تروي تيتيانا كوشيفا، آنا لياشكو، وأوسكانا سوكولوفسكا، وهنّ أمهات أوكرانيات كن قد لجأن مع عائلاتهن إلى إسرائيل هربا من الغزو الروسي لبلادهن العام الماضي، لوكالة الأنباء الفرنسية، كيف دفعتهن الحرب الجديدة بين حماس والدولة العبرية إلى اتخاذ قرار العودة إلى أوكرانيا.
نشرت في:
4 دقائق
فرّت تيتيانا كوشيفا من منزلها في مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا بعد بدء الغزو الروسي لبلادها في 24 فبراير/شباط 2022، ولجأت إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية الساحلية قرب غزة.
عمل زوجها في الماضي بإسرائيل ما دفعها للاعتقاد بأن الفرار إليها مع أطفالهما الثلاثة سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات. لكن جاء يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما هاجمت حماس إسرائيل لتشتعل حرب أدت إلى مقتل الآلاف مذاك.
“إذا قُتلت فعلى الأقل سأكون في وطني”
على غرار آلاف اللاجئين الأوكرانيين الآخرين، اضطُرت كوشيفا للهرب من الحرب مجددا. وقالت المرأة البالغة 39 عاما: “إذا قُتلت فعلى الأقل سأكون في وطني الأم”.
وإثر الهجوم الروسي على بلادها، قضت كوشيفا عشرة أيام مختبئة داخل قبو في خاركيف التي كادت تسقط. وبعد خمسة شهور على الغزو، فرّت العائلة إلى إسرائيل حيث بدأوا حياة جديدة في عسقلان الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن غزة.
وعندما شنّت حماس هجومها المباغت شعرت بأن عليها المغادرة. وقالت: “بدأت يداي ترتجفان وعاد إليّ الشعور ذاته الذي انتابني عندما بدأ كل شيء في بلدنا”. وعادت كوشيفا لقضاء لياليها في الملجأ، لتستذكر دوي صفارات الإنذار والانفجارات مرة أخرى. وعندها، قررت بأن عليها الهرب. وقالت: “عندما تصاعد الوضع.. بدأت أشعر بالهلع”، مضيفة: “شعرت بالخوف. أدركت بأن عليّ العودة”.
أُجليت العائلة إلى وسط إسرائيل حيث بقيت بضعة أيام قبل العودة إلى خاركيف.
وما زالت الحرب جزء من الحياة اليومية في خاركيف إذ رغم بسط أوكرانيا سيطرتها الكاملة عليها، إلا أن المدينة تتعرّض لهجمات روسية متكررة. وباتت صفارات الإنذار جزء من الحياة اليومية.
لكن كوشيفا تشعر بالارتياح لعودتها. وقالت: “عندما أمشي هنا، إنها بلدي الأم وعلمي. لا أعرف كيف أُعبّر عن الأمر لكنني أشعر بالسعادة”.
وقالت كييف إن حوالي 4000 أوكراني غادروا إسرائيل منذ هجوم حماس.
“كانت ابنتي خائفة.. فهمت بأنه لا يمكنني البقاء”
وفي العاصمة كييف، عادت آنا لياشكو وابنتها ديانا البالغة ثماني سنوات من إسرائيل التي هربتا إليها في مارس/آذار العام الماضي بعد أسابيع على بدء الغزو الروسي.
وتقول الأم البالغة 28 عاما إنهما كانتا تعيشان قرب مناطق في كييف سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الهجوم من دون “كهرباء، مياه أو اتصالات”. وأضافت: “كانت ابنتي خائفة كثيرا وقررت المغادرة”.
وقررت الانتقال مع ابنتها إلى إسرائيل حيث لديها أقارب. لكن عندما وقع هجوم حماس الشهر الماضي، عادت بها الذاكرة إلى يوم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت لياشكو: “كانت أولى المشاعر التي انتابتني هي ذاتها التي شعرت بها في 24 فبراير/شباط (2022) في أوكرانيا”. وأضافت: “اتصل بي أحدهم صباحا وقال +آنا، بدأت الحرب+. كان ذات الشعور تماما الذي انتابني في أوكرانيا”.
وأشارت إلى أن الخوف بدا جليا في عيني ابنتها و”فهمت بأنه لا يمكنني البقاء”. غادرت لياشكو مع ابنتها من تل أبيب بعد أسبوع بمساعدة السفارة الأوكرانية. وتؤكد اليوم بأنها تشعر وابنتها بالسعادة للعودة وبلم شملها وابنتها مع باقي أفراد العائلة.
“كييف أهدأ من إسرائيل”
ومن مكتبها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في كييف، تؤكد أوسكانا سوكولوفسكا بدورها بأنها اعتقدت أن إسرائيل ستكون “البلد الأكثر أمانا في العالم” عندما فرّت إليها هربا من الغزو الروسي.
وعلى غرار العديد من النساء اللواتي كنّ بصحبة أطفالهن، غادرت المحامية البالغة 39 عاما أوكرانيا مع أطفالها الثلاثة عندما بدأت الحرب العام الماضي. وقالت: “لم يكن من حقي تعريض حياتهم للخطر”.
وبما أنها تتحدّث العبرية، اختارت إسرائيل وأقامت مع أطفالها في ريشون لتسيون قرب تل أبيب. لكنها قضت على غرار الأخريات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول في ملجأ برفقة أطفالها.
وقالت سوكولوفسكا: “بدأ قصف هائل”، وبالتالي قررت سريعا مغادرة إسرائيل. وأفادت لوكالة الأنباء الفرنسية: “من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى”.
لكنها أكدت بأنها تشعر بالسعادة للعودة. وقالت: “الوضع في كييف حاليا أهدأ من إسرائيل”، بعد عامين تقريبا على الغزو الروسي، مضيفة “هذا السبب الوحيد الذي دفعني للعودة”.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.