استطاع الممثلون واستوديوهات هوليوود الكبرى الأربعاء أن يتوصلوا إلى اتفاق ينهي إضراباً شلّ القطاع السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة لأشهر وكلّف الاقتصاد الأميركي المليارات، على ما أعلنت نقابة الممثلين (ساغ-أفترا). فيما مرّ القطاع بإضراب تاريخي مزدوج، إذ عندما بدأ الممثلون إضرابهم في منتصف تموز/يوليو، كان كتاب السيناريو مضربين منذ مطلع أيار/مايو. ولم تشهد هوليوود أزمة مماثلة منذ العام 1960.
نشرت في:
5 دقائق
قالت نقابة الممثلين (ساغ-أفترا) في بيان الأربعاء إنّ إضراب الممثلين سينتهي الخميس عقب التوصّل إلى اتفاق جديد مدته ثلاث سنوات، وتُقدّر قيمته “بأكثر من مليار دولار”.
هذا، ومن المقرر أن تنشر النقابة تفاصيل الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، لكنها أكّدت أنه يتضمّن “تفاصيل مذهلة”، إذ يشير تحديدا إلى زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور مع توفير ضمانات في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وإنشاء “للمرة الأولى” نظام مكافآت خاص بإعادة عرض الأعمال عبر منصات البث التدفقي.
إلى ذلك، ولكي يستأنف النجوم البارزون والعاملون في القطاع عملهم في مواقع التصوير، يُفترض أن يوافق أعضاء النقابة البالغ عددهم 160 ألفا من ممثلين وراقصين وعاملين في مجالات أخرى على الاتفاق الجديد خلال عملية تصويت، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها إجراء شكلي.
الحاجة إلى نهاية الاضراب كانت ملحة…
واحتفت أسماء كبيرة في هوليوود بإنهاء الإضراب. وكتبت جيمي لي كورتيس عبر إنستغرام “إنّ المثابرة تؤتي ثمارها!”.
ومن جهته، قال زاك إيفرون على هامش عرض أوّل لفيلم “أيرن كلو”، “أنا سعيد جدا لأننا توصلنا جميعا إلى اتفاق”، مضيفا “لنستأنف العمل، أنا سعيد جدا”.
ويذكر أن المفاوضات بين النقابة والاستوديوهات كانت تجري بصورة شبه يومية خلال الأسبوعين الماضيين، وغالبا ما شارك فيها الرؤساء التنفيذيون لكل من “ديزني” و”نتفليكس” و”وارنر براذرز” و”يونيفرسال”.
كما كانت الحاجة إلى إنهاء الإضراب ملحة، فإلى جانب قلّة من المشاهير، يعاني الممثلون العاطلون عن العمل صعوبات متزايدة لتغطية نفقاتهم.
ومن جانبها، كانت الأستوديوهات قد أخّرت إصدار أفلام ضخمة مثل “دون: بارت تو” (“Dune: Part Two”) والجزء المقبل من “ميشن إمباسيبل”.
ووصف تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية (AMPTP) الذي مثل الأستوديوهات في المفاوضات، الاتفاق بأنه “نموذج جديد” للقطاع. وأوضح في بيان أن الاستوديوهات “تنتظر بفارغ الصبر استئناف العمل على الإنتاجات”.
إضراب تاريخي طال “ملايين الأشخاص”
ومرّ القطاع بإضراب تاريخي مزدوج، إذ عندما بدأ الممثلون إضرابهم في منتصف تموز/يوليو الماضي، كان كتاب السيناريو مضربين منذ مطلع أيار/مايو. ولم تشهد هوليوود أزمة مماثلة منذ العام 1960.
هذا، وتُقدّر التكلفة الإجمالية المترتبة عن توقف صناعة السينما في هوليوود في الأشهر الأخيرة بما لا يقل عن ستة مليارات دولار، وفق أحدث مراجعات للاقتصاديين.
ورحبت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس، بـ”الاتفاق العادل”، مذكّرة بأن الإضراب طال “ملايين الأشخاص” في البلاد.
وكان الممثلون وكتاب السيناريو يتشاركون الملاحظة نفسها، إذ باستثناء الممثلين النجوم، لم يعد معظمهم قادرا على كسب عيش لائق في عصر البث التدفقي.
وذلك لا يعود فقط إلى أن المنصات باتت تنتج مسلسلات بعدد حلقات أقل بكثير في كل موسم، مقارنة بالأعمال التي تُعرض عبر التلفزيون، ولكن أيضا لأن نتفليكس وغيرها من المنصات خفضت بشكل كبير المبالغ التي يتلقاها الممثلون عن كل مرة يُعاد فيها عرض عمل ما.
وعلى عكس الأعمال التلفزيونية التي يمكن مكافأة الممثل عند إعادة عرضها بمبلغ يتوافق مع نسبة المشاهدين، اعتُمد في البث التدفقي مبدأ المبلغ المقطوع بغض النظر عن شعبية العمل المُعاد عرضه.
البث التدفقي والذكاء الاصطناعي
وتوصلت الأستوديوهات إلى اتفاق مع كتاب السيناريو في نهاية في أيلول/سبتمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، استأنف معظمهم العمل فيما استمرّت المفاوضات مع الممثلين.
وبحسب الصحافة المتخصصة، يتضمّن الاتفاق مع الممثلين زيادة في الحد الأدنى للأجور بنحو 8 % مقارنة باتفاق سابق، مما يشكل أعلى زيادة على الرواتب تُقرّ منذ عقود، رغم أنها أقل ممّا طلبه الممثلون في الأساس.
وعلى صعيد البث التدفقي، سيتم وضع نظام مكافآت للممثلين الذين يؤدون أدوارا في مسلسلات أو أفلام ناجحة.
وكان ضبط الذكاء الاصطناعي من المسائل البارزة الأخرى في المحادثات، وتحديدا في المرحلة الأخيرة منها.
وأبدى الممثلون خشيتهم من أن تستخدم الأستوديوهات هذه التكنولوجيا لاستنساخ أصواتهم وصورهم وتستعملها وقت تشاء من دون دفع مبالغ لهم لقاء ذلك أو حتى الحصول على موافقتهم.
كما اختلف الطرفان خلال الأيام الأخيرة، على الشروط المحيطة بحقوق الأستوديوهات بالتصرف بصورة الممثلين النجوم بعد وفاتهم.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.