بعد الهجوم الواسع الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية حماس على إسرائيل صباح السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بات عشرات المواطنين الإسرائيليين بينهم عدة أطفال رهائن لدى الحركة الفلسطينية. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تم خلال الأيام الماضية تداول عدة مقاطع فيديو لشبان إسرائيليين أسرتهم حماس. ومن تلك التسجيلات، يوجد مقاطع فيديو أخرجت عن سياقها. فريق تحرير مراقبون فرانس24 تحقق من حقيقة ثلاثة منها.
نشرت في:
8 دقائق
حرر هذا المقال: ناتان غالو
علمية التحقق في سطور
- تم تداول مقطع فيديو زعم أنه يظهر أطفالا إسرائيليين تم وضعهم في أقفاص وحصد أكثر من 450 ألف مشاهدة على تطبيق تيك توك ووقع تداوله أيضا على منصة إكس (تويتر سابقا). ولكن صورة مثبتة من الشاشة تحيلنا إلى أن الفيديو نشر على تيك توك قبل هجمات حماس صباح يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
- نشر مستخدم إنترنت أمريكي إسرائيلي على منصة إكس مقطع فيديو لطفلة صغيرة زاعما أنها تعرضت للخطف على أيدي مقاتلي حماس. ولكن مقطع الفيديو الذي حصد أكثر من مليون مشاهدة قديم ويعود لبداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
- تم تداول مقطع فيديو ثالث حصد أكثر من 14 مليون مشاهدة ويظهر طفلا أشقر محاطا بعدد أكبر من الأطفال ويتلقى معاملة سيئة في شارع ما وذلك بعد هجوم حماس على إسرائيل. ولكن يبقى من الصعب التثبت من حقيقته. ولكن إلى غاية 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لم تعلن أي وسيلة إعلام إسرائيلية أن ذلك الطفل في عداد المفقودين حسب البحوث التي أجريناها.
عملية التحقق بالتفصيل
حسب عدة وسائل إعلام، بات لدى حماس أكثر من مئة أسير بعد الهجوم المباغت الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل. ويوجد عدة أطفال بين هؤلاء الأشخاص المختطفين حسب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أفراد عائلاتهم.
و تم تداول مقطع فيديو على نطاق واسع عبر وسائل إعلام ناطقة بالإنكليزية ويظهر أما اختطفها مقاتلو حركة حماس مع طفليها بين ذراعيها.
وتناولت صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية أيضا قصة إمراة اختطفت مع طفليها الذين يبلغان من العمر 3 و 5 أعوام من قبل حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بينها صور لمحاولات البحث عنهم.
ولكن مقطعا فيديو على الأقل تم تداولهما على نطاق واسع يزعمان أنهما يظهران أطفالا احتجزتهم حركة حماس كانا كاذبين.
وتؤكد عدة مؤشرات أن هذه المقاطع المصورة أخرجت عن سياقهما وحتى إن كان من الصعب العثور على النسخ الأصلية لها وملابساتها.
حبس طفلين في قفص؟ مقطع فيديو نشر قبل الهجوم
منذ عدة أيام، تدعي عدة منشورات أن مقطع فيديو لخمسة أطفال محبوسين في قفص حديدي يتعلق بمحتجزين إسرائيليين. “أطفال مخطوفين من قبل حماس” يقول بالخصوص حساب ناطق بالإنكليزية عبر تطبيق تيك توك في منشور حصد أكثر من 450 ألف مشاهدة.
ولكن هذا التسجيل المصور الذي يبلغ طوله 30 ثانية لا يتعلق بأطفال إسرائيليين احتجزتهم حماس خلال الهجوم المباغت نهاية الأسبوع الماضي. وتم تداول النسخة الأصلية من الفيديو خلال الأيام الأخيرة إذ أنه نشر على حساب في تيك توك قبل بضعة أيام من هجوم حماس.
وأكد موقع التحقق من الأخبار الزائفة والتحقيقات الاستقصائية الرقمية في إسرائيل فايك ريبورتر Fakereporter في تغريدة نشرت على تويتر في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري أن هذا التسجيل المصور نشر قبل أربعة أيام من ذلك ،أي في 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بالتحديد. وقد نشر هذا الموقع صورة مثبتة من الشاشة تظهر أن الفيديو نشر قبل أربعة أيام (4 days ago باللغة الإنكليزية)..
