جاءت تصريحات فيليب لازاريني في مؤتمر صحفي عقده برفقة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي اليوم الخميس بعد اجتماع وزاري للدول المانحة للأونروا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، دعت له كل من الأردن والسويد.
وأشار لازاريني إلى تزايد الاحتياجات في ظل الأزمات المتعددة التي تتعرض لها المنطقة، بينما تعمل الوكالة بتمويل متناقص على تشغيل الخدمات العامة مثل التعليم، والرعاية الصحية الأولية، والحماية الاجتماعية، وشبكات الأمان، والعمليات واسعة النطاق.
وقال المسؤول الأممي إن هذا الوضع “مقلق للغاية. إنه أمر مقلق للمجتمعات، وغير آمن بالنسبة للبلد المضيف (للاجئين)، ويغذي أيضا في المنطقة شعورا بتخلي المجتمع الدولي عنهم”.
وأشار لازاريني إلى توجيه نداء اليوم لما يعنيه عيش اللاجئين الفلسطينيين في مثل هذه الأجواء حيث “يتصاعد الكرب واليأس والشعور بفقدان الأمل في المخيمات”.
تعهدات بمزيد من الدعم
وأكد المفوض العام للأونروا تلقي تعهدات في اجتماع اليوم ستساعد في دعم توفير مزيد من العمليات الروتينية في المستقبل المنظور.
وأشار إلى الحاجة إلى ما بين 170 و190 مليون دولار للإبقاء على الأنشطة الحالية للوكالة حتى نهاية العام، فضلا عن 100 مليون دولار إضافية لاستمرار وصول المساعدات الغذائية في غزة وسوريا ولبنان.
وأوضح لازاريني أنهم لم يصلوا رغم ذلك للهدف المنشود، مشيرا إلى أن الوكالة ستكون قادرة في ظل الوضع الحالي على العمل حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر
وأضاف “نحتاج أيضا إلى أن يكون لدينا واقع يمكن التنبؤ به يضمن أن اللاجئين الفلسطينيين سيستمرون في الحصول على هذه الخدمات الحيوية”.
وأشار المفوض العام للأونروا إلى تأثر التمويل بإجراءات التقشف التي أعقبت جائحة كوفيد-19، علاوة على العنف في المنطقة.
وقال إنه بالإضافة إلى ما يتطلعون إليه على المدى القصير لمعالجة وسد الفجوة بين الوقت الراهن ونهاية العام، فإن “ما يتعين علينا القيام به هو إيجاد مسار مستدام للوكالة”، يضمن للاجئين في ظل غياب الحل السياسي، استمرار تمتعهم بالحق في الأمل بمستقبل أفضل والحصول على الخدمات الحيوية.
ودعا أيضا إلى طمأنة اللاجئين الفلسطينيين بأنهم ملتزمون بحماية حقوقهم بموجب حقوق الإنسان.
تحرك فاعل وسريع
بدوره، قال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي إن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل فاعل وسريع لتوفير الدعم المالي الذي تحتاجه الأونروا لسد العجز الذي تعاني منه هذه السنة.
ودعا الصفدي في المؤتمر الصحفي إلى إيجاد آلية تضمن توفير الدعم المستمر طويل المدى “حتى لا تجد الوكالة نفسها كل عام في مواجهة تحدي فتح المدارس أو عدم فتحها، توفير الخدمات الطبية أو عدم توفيرها، إيصال المساعدات الإنسانية أو عدم إيصالها”.
وقال المسؤول الأردني إنه بعد قرابة 75 عاما من تأسيس الوكالة “مازلنا نواجه هذا التحدي. وما تزال الوكالة تمثل الأمل الوحيد لملايين اللاجئين الذين فقدوا بيوتهم ولم يتحقق لهم حتى اللحظة حقهم في العودة”.
وأكد أنه لا يمكن الاستغناء عن الأونروا ودورها، مستشهدا بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بأن الوكالة هي نقطة الأمل الوحيدة في وضع يسوده اليأس والحرمان مع استمرار غياب الأفق السياسي لتحقيق العدالة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وجدد كذلك التأكيد على استمرار بلاده في دعم الوكالة كي تستمر في تقديم خدماتها للاجئين، مشددا على أن حرمان الوكالة من التمويل يعني حرمان أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني من مساعدات حيوية تقدمها لهم.
وقال الصفدي “إذا كنا لا نزال عاجزين عن توفير العدالة للفلسطينيين، فلنقدم لهم على الأقل فرصة للعيش الكريم”.
يُذكر أن الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الحكومات الإقليمية والاتحاد الأوروبي، يمثل أكثر من 93% من المساهمات المالية المقدمة للوكالة.
وتدعم الأونروا أكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.