هبوط طارئ لطائرة في روما… والسبب راكب مصري كتب “أحب الله” على ورقة

هبوط طارئ لطائرة في روما… والسبب راكب مصري كتب “أحب الله” على ورقة



اضطرت رحلة جوية لشركة فويلنغ بين العاصمة الفرنسية باريس والعاصمة المصرية القاهرة للهبوط بشكل طارئ في روما يوم الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر بهدف إنزال راكب مصري. وتوضح مقاطع فيديو حصلت عليها فرانس24 تعرض الرجل للتوقيف من قبل رجال الشرطة الإيطالية. وقد تم لومه على كتابة كلمة “أحب الله” على ورقة بعد أن أخذ دواء. ويقول مراقبنا، الذي شاهد كل ما حدث عن مشهد “تقشعر له الأبدان”.

نشرت في:

6 دقائق

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عندما كانت رحلة شركة فويلنغ رقم VL8522 التي أقلعت من العاصمة الفرنسية باريس باتجاه العاصمة المصرية القاهرة، وبالتحديد عندما كانت تحلق فوق جزيرة براتش في كرواتيا لتنعطف بشكل مفاجئ غربا وتهبط في مطار فومتشينو في العاصمة الإيطالية روما.


على متن هذه الطائرة، أجبر تصرف مسافر يبلغ من العمر 29 عاما فريق القيادة إلى تغيير وجهة الرحلة الجوية. وحسب سلطات الجمارك الإيطالية التي تواصل معها فريق تحرير مراقبون فرانس24، فإن الرجل تعرض لوعكة صحية وطلب أخذ دواء. “وكان عليه إمضاء ورقة يقر فيها أنه تناول هذا الدواء بناء على مسؤوليته التامة. ويبدو أن أحد أفراد طاقم الطائرة قرأ على الورقة عبارة ‘أحب الله’، ما جعل قائد الطائرة يقرر الهبوط بشكل طارئ”. وتقول الشرطة الإيطالية إنه لم يتم اطلاعها على هذه الورقة.

وحال الهبوط في مطار فومتشينو في العاصمة الإيطالية روما، تولت الشرطة أمر هذا الرجل. ويوثق تسجيلان مصوران حصل عليهما فريق تحرير مراقبون فرانس24 عملية توقيفه. ونرى من خلال الصور هذا الراكب يصرخ وهو يقول “لم أفعل شيء، لم أتسبب في إثارة أية مشاكل” “أنا في حاجة للمساعدة” “أنا من مصر”. ويبدو أنه أعطى رجال الشرطة عنوانا بريديا باللغة العربية.



مقطع فيديو التقط من قبل مسافر على متن رحلة جوية لشركة فويلنغ رقم VL8522 في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عندما كانت الطائرة في طريقها لتنفيذ هبوط طارئ في مطار روما. وقد أوقف رجال الشرطة الإيطالية الرجل.

 

وتؤكد سلطات الجمارك في إيطاليا بأن “قيادة الطائرة طلبت تنفيذ الهبوط” بدون أن “تقدم سببا” لهذا الهبوط الطارئ في المطار الذي تواصلت معه.

من جهتها، اكتفت شركة فويلنغ للطيران بالقول بأن تم “تغيير” وجهة هذه الرحلة إلى روما “لأسباب تتعلق بالسلامة بعد سلوك غير طبيعي من أحد المسافرين”. وتحت تعلة “سلامة الراكبين”، تقول الشركة أن طاقم الطائرة “اتبع الإجراءات المعمول بها” وطلب “تدخل قوات الأمن” بدون تقديم أي توضيحات إضافية. وبعد أن اتصل بها فريق تحرير مراقبون، أكدت إدارة شركة الطيران أنها ليست قادرة على تقديم الأسباب التي دفعت طاقم الطائرة إلى الإعلام بسلوك مستغرب لهذا الراكب خصوصا إذا ما تعلق ذلك “بما كتبه على إقراره المسؤولية بأخذ الدواء أو بسبب سلوكه”.