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، نشر موقع فايك ريبورتر صور أخرى مثبتة من الشاشة لمقطع فيديو وذلك في 8 تشرين الأول/ أكتوبر (نشر بعد ذلك في تغريدة أخرى على تويتر) ويظهر أيضا أن المقطع المصور نشر بالفعل على الإنترنت قبل أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر. (انظر الصورة أسفله)
ولم تظهر سوى بضع المعطيات الأخرى عن سياق تصوير مقطع الفيديو. حتى أن صاحب النسخة الأصلية للفيديو التي نشرت على حساب user6903068251281 في تطبيق تيك توك قام بحذفه بين يومي 8 و9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
“طفلة صغيرة وقعت رهينة لدى حركة حماس؟ مقطع فيديو يعود لأوائل أيلول/ سبتمبر الماضي
“إرهابي من حركة حماس مع طفلة يهودية صغيرة في غزة… انظروا إلى ممارسات عدونا” يقول مارك زال في تغريدة على تويتر نشرت في يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وفي رسالته، ينشر المحامي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضا وهو رئيس منظمة الجمهوريين بالخارج في إسرائيل، مقطع الفيديو لرجل يرتدي قميصا أسود مع طفلة صغيرة ترتدي فستانا ورديا. وحصد مقطع الفيديو الموجود في التغريدة أكثر من مليون مشاهدة على منصة إكس وتم تداوله أيضا من قبل عدة حسابات في فرنسا.
ونشر التسجيل المصور في الأصل عبر حساب في تطبيق تيك توك يوم 8 أيلول/ سبتمبر الماضي وقد تم حذف حساب تيك توك الذي نشر الفيديو (@izzeddin_masama) في وقت لاحق.
في المقابل، يظهر مقطع الفيديو على تيك توك الذي ما يزال موجودا في الأرشيف الرقمي بوضوح أن تاريخ نشره يعود ليوم 8 أيلول/ سبتمبر الماضي (8 أو 9 من نفس الشهر حسب التوقيت الأمريكي) وهو ما يعني أنه تاريخ سابق لهجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وبالرغم من وجود معطيات قليلة عن سياق تصوير مقطع الفيديو، إلا أنه وفي كل الأحوال قد التقط قبل هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
طفل إسرائيلي يتعرض للاعتداء على أيدي أطفال فلسطينيين؟ من الصعب العثور على الفيديو الأصلي
تحقق فريق تحرير مراقبون فرانس24 أيضا من مقطع فيديو لطفل أشقر يتعرض للمضايقات من قبل أطفال آخرين. وقد نشر هذا التسجيل المصور على تويتر في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتم تداوله على نطاق واسع، وتؤكد مجمل المنشورات لهذا الفيديو أن الطفل الأشقر الظاهر في الصور هو طفل إسرائيلي وقع رهينة بأيدي حماس.
قي المقابل، يبقى إلى حد الآن من الصعب معرفة السياق الدقيق وحقيقة هذا المقطع المصور.
إلى حدود 10 تشرين الأول/ أكتوبر، وحسب ما أظهره بحث عكسي عن الصورة، لم تنشر أي وسيلة إعلام هذا التسجيل المصور ولم تتحدث أي منها على اختفاء هذا الطفل وذلك عكس مقاطع فيديو أخرى يظهر فيها رهائن.
ولم يعثر فريق تحرير مراقبون فرانس24 على أي نسخ أخرى لمقطع الفيديو. فيما بدأ تداول مقاطع منه أو صور مثبتة من الشاشة له على تويتر وفيس بوك بدءا من يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري قبل أن يتداوله حساب Visegrad24 من جديد في صباح يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. على هذا الحساب، المعروف بتداوله أخبارا كاذبة ومن بينها عدة تغريدات قامت بالتثبت منها عدة وسائل إعلام خلال الأعوام القليلة الماضية (على غرار هنا وهنا)، حصد مقطع الفيديو أكثر من 14 مليون مشاهدة على تويتر.
وإلى حد كتابة هذه الأسطر، لم يتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التثبت من هوية هذا الطفل أو ملابسات تصوير هذا المقطع.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.