“خلافات اللحظة الأخيرة”… ما الذي يؤخر دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة؟

“خلافات اللحظة الأخيرة”… ما الذي يؤخر دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة؟



بعد أن تحدثت الأوساط الإعلامية عن دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ الأربعاء، تبين الخميس أن الاتفاق لم يصل بعد إلى مرحلته النهائية، ولا يزال طرفا النزاع بصدد التفاوض حول بعض النقاط فيه. إنها “خلافات اللحظة الأخيرة” وفق تعبير الوسيط القطري، من الممكن تجاوزها في الساعات المقبلة. فما الذي حال دون دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ بدءا من الأربعاء؟

نشرت في:

6 دقائق

بدأت بعض المخاوف تتسرب لبعض الأوساط من تلاشي الأمل في إقرار هدنة إنسانية في غزة عقب إعلان طرفي النزاع، ومعهما الوسطاء القطريين، الأربعاء بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على اتفاق بين الجانبين عنوانه الأكبر تبادل رهائن بأسرى فلسطينيين. 

وقالت إسرائيل ليل الأربعاء إن الاتفاق لن ينفذ قبل يوم الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي قوله: “لن يكون هناك توقف” في القتال الخميس، كما أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ليل الأربعاء في بيان أن “المفاوضات لإطلاق سراح مختطفينا مستمرة بدون توقف”، مضيفا أن عملية الإفراج لن تبدأ “قبل الجمعة”.  

وكانت وسائل إعلام مختلفة ذكرت الأربعاء أن اتفاق الهدنة سيدخل حيز التنفيذ الخميس، وهو ما أكده مسؤول في حركة حماس الذي قال إنه يتوقع حصول “أول تبادل لعشرة رهائن مقابل 30 أسيرا اعتبارا من الخميس”. إلا أن هذا لم يحصل مما يطرح جملة من الأسئلة حول أسباب تأجيله، وهو ما قد يضعفه لتستمر الحرب بكل أهوالها في غزة. 

أسباب التأجيل؟ 

مراسلة فرانس24 في القدس ليلى عودة حملت للمشاهدين جزءا مهما من الجواب حول الأسباب وراء تأجيل الدخول في الهدنة. فنقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، قالت عودة: “إن التأجيل كان بسبب تلقي الإسرائيليين لاتصال هاتفي من الوسطاء القطريين، أخبروهم عبره أن حماس لم توقع على الصفقة لوجود بعض البنود فيها ترفضها الحركة. كما أن الإسرائيليين لم يتسلموا قوائم الرهائن الذين ستفرج عنهم الحركة لإبلاغ عائلاتهم والتدقيق في هوياتهم. وأيضا هناك بنود لقيت اعتراضا من الجانب الإسرائيلي”. 

وتضيف مراسلة فرانس24 في القدس: “على أي هي خلافات اللحظة الأخيرة كما قالت الدوحة، سيتم تجاوزها خلال الساعات المقبلة”، و”يتحقق وقف إطلاق نار، ينتظره العالم بأسره الذي مارست الكثير من دوله في الأيام الأخيرة ضغطا واسعا على تل أبيب للتوصل إليه”. 

وهذا الضغط كان ولا يزال حتى من عائلات الرهائن. “التأجيل كان له صدى سلبي لديهم”، تقول ليلى عودة، ويبدو أن نتانياهو كان مجبرا لخفض سقف أهدافه. فهو اليوم يتفاوض مع حماس التي تعهد بالقضاء عليها والعودة بالرهائن إلى أسرهم. 

بالنسبة لأستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية ناصر قلاوون، التأجيل “يعود لكثرة الوسطاء. هناك القطريون، مصر من الناحية اللوجستية، أمريكا. كما أن هناك شقاق في كل معسكر. المعسكر الغربي الذي يدعم نتانياهو يعرف أنه تحت ضغط الجناح المتطرف في حكومته الذي هو غير راض بالاتفاق ويقول إنه منح حماس نصرا. في نفس الوقت هناك جهات خارجية داعمة لحماس مثل إيران وغيرها ستحتفي بأي قرار، وسوف لن تعترف بأن الهدنة هي هزيمة بل هي انتصار. الطرفان، إسرائيل وحماس تحت ضغط سياسي”. 

متى يتم الإعلان عن بدء سريان الهدنة؟ 

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية الخميس عن مصدر فلسطيني “مطلع” بالمفاوضات الجارية أنه “من المفترض أن يتم الإعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأمريكيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ”، موضحا أن التأخير كان له علاقة “بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الرهائن الإسرائيليين وآلية تسليمهم”. وتابع: “الاقتراح كان بتسليمهم للصليب الأحمر ثم نقلهم إلى مصر ليتم تسليمهم للجانب الإسرائيلي”.

كما أضاف “ثم تم اقتراح أن يتم ترتيب زيارة للأسرى لإجراء الفحوصات الطبية من خلال أطباء وعناصر عبر الصليب الأحمر وتنسيق زيارة للصليب للأسرى المدنيين الآخرين ليتأكدوا من سلامتهم”.

وشدد على أن حركة حماس “تؤكد أن كل النقاط يجري نقاشها لكنها أكدت أنها تلتزم فقط بالنقاط التي يتم الاتفاق بشأنها”. وختم قائلا “الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة سيراقبون التنفيذ والخروقات ويضمنون سير تطبيق اتفاق الهدنة والمباحثات التي تليها”.

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري في بيان الخميس إن “المحادثات (..) مستمرة وتسير بشكل إيجابي”. وأضاف “الإعلان عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة التي جرى التوصل إليها سيكون خلال الساعات القادمة”. 

اقرأ أيضاالهدنة بين إسرائيل وحماس: ما هي أبرز مضامينها وما هو دور قطر في بلورتها؟

 

لأي كفة تميل الهدنة؟ 

يقرأ ناصر قلاوون مضامين الهدنة بالصيغة التالية: “نتانياهو نجح في فرض شروطه فعلا من الناحية التقنية. لكن من الناحية السياسية فهو خضع لضغط من أطراف دولية. وبـ15 ألف قتيل لا أعتقد أن حماس انتصرت. وبالنسبة لإسرائيل يعتبر هجوم 7 أكتوبر ضعف استخباراتي ينخر جسم المؤسسة العسكرية والسياسية الحاكمة…”.  

ووفق مسودة الاتفاق المعلن عنه منذ الأربعاء، يلتزم الجانبان بمجموعة من البنود يأتي في مقدمتها هدنة إنسانية تدوم أربعة أيام، تفرج خلالها حماس عن 50 من النساء المدنيات والأطفال المحتجزين لديها، مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” الأسرى في السجون الإسرائيلية. 

وحسب بيان لحماس، لن يتجاوز المفرج عنهم 19 عاما. وقالت الحركة سيتم “إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما”، مع “وقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة” بعد الظهر. كما سيتم “إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطيبة والوقود إلى كل مناطق غزة بلا استثناء شمالا وجنوبا”. 

لكن كل ما ذكر من بنود الاتفاق لا يمكن تفعيلها إلا بإعلان الطرفين، حماس وإسرائيل، القبول بمضامينه والبدء في مرحلة جديدة يستعيد فيها أهل غزة أنفاسهم من أهوال الحرب. فهل سيتحقق ذلك في الساعات المقبلة؟

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading