في أول كلمة له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة الولايات المتحدة، التي حمّلها “المسؤولية الكاملة” عن الحرب في غزة، باستهداف أساطيلها في المتوسط، مؤكدا أن احتمالات توسّع الحرب إقليميا ضد إسرائيل “مفتوحة”. فيما اعتبرت واشنطن الجمعة أن على حزب الله ألا “يستغل” هذه الحرب وقالت إنها “لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع” المستمر بين إسرائيل وحركة حماس.
نشرت في:
4 دقائق
في إطلالة تلفزيونية هي الأولى له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة الولايات المتحدة محمّلا إياها “المسؤولية الكاملة” عن الحرب في غزة.
يأتي هذا، في الوقت الذي يقام فيه احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع تجمّعات في مناطق عدة، تكريما لقتلى الحزب و”المقاومة” ضد إسرائيل الذين قضوا في التصعيد القائم على جانبي الحدود اللبنانية على خلفية الحرب القائمة بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال نصر الله “يجب أن نعرف اليوم أن أمريكا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وعلى شعبها، وإسرائيل مجرد أداة تنفيذية”.
وتوجه إلى الأمريكيين قائلا “من يريد منع قيام حرب إقليمية… يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة”.
وأضاف “أنتم أيها الأمريكيون تعرفون جيدا أنه إذا حصلت الحرب في المنطقة، فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع. ومن سيدفع الثمن بالدرجة الأولى مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم”.
وتابع قائلا “أساطيلكم في البحر الأبيض المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام (…) أساطيلكم التي تهددونا بها أعددنا لها عدتها أيضا”.
وعن توسّع الحرب لتشمل لبنان، صرح نصر الله قائلا “القلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو حرب كاملة أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، هذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل وعلى العدو أن يحسب له كل حساب”. مؤكدا أن حزبه دخل فعلا الحرب في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
“كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة”
ويذكر أنه غداة شنّ حركة حماس هجومها، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، قبل أن تشارك فصائل فلسطينية بينها حماس في إطلاق صواريخ وفي عمليات تسلل من لبنان في اتجاه إسرائيل. وترد إسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي يستهدف، وفق الجيش الإسرائيلي، تحركات وبنى تحتية لحزب الله.
وأسفر التصعيد عن مقتل 72 شخصا في لبنان، بينهم 54 مقاتلا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية. وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
هذا، وقال نصرالله أيضا إن تطوّر جبهة لبنان مرتبط “بمسار وتطور الأحداث في غزة، فهذه الجبهة هي جبهة تضامن، ومساندة لغزة”.
وتابع “ما يجري على جبهتنا مهم جدا ومؤثر جدا (…) ولن يتمّ الاكتفاء به”. “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة (…) وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات”.
على حزب الله ألا “يستغل” الحرب
ومن جهتها، قالت الولايات المتحدة على لسان متحدث باسم مجلسها القومي إن على حزب الله ألا “يستغل” الحرب بين إسرائيل وحماس غداة إعلان الأمين العام للحزب بأن احتمالات توسع هذه الحرب ضد إسرائيل “مفتوحة”.
وقال المتحدث “نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولا أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم”. مضيفا “لن ندخل في حرب كلامية”.
هذا، وأكد أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع” المستمر بين إسرائيل وحركة حماس.
وأردف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي قائلا “قد يتحول الأمر إلى حرب بين اسرائيل ولبنان أكثر دموية من حرب 2006. لا تريد الولايات المتحدة أن ترى هذا النزاع يتسع إلى لبنان. إن التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره ويمكن تجنبه”.
ويذكر أن الولايات المتحدة أرسلت بعد اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، في خطوة قالت إن هدفها “ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب” ضدها.
فرانس24/أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.