مسؤولون أمميون يجددون الدعوة إلى “هدُن” في غزة، ويستعدون لإطلاق نداء إنساني عاجل

مسؤولون أمميون يجددون الدعوة إلى “هدُن” في غزة، ويستعدون لإطلاق نداء إنساني عاجل


وقال مارتن غريفيثس في إحاطته أمام الاجتماع الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الجمعة، إنه بدون تلك الهدن، “فإننا لن نستطيع مجاراة احتياجات الناس في غزة، وكذلك الإسرائيليين الموجودين في مناطق الصراع”.

وأعرب عن أمله في أن تسفر المفاوضات بشأن السماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة عن نتائج، مشيرا إلى أنه تلقى اليوم ما يفيد بحدوث “بعض التقدم” في تلك المفاوضات، مؤكدا أن الوقود أساسي لتشغيل المستشفيات وتوزيع المياه، وإنتاج الكهرباء.

ودعا الأطراف كافة لاحترام القانون الإنساني الدولي، مؤكدا أن ذلك ليس أولوية فحسب بل التزام أيضا.

وجدد المسؤول الأممي كذلك الدعوة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، بما في ذلك العاملون الإنسانيون. 

وقال إن “المدنيين يظل لهم الحق في الحماية سواء أرادوا البقاء أو الانتقال، ولديهم الحق في الاختيار”.

وشدد غريفيثس كذلك على ضرورة إطلاق سراح كل الرهائن على الفور ودون شروط.

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس أثناء الاجتماع بشأن غزة.

 

نداء إنساني عاجل

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز في نفس الاجتماع إن الفريق القطري للعمل الإنساني سيطلق نداء إنسانيا عاجلا مُحدثا بشأن الأرض الفلسطينية المحتلة الأسبوع القادم.

وأضافت: “تقدر تكلفة تلبية احتياجات جميع سكان غزة، و500 ألف شخص في الضفة الغربية حتى نهاية العام، بنحو 1.2 مليار دولار”.

وأوضحت أن القدرة على تنفيذ، ولو جزء من تلك الخطة، يعتمد على أشياء كثيرة، بما فيها تمويل القدرة على توسيع نطاق آليات التحقق الفعالة التي تأخذ في الاعتبار القضايا الأمنية، والوصول إلى الوقود الكافي، واستخدام المعابر الأخرى، وأن يستطيع الشركاء في العمل الإنساني الوصول بشكل آمن ومستدام إلى جميع الأشخاص المحتاجين.

دعوة لسيادة التعقل والإنسانية

وأفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بأنه منذ بدء الأعمال العدائية، تم إغلاق 40 في المائة من المستشفيات في غزة، أي 14 من أصل 35، وما يقرب من 71 في المائة من عيادات الرعاية الصحية الأولية، أي 51 من أصل 72، قد أغلقت أبوابها، كما أن خطا واحدا فقط من خطوط إمداد المياه الثلاثة القادمة من إسرائيل مازال صالحا للعمل. 

وقالت هاستينغ إن “الحصول على الغذاء أصبح مصدر قلق متزايد”، مضيفة أن الناس يغامرون رغم الغارات الجوية ليصطفوا أمام المخابز للحصول على الخبز، والتي أغلق عدد منها أبوابه بسبب نقص الوقود. 

وأشارت إلى أنه على الرغم من الترحيب باستخدام معبر رفح من مصر لإدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى غزة، والذي وفر القليل من الإغاثة، فإن عمليات إيصال المساعدات هذه “لا يمكن أن تغطي الارتفاع الكبير في الاحتياجات الإنسانية”، كما أنها لا تشمل الوقود. 

وأضافت أنه لكي يتمكن المدنيون في جميع أنحاء غزة من الحصول على ما يكفي من الغذاء والماء والرعاية الطبية وغيرها من الإمدادات الأساسية، “يجب أن نكون قادرين على زيادة إيصال جميع هذه المواد، وأن نستطيع تجديد إمدادات الوقود على نطاق واسع”.

وشددت هاستينغ على أنه ينبغي أن ينتصر “التعقل والإنسانية والقانون الدولي”.

“حافة الهاوية”

متحدثا في نفس الاجتماع عبر الفيديو من مدينة رفح في غزة، قال مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في غزة، توماس وايت، إنه “لا مكان آمنا في غزة الآن”، مشيرا إلى “مشهد الموت والدمار” هناك. 

وأضاف أن الناس الآن هناك يخشون ألا يتمكنوا من إطعام أسرهم على أساس يومي، منبها إلى أن الوضع الحالي في غزة “يدفعنا بشكل متزايد إلى حافة الهاوية”

وأضاف وايت: “لا نريد أن نصل إلى اليوم الذي لا يرفرف فيه علم الأمم المتحدة في غزة لأنه في الواقع يمثل الأمل الوحيد للناس في غزة الآن“.

ورثى المسؤول الأممي الزملاء في الأونروا الذين فقدوا حياتهم ووصل عددهم حتى الآن إلى 72 موظفا، مذكرا بأن معظم موظفي الوكالة الذين يعملون بشكل يومي، يعيشون هم أيضا كنازحين. 

تحد كبير

وقال مدير الأونروا في غزة إن التحدي الكبير الذي يواجههم هو استمرارية عملية المساعدة في ظل هذه الظروف، والعمل في وضع يكون فيه النظام المدني والقانون والنظام على حافة الانهيار، مشيرا إلى أنهم يحاولون التخطيط لكيفية التعامل مع احتمال حدوث موجة أخرى من النزوح إلى جنوب القطاع.

وأفاد بأن هناك قرابة 600 ألف شخص لجأوا إلى 149 ملجأ من ملاجئ الوكالة، مضيفا أنهم فقدوا الاتصال بالملاجئ في شمالي القطاع.

وأوضح أن سعة الملاجئ الآن تجاوزت متوسط 4000 نازح لكل ملجأ، وأن الوكالة ليس لديها الموارد اللازمة للحفاظ على خدمات الصرف الصحي في تلك الملاجئ، كما أن النساء والأطفال ينامون في الفصول الدراسية، بينما ينام الرجال في العراء.

وكرر الدعوة إلى توفير إمدادات إنسانية منتظمة ومستدامة إلى غزة، مضيفا أن الناس هناك يطلبون وقفا لإطلاق النار الآن. 

 

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading