وشدد فيليب لازاريني على الحاجة لتدفق المساعدات بشكل متواصل ومجدٍ. وقال إن النجاح في تحقيق ذلك يستدعي وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية لضمان وصول هذه المساعدات إلى المحتاجين إليها.
وفي المؤتمر الصحفي الدوري في جنيف لوكالات الأمم المتحدة، قال سامر عبد الجابر ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين إن الناس في غزة يصفون الوضع بأنه كابوس لا يستطيعون الاستيقاظ منه.
وسلط الضوء على الظروف الصعبة في ملاجئ الأونروا والتي تضم أعدادا من الناس تفوق بنحو ثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية. وقال: “في غرفة بحجم فصل دراسي، ينام 70 شخصا ويأكلون ويشربون ويعتنون بأسرهم”، كما توجد ثمانية مراحيض لـ25 ألف شخص.
“خيارات رهيبة”
عبر دائرة اتصال من القدس، انضمت لين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى المؤتمر الصحفي مشددة على ضرورة أن تكون جميع المساعدات والمسائل الإنسانية غير مشروطة.
وأكدت ضرورة الإفراج عن الرهائن الـ 224 المحتجزين في غزة فورا وبدون شروط، مكررة بذلك دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن. وأكدت أيضا ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس في غزة دون شروط.
وسلطت هاستينغز الضوء على ما وصفتها بـ “الخيارات الرهيبة” التي يواجهها مجتمع العمل الإنساني، في ظل القدر الضئيل للغاية من المساعدات التي تدخل غزة، ونقص الوقود، والوضع الأمني.
وأعربت عن أسفها لاضطرار عاملي الإغاثة إلى تحديد “أي مجتمعات يرسلون إليها الإمدادات، وأي مخابز، وأي محطة لتحلية المياه يمكن تشغيلها أو إيقافها، وأي مستشفى يرسلون الأدوية إليها”.
انهيار الخدمات الأساسية بسبب شُح الوقود
وقالت هاستينغز إن الأوقات العادية كان من الممكن أن تشهد عبور أكثر من 780 شاحنة محملة بالوقود إلى غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي ظل غياب الوقود، اعتمدت الأونروا على مضخة وقود وحيدة بالقرب من حدود رفح ولكن الوصول إليها كان متقطعا مع تضاؤل الإمدادات بسرعة كبيرة.
وبسبب الاضطرار إلى تقنين الوقود، حذرت هاستينغز من أن المخابز في قطاع غزة لن تتمكن إلا من إنتاج الخبز لمليون شخص فقط لمدة 11 يوما أخرى، فيما قالت الأونروا إن بعض الناس يعانون من الجوع بالفعل.
وفي هذا الشأن قال سامر عبد الجابر مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين إن اثنين فقط من المخابز المتعاقدة مع البرنامج يعملان، بعد أن كان العدد 23 في بداية العملية. ويعد الوقود أيضا أمرا بالغ الأهمية لتشغيل محطات تحلية المياه حتى تتمكن من إنتاج مياه الشرب.
وأشارت لين هاستينغز المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أن تضرر شبكات الصرف الصحي يؤدي إلى ضخ مياه الصرف غير المعالجة إلى البحر في غزة. ونبهت إلى أنه بمجرد نفاد الوقود، سواء كان ذلك غدا أو يوم الاثنين، فإن عملية الضخ ستكون مستحيلة وعندئذ ستفيض مياه الصرف الصحي في الشوارع.
الأطفال في الحضانات في خطر
شارك في المؤتمر الصحفي أيضا الدكتور ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث قال للصحفيين إن هناك حاجة إلى 94 ألف لتر من الوقود يوميا على الأقل للحفاظ على تشغيل الوظائف الحيوية في 12 مستشفى رئيسيا في غزة.
وذكر أن اثنين من كل ثلاثة مستشفيات في القطاع يعملان جزئيا. وشدد على أن شح الطاقة والإمدادات الطبية يعرض للخطر 1000 مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى، و130 طفلا مبتسرا في الحضانات، و2000 مريض بالسرطان، وعشرات آخرين على أجهزة التنفس الصناعي في وحدات العناية المركزة.
المساعدات غير كافية
وشدد العاملون في المجال الإنساني على أن نقص الوقود يؤثر أيضا على قدرة شاحنات المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح، على توزيع الإمدادات بأنحاء غزة. وسلطت هاستينغز الضوء على صعوبة إيصال المساعدات إلى شمال غزة، الذي يخضع لأوامر الإخلاء من السلطات الإسرائيلية لكنه شهد عودة نازحين من الجنوب بسبب الغارات الجوية والظروف المعيشية الصعبة هناك.
وأشارت إلى السماح بدخول 74 شاحنة مساعدات عبر رفح منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، وتوقع عبور نحو ثماني شاحنات أخرى اليوم. وذكرت أن هذا العدد قليل جدا مقارنة بدخول 450 شاحنة إلى غزة يوميا قبل الأزمة الراهنة.
وقال سامر عبد الجابر مسؤول برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج لم بتمكن إلا من جلب أقل من 2% من الغذاء المطلوب، وقام بتوزيع المساعدات على نصف مليون شخص في الملاجئ في غزة ولكن “مقابل كل شخص يتلقى المساعدة، هناك ستة أشخاص غيره يحتاجون الإغاثة” كما قال.
وأضاف المسؤول الأممي أن حوالي 39 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي موجودة على الحدود المصرية مع غزة أو بالقرب منها في انتظار الدخول، كما قامت وكالات أخرى بتخزين الإمدادات مسبقا هناك.
وقال إن البرنامج يخطط، إذا تم السماح بالوصول الإنساني المستدام وإدخال الوقود، لتوفير الغذاء المنقذ للحياة لأكثر من مليون شخص خلال الشهرين المقبلين.
Share this content: