في خضم الحرب المتواصلة بين حركة حماس وإسرائيل منذ 13 يوما، طُرد عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة من العمل أو الجامعة أو سجنوا بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع قطاع غزة، وفق شهادات وبيانات للشرطة الإسرائيلية. وكتبت صحيفة هآرتس أن حالة الطوارئ المفروضة حاليا في إسرائيل “تشكل أرضا خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفي المقام الأول حرية التعبير”.
نشرت في:
6 دقائق
طرد من العمل أو الدراسة وملاحقات واعتقالات، هذا ما تعرض له عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة لطرد من العمل بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع قطاع غزة،في ظل الحرب المتواصلة بين حركة حماس وإسرائيل منذ 13 يوما.
وذكرت المحامية عبير بكر، موكلة الفنانة دلال أبو آمنة التي اعتقلت قبل ثلاثة أيام لفترة قصيرة في مدينة الناصرة، لوكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الأخيرة كانت “توجهت إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بعد أن تلقت مئات رسائل التهديد بالقتل باللغتين الإنكليزية والعبرية لها ولعائلتها، فتم التحفظ عليها لأنها نشرت تعليقا على فيس بوك”.
وأضافت: “وضعوا الأصفاد في يديها وقدميها… وتعاملوا معها بإهانات وإذلال. يريدون أن يخيفوا الناس ويلقنوهم درسا عبر دلال”، متابعة “لقد كتبت فقط جملة واحدة” ونشرت دلال أبو آمنه على صفحتها منشورا باللون الأسود جاء فيه “لا غالب إلا الله”.
“منشور تحريضي”
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنها أوقفت أبو آمنة بشبهة “نشر منشور تحريضي” وبشبهة “سلوك قد ينتهك السلم العام”.
وبالإضافة إلى كونها مغنية، دلال أبو آمنة طبيبة وباحثة في علم الأعصاب في مدينة حيفا. ولديها مليون متابع على إنستاغرام وقضت محكمة الصلح في مدينة الناصرة الأربعاء بإطلاق سراحها من السجن وفرضت عليها الإقامة الجبرية في بيت والدتها بمدينة الناصرة حتى 23 تشرين الأول/أكتوبر، ودفع كفالة مالية بقيمة 2500 شاقل أي نحو 625 دولارا، وعدم كتابة أي مدونة تتعلق بالحرب والظروف الراهنة لمدة 45 يوما.
ويوميا، تنشر الشرطة بيانات عن اعتقال أشخاص كتبوا أو وضعوا إشارت إعجاب (لايك) على محتوى أو صورة تعتبر تحريضية. وبين هؤلاء من تداول بأشرطة فيديو لإسرائيليين قتلوا خلال هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، وفق الشرطة.
وقتل في إسرائيل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا على أيدي حماس في اليوم الأول من هجومها غير المسبوق، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وهناك 203 أسرى في أيدي حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.
اقرأ أيضا🔴 مباشر: مظاهرات في دول عربية دعما للفلسطينيين وارتفاع حصيلة القتلى بغزة إلى 4137
وترد إسرائيل على هجوم حماس بقصف عنيف ومكثف على قطاع غزة قتل نتيجته منذ 13 يوما 4137 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أخرى، لا سيما إلى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.
فصل من العمل
خوفا من الملاحقة، رفض أشخاص في القدس الشرقية وداخل إسرائيل من الأقلية العربية الرد على أسئلة وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء أنها “أوقفت 76 شخصا” من القدس الشرقية المحتلة “للاشتباه بارتكابهم جرائم تحريض على فيس بوك ودعم منظمات إرهابية”. ومن بين هؤلاء محامية من القدس وطباخ يعمل في مطعم إسرائيلي تم فصله وخطيبا مساجد.
وأشار محامون إلى توقيف شاب من قرية كابول في الشمال لمدة خمسة أيام بسبب نشره صورة أطفال في غزة مع عبارة “قلبي معكم”.
وأوضح مدير مركز “عدالة” الناشط في مجال الدفاع عن الأقليات العربية حسن جبارينس أن “هناك الكثير من اليمينيين الذين يقدمون شكاوى ضد المواطنين العرب”. ورأت المحامية بكر أن “ترجمات المدعين من العربية إلى العبرية تكون غالبا مغلوطة وتؤدي إلى تفسيرات خارجة عن سياقها”.
وأعلن مفوض الشرطة كوبي شبتاي منع “المظاهرات ضد الحرب”، الأمر الذي يعتبره مركز “عدالة” غير قانوني.
“أرض خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية”
ويتعرض طلاب وعمال داخل إسرائيل للفصل وملاحقات قضائية، وفق ما أوردت صحيفة هآرتس الأربعاء في افتتاحيتها.
وكتبت الصحيفة إن حالة الطوارئ المفروضة حاليا في إسرائيل “تشكل أرضا خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفي المقام الأول حرية التعبير”.
وأضافت أن المدعي العام للدولة عميت إسمان يدعم إجراءات “التحقيق والاعتقال والملاحقة القضائية ضد أي شخص ينشر كلمات ثناء للفظائع”، في إشارة إلى ما ما قامت به حركة حماس، مضيفة أنه يريد التشدد في ملاحقة جرائم “التحريض على الإرهاب أو العصيان أو العنصرية أو العنف والفتنة والإضرار بالمشاعر والتقاليد الدينية وإهانة موظف عمومي”.
وتابعت هآرتس أن “مواطنين عرب عبروا عن مواقف مخالفة للتوجه العام (الإسرائيلي المعادي لحماس) تم فصلهم من وظائفهم”، وأن “بلدية رحوفوت على سبيل المثال، طلبت من متعهدي مشاريع البناء في المدينة التوقيع على إقرار بعدم وجود عمال عرب في الموقع”.
وقال مدير جمعية “مساواة” الحقوقية جعفر فرح لوكالة “تم منذ بدء الحرب فصل نحو 150 عاملا وحوالي 200 طالب وطالبة (عرب) من جامعات ومعاهد مختلفة” لأسباب تتعلق بإبداء آراء متضامنة مع قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وصدر الأربعاء بيان عن رؤساء الجامعات الإسرائيلية موجه إلى وزير التربية والتعليم يوآف كاش قالوا فيه “إنهم يقومون بدورهم بمحاسبة القليلين الذين يعبرون عن تضامنهم مع منظمات الإرهاب”. وأكد مستشفى في بيتح كيفا صرف طبيب بعد وضعه منشورا “يدعم الإرهاب” على أحد حساباته.
وصرفت معلمة عربية من مدرسة ثانوية في مدينة طبريا حتى إشعار آخر بعدما وضعت “لايك” على صفحة “عين على فلسطين” على موقع “إنستاغرام”، وفق مجموعة محامين يتابعون القضية.
وعلق رئيس بلدية طبريا بالإنابة بوعز يوسف بالقول “إذا أرادت أن تعلّم فلتذهب لتعلّم في غزة”.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.