثر من 800 قطعة سلاح صغيرة ومضادات دبابات ونحو 5 آلاف قطعة ذخيرة”.

إلى ذلك وبالتوازي، سيواصلون المفاوضات مع الجانب الأذربيجاني “تحت رعاية قوات حفظ السلام الروسية”، وفقا لسلطات هذا الجيب الانفصالي التي استسلمت الأربعاء بعد هجوم خاطف شنته القوات الأذربيجانية.

ومن جانبها، أوضحت السلطات أن ذلك سيسمح “بتنظيم عملية انسحاب القوات وضمان عودة المواطنين الذين نزحوا جراء الهجوم العسكري، إلى منازلهم”.

وأضاف الانفصاليون أن الطرفين سيبحثان في “إجراءات دخول وخروج المواطنين” من هذه المنطقة.

وكانت موسكو قد أبلغت عن انتهاكين وقعا يوم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأربعاء، أي أقل من اليوم السابق.

وبدأ الانفصاليون محادثات مع الجانب الأذربيجاني الخميس حول “إعادة إدماج” ناغورني قرع باغ في أذربيجان. وأعلنت باكو بعد ذلك أن اجتماعا جديدا سيعقد “في أسرع وقت ممكن”.

وقد شكل إقليم ناغورني قره باغ محور نزاع طويل. وخاضت الجمهوريتان السوفياتيان السابقتان، أذربيجان وأرمينيا، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 (6500 ألف قتيل).

“وضع مروع”..والسكان “يختبئون في الأقبية”

وجاء إعلان الانفصاليين في وقت أكدوا فيه أن الجيش الأذربيجاني يحاصر ستيباناكيرت، “عاصمة” الإقليم.

وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين أرمين هايرابيتيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الوضع في ستيباناكيرت مروع، القوات الأذربيجانية… على مشارفها موضحة أن السكان “يختبئون في الأقبية”.

ومن جانبه، أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع، بأن ستيباناكيرت محرومة من الكهرباء والوقود. وأن سكانها الذين لم يتمكنوا من العثور على أقاربهم المفقودين بسبب عدم وجود قوائم للقتلى والجرحى، يفتقرون أيضا إلى الغذاء والدواء.

هذا، وقد دعت ألمانيا مساء الجمعة إلى وجوب احترام حقوق سكان ناغورني قره باغ. إذ قال ستيفن هيبيرسترايت، الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتز، بعد محادثة هاتفية بين الزعيم الألماني ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان “يجب ضمان حقوق وسلامة السكان في قره باغ للتوصل إلى حل دائم للنزاع”.

ومن جهتها، وعدت باكو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال المساعدات ورعاية الجنود الانفصاليين المصابين، مع السماح لسيارات الإسعاف بدخول ناغورني قره باغ من أرمينيا، وفق مستشار لرئيس أذربيجان إلهام علييف.

وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإن العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت خلال 24 ساعة ظهر الأربعاء خلفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.

“الوضع مازال متوترا”

وفي ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، والذي أغلقته أذربيجان لأكثر من تسعة أشهر، بقي الناس الجمعة ينتظرون عودة أقاربهم العالقين في هذا الإقليم عند إحدى آخر نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الجيش الأرميني.

وقال غاريك زاكاريان (28 عاما) الذي كان يحاول الوصول إلى أسرته داخل الإقليم “انتظرت ثلاثة أيام وثلاث ليال. أنام في السيارة…لا أمل لدي”.

وإلى ذلك، أقر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الجمعة بأن “الوضع” لا يزال “متوترا” في ناغورني قره باغ حيث “تتواصل الأزمة الإنسانية”.

وأضاف باشينيان أن “هناك أملا في ديناميكية إيجابية”، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء بين الانفصاليين الأرمن وباكو يتم احترامه “بشكل عام”.

ويذكر أن الضغوط تكثفت في أرمينيا على باشينيان الذي واجه انتقادات لاذعة لتقديمه تنازلات لأذربيجان منذ خسارته مساحات واسعة من الأراضي في حرب دامت ستة أسابيع العام 2020.

ومن جهتها، قالت الشرطة إن 98 شخصا اعتقلوا عندما أغلق متظاهرون مناهضون للحكومة الشوارع في يريفان الجمعة لليوم الثالث تواليا من الاحتجاجات على طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الأزمة.

ودعا باشينيان إلى الهدوء بعد المواجهات في الشوارع، متعهدا التصرف بحزم ضد مثيري الشغب.

هذا، ويؤجج انتصار أذربيجان المخاوف من رحيل سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفا، علما أن أرمينيا قد أكدت أنه من غير المتوقع تنفيذ أي عملية إجلاء جماعية.

وأشارت يريفان إلى أنها لا تتوقع تدفقا واسعا للاجئين حاليا، لكنها مستعدة لاستقبال 40 ألف أسرة إذا لزم الأمر ذلك.

 

فرانس24/ أ ف ب

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading