طُرح 350 ترشيحا لـ “التنافس” على شرف الحصول على جائزة نوبل للسلام 2023، بينها 259 فردا و92 منظمة؟ ففي ظل تشعب الأزمات في العالم، بين الحرب في أوكرانيا والتوتر بين الولايات المتحدة والصين والانقلابات في إفريقيا، فضلا عن قضايا المناخ وحقوق الإنسان، يصعب التكهن بمن سيفوز بأعرق جوائز نوبل.
نشرت في:
3 دقائق
إنها أكثر جوائز نوبل رواجا، تثير الانتظار والاهتمام بمزيد من الإثارة والأمل، لاسيما في زمن ممزق بالحروب والنزعات، سواء المسلحة أو الدبلوماسية والجيوسياسية، وينتابه نهوض كابوس القوميات المميتة.. والوحيدة التي لا يستلمها صاحبها (أو أصحابها) في ستوكهولم حيث مقر الأكاديمية الملكية السويدية العريقة، بل في جارتها النرويجية أوسلو.
فقبل إعلان الفائز أو الفائزين بنوبل للسلام الجمعة، تبقى التكهنات مفتوحة والاحتمالات مشرعة على شتى القضايا: حقوق النساء، مكافحة التغير المناخي، القضاء الدولي الذي يحقق في جرائم حرب في العالم…
وبلغ عدد الترشيحات هذه السنة 350، 259 فردا و92 منظمة. فهل ستمنح الجائزة للنساء الإيرانيات كما دعت لذلك صحيفة “في جي” الشعبية النروجية تكريما لنضالهن الشجاع لأجل التحرر من قبضة النظام الإسلامي في طهران على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل الشرطة لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة؟
وهل تتحصل عليها الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حاليا، أو بصورة مشتركة مع الأفغانية محبوبة سراج التي تكافح من أجل القضية ذاتها في بلادها؟ أم تنفرد بها الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد التي أطلقت حركة “حريتي الخفية” المعارضة للحجاب؟
يمكن النظر لنوبل السلام 2023 من منظور آخر: ففي عام الاحتفال بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يمكن أن تفوز بها هيئة مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بالجائزة؟ أو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومحاكم دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية؟
لكن، ونحن أيضا في زمن الاحتباس الحراري الذي لم يعد يترك مجالا للشك، وقبل أسابيع من مؤتمر المناخ “كوب28” في أبو ظبي، لماذا لا تمنح الجائزة لحركة مثل “فرايديز فور فيوتشر” التي أنشأتها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، بالتشارك مع الزعيم القبلي البرازيلي راوني ميتوكتيري المدافع عن حقوق الشعوب الأصلية بمواجهة إزالة الغابات؟
لكن (أيضا)، لماذا لا يتم تكريم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فائز التكهنات على مواقع المراهنات الإلكترونية، لوقوفه البطولي أمام الحرب الروسية ضد بلاده؟ ففي 2022، توجت الجائزة ثلاثة “أبطال” في الكفاح من أجل الحقوق والحريات: المنظمة الروسية غير الحكومية “ميموريال” التي حلتها موسكو رسميا، والمركز الأوكراني للحريات المدنية، والناشط البيلاروسي المسجون أليس بيلياتسكي.
التكهنات مفتوحة، والجواب عند الساعة 11 صباحا (9 توقيت غرينتش) لدى الكشف عن هوية الفائز أو الفائزين.
علاوة مزياني – مع أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.