الأمم المتحدة تدعو للعدول عن التعليمات بشأن انتقال سكان غزة إلى جنوب القطاع

الأمم المتحدة تدعو للعدول عن التعليمات بشأن انتقال سكان غزة إلى جنوب القطاع



أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قال إن نقل أكثر من مليون شخص في غزة، وفق أوامر الجيش الإسرائيلي، عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى جنوب القطاع حيث لا يوجد غذاء أو ماء أو أماكن إيواء -عندما تكون المنطقة بأسرها تحت الحصار- أمر خطير للغاية وقد لا يكون ممكنا في بعض الحالات.

الأونروا

وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن دعوة القوات الإسرائيلية لنقل أكثر من مليون مدني يعيشون شمال غزة خلال 24 ساعة، أمر مروع ولن يؤدي سوى إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة بشكل أكبر إلى حافة الهاوية.

مكتب حقوق الإنسان

وضم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان صوته إلى هذه الدعوة. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب إن هذه التعليمات تؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم أطفال وكبار في السن ومرضى، وتجبرهم على الانتقال بوسائل نقل قليلة أو معدومة وبضمانات ضئيلة لسلامتهم في ظل استمرار الأعمال العدائية. ودعت إلى إلغاء القرار، كما ذكر المتحدث باسم الأمين العام لتجنب وضع كارثي.

المتحدث الأممي

المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك قال إن ممثلي الأمم المتحدة في غزة “أبلغوا بواسطة ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي” بأن كل الذين يعيشون شمال وادي غزة يجب عليهم الانتقال إلى جنوب غزة خلال 24 ساعة.

وأضاف دوجاريك أن الأمر نفسه ينطبق على جميع موظفي الأمم المتحدة والمقيمين في مرافقها- بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.

وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة تعتبر أنه “من المستحيل” أن يتم مثل هذا الانتقال دون عواقب إنسانية كارثية وتدعو إلى إلغاء الأمر.

الفريق الأممي في فلسطين

ودعا فريق الأمم المتحدة في فلسطين، الحكومة الإسرائيلية إلى إلغاء إعلانها لوكالات الأمم المتحدة والفلسطينيين “بالانتقال فورا إلى جنوب غزة” دون أي ضمان لسلامتهم أو عودتهم.

وأشار الفريق الأممي، في بيان صدر اليوم الجمعة، إلى أن المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، يعانون من الرعب والإصابات والصدمة. 

وحذر من أن هذا الأمر سيتسبب في “مأساة إنسانية يمكن، بل ويجب، تجنبها”.

وقال البيان إن هذا الإجراء يأتي في أعقاب مقتل 1,800 فلسطيني من جراء غارات جوية إسرائيلية، وتدمير البنية التحتية، والحصار الكامل الذي حرم المدنيين من الكهرباء والغذاء والوقود والمياه النظيفة.

وأضاف الفريق الأممي: “لا يستطيع مليون شخص الفرار في يوم واحد: فالعديد منهم نزحوا بالفعل أو ليس لديهم مركبات، ولم يتمكنوا من التحرك مع استمرار القصف”.

ولفت فريق الأمم المتحدة في فلسطين إلى أن النزوح الجماعي يعرض حياة المرضى والجرحى لخطر وشيك ويهدد بحدوث كارثة صحية عامة- في وقت بات فيه النظام الصحي على حافة الانهيار؛ ووصلت المستشفيات في جنوب قطاع غزة إلى طاقتها الاستيعابية القصوى ولم تعد قادرة على استيعاب مرضى جدد. وأضاف:

“الحروب لها قواعد ويجب حماية المدنيين في جميع الأوقات. ويعني القانون الدولي أن على إسرائيل اتخاذ تدابير احترازية في الهجمات المستقبلية للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين والأعيان المدنية”.

وذكر فريق الأمم المتحدة أن الوكالات الأممية- وحرصا منها على مواصلة دعم احتياجات سكان غزة- نقلت موظفيها وعملياتها إلى الجزء الجنوبي من القطاع لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد على ضرورة أن يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية على الفور ودون قيد أو شرط.

يشار إلى أن فريق الأمم المتحدة في فلسطين، تحت قيادة المنسق المقيم، يضم جميع رؤساء وكالات الأمم المتحدة العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية ضمت صوتها إلى دعوة المتحدث باسم الأمم المتحدة لإسرائيل بإلغاء أمر نقل سكان غزة إلى جنوب القطاع، وقالت إنه يرقى إلى “حكم إعدام” بالنسبة للكثيرين، حسبما قال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش.

وتحدث ياساريفيتش إلى الصحفيين في جنيف، قائلا إنه تماشيا مع تقييم السلطات الصحية هناك، “سيكون من المستحيل إجلاء المرضى الضعفاء في المستشفيات من شمال غزة”.

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading