وأشار إلى أن حوالي 700 ألف شخص يلتمسون الأمان في مراكز الإيواء التابعة للأونروا، وهو ما يفوق قدرتها الاستيعابية بأضعاف مضاعفة. وقال عدنان أبو حسنة إن اليوم، “بات كل شيء في غزة ملقى على عاتق الأونروا” لأنها الجهة الوحيدة التي ما زالت متماسكة، وأضاف “لكن الأونروا ليست الدولة” وقدراتها محدودة للغاية.
وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أكد السيد أبو حسنة – الذي تحدث معنا عبر الهاتف من قطاع غزة- أن حجم الدمار وعدد القتلى والجرحى في القطاع “غير مسبوقين”. وقال إن منزله، مثل منازل الكثيرين من الفلسطينيين في غزة، طاله الدمار أيضا فيما أُصيب ابنه وعدد من أفراد أسرته بعدما نزحوا إلى مدينة رفح جنوب القطاع.
فيما يلي نص الحوار مع المتحدث باسم الأونروا في قطاع غزة.
عنان أبو حسنة: الأونروا الآن تقدم أقصى ما لديها. قد يكون أقصى ما لديها بالنسبة لسكان قطاع غزة قليلا بصراحة. لدينا حوالي 672 ألف نازح في 149 مركز إيواء تابعا للأونروا. هذا الرقم قد يرتفع خلال الساعات القادمة إلى أكثر من 700 ألف نازح. كل الخطط التي كانت موجودة لدينا هي للتعامل من 150 ألف نازح فقط. لكن حجم التدمير غير مسبوق. وعدد القتلى والجرحى أيضا غير مسبوق. هناك تدمير للبنى التحتية وأزمات في المياه والقطاع الصحي، والمواد الغذائية تنفد من الأسواق، والطوابير أمام المخابز قد يصل طولها إلى كيلومتر.
حتى لو توفرت القدرة المالية للشراء من الأسواق، لا نستطيع شراء احتياجات النازحين سواء في المدارس أو خارج المدارس. لذلك، ما نقدمه هو أقصى ما نستطيع، ولكنه متواضع بالنسبة للاحتياجات الحقيقية لسكان قطاع غزة، وبالذات النازحين إلى مدارسنا وهم بمئات الآلاف.
أخبار الأمم المتحدة: هناك شعور بالخوف واليأس بين سكان غزة، كما قال مسؤولو الأمم المتحدة، وينعكس بعض ذلك في غضب وانتقادات موجهة للأونروا. ما تعليقك على هذه الانتقادات بشأن حدوث قصور في توزيع المساعدات.
عنان أبو حسنة: لا يوجد قصور على الإطلاق في توزيع المساعدات، ولكن الاحتياجات كبيرة، وأكبر من قدرات الأونروا، وأكبر من قدرات أية سلطات كانت. عندما يتم تهجير حوالي مليون ومئتي ألف شخص إلى المنطقة الجنوبية – ويوجد في مدارسنا حوالي 700 ألف شخص – في المقابل ما يدخل من مساعدات إلى غزة هو فتات. هو نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية.
نحن نوزع كل ما لدينا. ليس هذا فقط، بل نهتم بقطاعات أخرى. نوزع الوقود والطحين على المخابز لكي يصل سعر ربطة الخبر إلى نصف سعرها. أيضا نوزع الوقود على محطات تحلية المياه والمشافي وكل القطاعات الخدماتية.
نعم، الناس تريد أكثر، وهذا من حقهم لأن هناك من ترك وراءه كل شيء، والآن هم بحاجة إلى كل شيء. أتوا إلى مراكز الإيواء فقط بملابسهم.
نقدم المياه والمواد الغذائية والبطانيات والفرش والرعاية الصحية والدعم النفسي حسب الإمكانيات، ولكن الأونروا ليست الدولة. الآن كل شيء في غزة ملقى على أعتاق الأونروا. الأونروا هو الجسم الوحيد الذي بقي متماسكا. الناس محقون لأن احتياجاتهم كبيرة، ولكن قدراتنا محدودة للغاية.
أخبار الأمم المتحدة: أفادت بعض التقارير بالموافقة على السماح بدخول مائة شاحنة يوميا إلى غزة، هل لديك أية معلومات حول هذا؟ وهل ستتضمن الشحنات إمدادات للوقود؟
عنان أبو حسنة: هذا ما طالبنا به، أن تدخل مائة شاحنة يوميا على الأقل ولفترة طويلة وأن يدخل الوقود. الوقود هو أساس عملياتنا. إذا لم يدخل الوقود، لن نتمكن حتى من نقل المساعدات التي تأتي من خلال معبر رفح. لن نستطيع دعم محطات تحلية المياه ولا المخابز. الوقود أساسي.
نأمل أن يتحقق ذلك في القريب العاجل، ولكن لا معلومات مؤكدة حتى الآن.
أخبار الأمم المتحدة: بعد توسيع العمليات البرية الإسرائيلية في غزة وفي ظل استمرار القصف، هل تتمكن الأونروا من الوصول بالمساعدات إلى شمال القطاع أو مختلف أنحائه؟
عنان أبو حسنة: لا، اليوم القطاع قُسم وبصراحة لا نستطيع الوصول إلى مناطق القتال. هناك مئات القتلى والجرحى وتدمير هائل. الأخبار التي تأتي هي أخبار مرعبة ونحن لا نستطيع الوصول إلى تلك المناطق الآن.
أخبار الأمم المتحدة: هل لدى الأونروا أي موظفين في شمال غزة أو أنهم جميعا نزحوا إلى الجنوب؟
عنان أبو حسنة: لا نعرف إذا ما بقي بعض الموظفين هناك، ولكن مركز عمليات الأونروا نقل إلى منطقة رفح.
أخبار الأمم المتحدة: أريد أن اسألك سؤالا شخصيا بعض الشيء إذا سمحت لي، هل اضطررت للنزوح من منزلك وكيف وضع أسرتك؟
عنان أبو حسنة: نعم، اضطررت للنزوح من منزلي في مدينة غزة الذي أصيب بأضرار كبيرة. ومع وجودي هنا في مدينة رفح، قصف منزل مجاور وأصيب أفراد من عائلتي، من بينهم ابني وإخوتي، وتضرر منزلهم بشكل جسيم. بالإضافة إلى أضرار فادحة بالنسبة لنا كعائلة، بما في ذلك أضرار لحقت بعدد من السيارات، والشركة التي يمتلكها أخي دمرت تماما بما أدى إلى تكبده خسائر فادحة.
أخبار الأمم المتحدة: أريد أن أعزيك وأعزي جميع أفراد الأسرة الأممية لمقتل زملائنا من الأونروا. هل ما زلتم قادرون على الاتصال بجميع زملائكم الآخرين، وكيف يبدو وضعهم الآن؟
عنان أبو حسنة: قتل لدينا حوالي 63 موظفا، وهذا الرقم مرجح للازدياد أيضا بسبب صعوبة إخراج القتلى من تحت الركام. فغزة لا تمتلك هذه الإمكانيات لرفع الأنقاض والركام. نعم، نتمكن من التواصل إلى حد ما مع مناطق العمليات ومراكز الإيواء في جنوب قطاع غزة. نحن ما زلنا نقدم المساعدات. وكل ما نملكه نقدمه للناس.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.