“ذلك يعزز قناعة مشاعر المسلمين بما يظنه الغرب بهم”

مراقبنا بيار (اسم مستعار) كان على متن الطائرة جالسا بالقرب من هذا المسافر مؤكدا أنه لم لا يلاحظ أية ظروف غير عادية إلى غاية الهبوط الاضطراري في مطار روما. حيث يقول:

كان من المفترض أن تقلع الرحلة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، ولكن كان هناك تأخير بنحو 20 دقيقة ومن ثم أعلن قائد الطائرة عن وجود عطل إلكتروني وبعد 30 دقيقة تم إخراجنا من الطائرة وقيل لنا إننا سنركب طائرة أخرى. في الأخير، أقلعت الرحلة بتأخير يصل إلى نحو ثلاث ساعات.

كنت أجلس في مكان قريب جدا من هذا الرجل الشاب. ولم أر أي مشكلة معه طوال الرحلة. لم يصرخ أبدا أو يشتم أحدا أو قام بتصرف يثير الشبهات طيلة الرحلة. لم أره عندما أخذ الدواء، يمكن أنني لم أنتبه لذلك أو كنت منشغلا.

بعد ساعة من الإقلاع، توجهت إلى مرحاض الطائرة وفي خلفية الطائرة رأيت إحدى المضيفات بصدد البكاء. وأثار الأمر قلقي وقلت في نفسي إن الأمر يتعلق بأمر شخصي وحاولت أن أتناسى الأمر حتى لا يتسلل الشك إلى مشاعري. وفي الأخير بعد ساعة من ذلك، قيل لنا إن الطائرة ستهبط بدون تقديم أي إيضاحات.

“كنا نتساءل فيما بيننا ما الذي حدث، وهل هناك قنبلة على متن الطائرة..”

بدأت الأمور بالتوتر شيئا ما ولكن من بين المسافرين، كان هناك مسافرون يتبادلون المزاح حول الموضوع ومن بينهم هذا الرجل. وعندما هبطت الطائرة على المدرج، وفي حدود الساعة السادسة مساء، طلبت امرأة قريبة من مكان جلوس هذا الرجل أن تذهب إلى المرحاض مؤكدة أن الأمر مستعجل لكن أحد أفراد طاقم الطائرة صرخ في وجهها طالبا منها العودة إلى مكانها وأن رجال الشرطة صعدوا إلى الطائرة لتنفيذ إجراء مستعجل. وهو ما جعلنا نتساءل فيما بيننا ما الذي حدث وما إذا كان الأمر يتعلق بقنبلة على متن الطائرة، ومن ثم بعد وقت قصير – في حدود السادسة والربع- صعد رجال الشرطة إلى الطائرة و اقتادوا الرجل  الشاب الذي بدأ بالصراخ بأنه لم يفعل شيئا.

بقينا في الطائرة لساعة أخرى بدون أن تقدم لنا أية معلومات قبل أن يطلب منا النزول في روما. ولم نقلع مجددا إلا في حدود منتصف الليل والربع في رحلة جوية جديدة مع طاقم جديد. طلبت من أحد أفراد الطاقم الجديد معرفة ما حدث لكنه لم يقل لي شيئا. لم أر أي داع لتغيير وجهة طائرة وإيقاف أحد الركاب لمجرد أنه كتب عبارة أحب الله على ورقة. هذه القصة اقشعر لها بدني. مثل هذه الأحداث تزيد من قناعة مشاعر المسلمين بشأن ظنون الغرب بهم.

من جانبها، تؤكد سلطات الجمارك الإيطالية -عكس ما قالته وسائل الإعلام في إيطاليا- بأنه لم يكن هناك أية قناصة محترفون على مدرج الهبوط أثناء عملية اقتياد الرجل ولكن الأمر يتعلق بـ”إجراءات سلامة عادية مع رجال شرطة مسلحين”. وقد تم إطلاق سراح الرجل المظنون به سريعا بدون “اتخاذ أي إجراءات قضائية ضده” وفق ما وثقته نفس هذه السلطات الجمركية.

في المقابل، أكد مصدر مصري محلي تواصل مع عدد من أقارب هذا المسافر في قريته، لفريق تحرير مراقبون فرانس24 يوم الجمعة 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بأن الرجل وصل في الأخير إلى بلاده ولكنه لم يحصل على أية معلومات إضافية إلى غاية كتابة هذه الأسطر.



Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading