وجددت الرفاعي – في حوار مع أخبار الأمم المتحدة – المطالبة بهدنة إنسانية حتى يتمكن العاملون في المجال الإغاثي الوصول إلى “مختلف أنحاء قطاع غزة وليس فقط إلى جنوبه كما يتردد أحيانا”.
وأكدت كذلك أن هناك “حاجة ماسة وفورية” إلى إدخال المياه النظيفة إلى القطاع، بالإضافة إلى الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه.
وتحدثت الناطقة باسم الأونروا عن “مستوى الصدمة” الذي يعيشه من هم داخل الملاجئ التابعة للأونروا التي تعرض بعضها للقصف، قائلة “أن يتم تدمير هذه الملاجئ بينما المدنيون في داخلها فهو أمر غير مسبوق”.
بدأنا حوارنا مع المتحدثة باسم الأونروا بالسؤال عما يحول دون إدخال شاحنات المساعدات التي تنتظر عند معبر رفح على الجانب المصري من الحدود.
تمارا الرفاعي: هذا تماما ما يناقشه الآن الأمين العام للأمم المتحدة، وأيضا جميع كبار المسؤولين الأمميين وخصوصا أولئك الذين يعملون بشكل مباشر على الأمور الإنسانية مثل السيد مارتن غريفيثس (وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية) وأيضا السيد (فيليب لازاريني) المفوض العام للأونروا.
بالنسبة لنا، لا يجب أن يكون هناك أي شروط على دخول المساعدات الإنسانية، ولا يجب أن يكون ذلك عبر عملية واحدة.
نحن نتحدث منذ أيام عن دخول عدد من الشاحنات قيل في البداية إنها 15 شاحنة ثم 20. ما نطالب به كهيئات للأمم المتحدة والمجتمع الإغاثي عموما هو دخول غير مشروط وتدفق مستمر للمساعدات الإنسانية.
أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم أي معلومات عن متى ستبدأ هذه العملية وهل أنتم قادرون على القيام بها بدون هدن إنسانية؟
تمارا الرفاعي: من غير الممكن أن نقوم بعملنا دون أن يكون هناك ضمانات لأمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني والشاحنات، وهذا جزء من المفاوضات القائمة منذ أيام؛ أن يتم ضمان أمن وسلامة الشاحنات ومن يرافقها من العاملين الإغاثيين.
ليس لدينا أي تأكيد على موعد محدد. نحن كما أنتم، وكما الإعلام، نسمع من هنا وهناك فتات للنقاشات ذات الطابع السياسي التي تحدث. هذه النقاشات تحدث مع زيارات لا تتوقف لكبار المسؤولين السياسيين إلى القاهرة، وعمان، وتل أبيب.
لكن أنا أعرف أننا كمجتمع إغاثي وإنساني، ما نطالب به هو الوقف الفوري لإطلاق النار، الهدنة الإنسانية، أي ما يسمى بتوقف للنزاع حتى يتمكن العاملون في المجال الإغاثي أن يدخلوا إلى قطاع غزة وليس فقط إلى جنوب القطاع كما تتم الإشارة إلى ذلك أحيانا، إنما يجب أن نتمكن من العمل وتقديم المساعدات في كل أنحاء القطاع وحيث يوجد النازحون، وحيث توجد الاحتياجات.
أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم الإمكانية للقيام بهذا الكم الهائل من العمل على الأرض في ظل الظروف الراهنة؟
تمارا الرفاعي: أنا أعمل في وكالة الأونروا للاجئي الفلسطينيين، ونحن لدينا أكبر شبكة على الأرض، شبكة مدارس وشبكة مراكز صحية وأيضا شبكة مستودعات بإمكانها أن تتلقى المساعدات. كما أن لدينا 13 ألفا من الزملاء في غزة. وهم جميعا على استعداد فوري لأن يساعدوا أقرباءهم وعائلاتهم ومجتمعهم، فمعظم هؤلاء الزملاء هم أصلا من غزة. الكثير منهم حاليا موجود في ملاجئ الأونروا.
وأريد أن أذكر أننا حاليا نتحدث عن أكثر من نصف مليون شخص، يعني حوالي 550 ألف شخص موجود في نحو 147 منشأة من منشآت الأونروا، الكثير منهم هم زملائي، والكثير منهم للأسف لديهم باع طويل في العمل في النزاعات المسلحة وهم يقفون على أهبة الاستعداد.
لكن سؤالك في محله، هل لدى جميع العاملين في المجال الإنساني والهيئات وخصوصا تلك التي تدمرت بعض منشآتها، يعني مثلا الأونروا تدمر حوالي 33 من مبانينا؛ هل لدينا القدرة اليوم على استيعاب تدفق ضخم من المساعدات الإنسانية؟ أظن أنه مع بداية دخول المساعدات، سوف نضطر إلى إعادة التخطيط حتى نرى ما مدى استيعاب أو قدرة المستودعات على الاستيعاب، وقدرة زملائي أن يخرجوا من الملاجئ. وهنا نعيد التذكير بضرورة أن يقوموا بعملهم بشكل آمن، لذلك يجب أن تكون هناك هدنة.
أخبار الأمم المتحدة: هل مازلتم تقدمون الخدمات حاليا، كيف يتم ذلك في ظل الوضع الأمني الراهن وشح الموارد؟
تمارا الرفاعي: حصل بالأمس 3500 شخص على خدمات طبية في ثمانية مراكز صحية للأونروا. لدينا حوالي 25 مركزا صحيا في غزة، لكن لا نستطيع أن نشغلهم كلهم، وأيضا لا يستطيع الكثير من زملائي العاملين في المجال الطبي بمن فيهم الأطباء والممرضون إلى آخره، لا يستطيعون أن يصلوا إلى المراكز. لكن حيث نستطيع الوصول، نقدم الخدمات.
لدينا مشكلة كبيرة بإمكانية توفير الماء والمواد الغذائية وأيضا الدواء في مراكز الإيواء. نحن بحاجة ماسة وفورية إلى أن يتم إدخال مياه نظيفة ووقود حتى نستطيع أن نشغل محطات تحلية المياه. كما أننا بحاجة شديدة لبعض الأدوية البسيطة مثل باراسيتامول أو المضادات الحيوية والإنسولين.
أخبار الأمم المتحدة: هناك تقارير بالأمس عن قصف بالقرب من إحدى مدارس الأونروا في خانيونس، ما هي الأوضاع في تلك المدارس والمنشآت التي تحولت إلى ملاجئ؟
تمارا الرفاعي: الأوضاع شديدة التوتر ومن فيها شديد الخوف. كما قلنا هناك أكثر من نصف مليون شخص مدني في غزة نزح إلى منشآت ومدارس الأونروا بحثا عن الأمان، خصوصا ذلك الأمان الذي يوفره العلم الأزرق التابع للأمم المتحدة. لكن أن يتم تدمير هذه الملاجئ بينما المدنيون في داخلها فهو أمر غير مسبوق. ويحدثني زملائي في غزة عن مستوى الصدمة الذي يعيشه من هم داخل هذه الملاجئ، إذ يكررون نحن هنا لأننا ظننا أن الأمم المتحدة تحمينا. ومازالوا يعودون للمدارس حتى تلك التي دمرت.
يوم الضربة على تلك المدرسة، خرج من فيها ولكنهم عادوا. عادوا لأنهم يثقون في الأمم المتحدة، ولكنهم يصدمون أيضا أنه حتى ملاجئ الأمم المتحدة لم تعد آمنة.
أخبار الأمم المتحدة: ما صحة المعلومات بأن الأونروا بدأت بنصب خيام في جنوب قطاع غزة لاستقبال النازحين من الشمال؟
تمارا الرفاعي: أنا رأيت الصورة التي يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. أريد أن أؤكد أن هذه صورة من داخل ملجأ من ملاجئ الأونروا. وهذه الصورة للفناء الداخلي لهذا الملجأ والذي كان ينام فيه في العراء الكثير من النازحين. لذلك نحن أخرجنا خياما من مستودعاتنا ووضعناها في ملجأ أصلا هو مستخدم اليوم علنا لنعطي من يستخدمون هذه الملاجئ بعض الخصوصية التي فقدوها بسبب الاكتظاظ في الملاجئ.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.