روسيا: ما هي الدوافع وراء زيارة خليفة حفتر لموسكو؟

روسيا: ما هي الدوافع وراء زيارة خليفة حفتر لموسكو؟



تعددت التساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء زيارة الرجل القوي في الشرق الليبي خليفة حفتر إلى روسيا. فهناك من يقول إنه سافر لموسكو سعيا لجمع بعض الأموال من أجل إعادة إعمار مدينة درنة التي غمرتها الفيضانات في 11 سبتمبر/أيلول، وهناك من يعتقد بأنه ذهب ليبحث إنهاء تواجد مقاتلي فاغنر (حوالي ألف عنصر). فهل سيتمكن حفتر من تحقيق أهدافه علما أن موسكو غير متحمسة لعودة المرتزقة إلى بلدهم؟

نشرت في:

4 دقائق

ما هي دوافع الزيارة التي يقوم بها اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى روسيا في وقت لا تزال مدينة درنة التي غمرتها الفيضانات تستغيث وتنتظر المساعدات الإنسانية الدولية؟ فوفقا لبيان نشرته قوات شرق ليبيا في صفحتها على فيس بوك، تأتي الزيارة “تلبية لدعوة من روسيا بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين موسكو ومنطقة الشرق الليبي”.

من جهته، كتب موقع “أخبار القوات العربية الليبية” في تغريدة على منصة “إيكس” (تويتر): “بناء على الدعوة الواردة من دولة روسيا الاتحادية، قام القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية المُشير أركان حرب بزيارة روسيا”.

وأضاف: “كان نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف في مقدمة مستقبليه. وأجريت مراسم الاستقبال وعزف النشيد الوطني للدولتين ترحيبا بزيارة القائد العام لروسيا”.

اقرأ أيضاليبيا: أبناء خليفة حفتر يجلبون “الموت والفساد والدمار” في شرق البلاد

وتشهد هذه الزيارة إجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تعزيز دعمها وتطويرها والقضايا ذات الاهتمام المُشترك.

وتأتي زيارة الرجل القوي في الشرق الليبي -والذي يواجه انتقادات من سكان درنة بسبب بطء المساعدات- بعد أقل من أسبوع من قيام وفد عسكري روسي رفيع المستوى بقيادة نائب وزير الدفاع بزيارة إلى بنغازي بهدف “تكثيف التعاون في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود”.

لكن متخصصة في الشؤون الليبية رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، قالت لفرانس24 إن زيارة حفتر تدخل في “إطار المحادثات بشأن مصير مقاتلي مجموعة فاغنر المتواجدين في شرق ليبيا”.

إنهاء مهام فاغنر في الشرق الليبي غير وارد بالوقت الحالي

وقالت لفرانس24: “يبحث حفتر عن سبل التخلص من مرتزقة فاغنر الذين أصبحوا يشكلون تهديدا له في الشرق الليبي”، لذا “يسعى إلى فتح محادثات مع موسكو”، مشيرة أن حفتر “في وضع صعب إذ يواجه ضغوطات من عدد كبير من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا”.

وأضافت قائلة إن عدد أفراد مجموعة فاغنر في ليبيا لا يتعدى ألف مقاتل كون أن غالبيتهم تم نقلهم إلى أوكرانيا من أجل القتال هناك.

وعن السؤال: هل يمكن أن تقع مواجهات مسلحة بين فاغنر والجيش الوطني الليبي في حال رفضت موسكو إعطاء الضوء الأخضر لكي ينسحبوا، أجابت المتخصصة بالشأن الليبي: “لا يمكن أن يقع الاقتتال بين الجبهتين”، مضيفة أنه “طالما تركيا وقوات أجنبية أخرى لم تسحب قواتها من الجهة المقابلة، أي من طرابلس، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن ينهي مهام فاغنر في الشرق الليبي”.

احتجاجات بعد تعيين صدام حفتر مسؤولا عن الهيئة المكلفة بإدارة الكوارث

وتابعت إن “حفتر طلب الدعم العسكري من العديد من الدول الغربية في حربه ضد الإرهاب في شرق ليبيا الغربية، لكن من دون جدوى، ما جعله يتوجه إلى روسيا في نهاية المطاف. فها هو بين مطرقة فاغنر وسندان الدول الغربية التي سحبت دعمها، ولم يتبق له سوى دعم الإمارات العربية المتحدة”.

اقرأ أيضامن هي القوى الأجنبية الداعمة لخليفة حفتر؟

وبين خليفة حفتر وموسكو علاقة طويلة بدأت في عام 2019 عندما طلب دعم فاغنر لكي يستولي على طرابلس لكنه فشل رغم دعمها. وما يزيد من الوضع تعقيدا بالنسبة لخلفية حفتر هو التنافس السياسي القائم بين أولاده الستة حول خلافته، علما أن قبائل منطقة الشرق الليبي غير مستعدة لقبول مثل هذا الخيار.

كما شكل تعيين نجله صدام حفتر على رأس الهيئة المكلفة بإدارة الكوارث الطبيعية استفزازا لسكان درنة المنكوبين الذين نظموا احتجاجات تنديدا بقلة المساعدات الإنسانية التي وصلت إليها وبطئها. فبين تحدي جلب الأموال لإعادة إعمار المدينة ورغبته في إنهاء التعاون مع مجموعة فاغنر، وجد حفتر نفسه معزولا على الصعيدين الدولي والعربي أكثر من أي وقت مضى؟

طاهر هاني

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading