“صدمة وكارثة ومأساة تحدث أمام أعيننا”

“صدمة وكارثة ومأساة تحدث أمام أعيننا”



يجسد اليوم العالمي للطفل الذي تزامن مع الإثنين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، فرصة للوقوف على مأساة الأطفال ضحايا الحرب بين حماس وإسرائيل. فمنذ شن الحركة هجومها المباغت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لقي عدة آلاف من الأطفال مصرعهم أو جرحوا في الرد الإسرائيلي العنيف والدامي على القطاع الفلسطيني المحاصر. كما تحتجز حماس عشرات آخرين كرهائن. في ظل هذا “الوضع الرهيب” دعا مدير الاتصالات في منظمة اليونيسف بفلسطين جوناثان كريكس إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار”.

نشرت في:

8 دقائق

“إسرائيل-فلسطين: مأساة الأطفال”… هكذا اختارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن تعنون بيانها الذي نشرته الإثنين، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في الحرب الدائرة منذ أكثر من شهر بين حماس وإسرائيل. وتردد صدى هذه الكلمات بشكل خاص بمناسبة حلول اليوم العالمي للطفل.

منذ منتصف القرن العشرين، تحيي الأمم المتحدة هذا التاريخ في تقويم المجتمع الدولي بمناسبة حدثين رمزيين في العشرينات تزامنا مع شهر نوفمبر/تشرين الثاني: الأول هو اعتماد الجمعية العامة للمنظمة الدولية إعلان حقوق الطفل في 1959، والثاني هو اعتماد اتفاقية حقوق الطفل عام 1989.

حظيت الاتفاقية الأخيرة بتوقيع 197 دولة ما يجعل من هذه المعاهدة المتعلقة بحقوق الإنسان الأكثر تصديقا في التاريخ. وهي تحدد بشكل خاص لائحة حقوق الطفل بما في ذلك “الحق في الحياة والصحة والتعليم والحق في اللعب، ناهيك عن الحق في الحياة الأسرية، والحماية من العنف والتمييز، وإسماع صوته”.

لكن مع اندلاع الحرب الجديدة بين حماس وإسرائيل، فقد بات الأطفال معرضين بشكل خاص للخطر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ومن بين حوالي 240 شخصا احتجزتهم حماس كرهائن، يوجد نحو 40 رضيعا وطفلا محتجزين في غزة، حسب السلطات الإسرائيلية التي دعت يوم الإثنين على منصة إكس إلى “إعادتهم إلى الوطن”.

من جانبه، تحول القطاع الفلسطيني إلى “مقبرة لآلاف الأطفال” على حد تعبير المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول. فقد أوقع القصف الإسرائيلي الكثيف على غزة ما لا يقل عن 13300 قتيل، منهم أكثر من 5500 طفل، حسب أحدث تقرير صادر عن حكومة حماس.

بالمناسبة، قال جوناثان كريكس، مدير الاتصالات في منظمة اليونيسف بفلسطين، في تصريحات لفرانس24، إن “4700 طفل فلسطيني قتلوا” و”7000 طفل أصيبوا”. وأضاف: “هناك مأساة تحدث أمام أعيننا”، داعيا إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، دعوات تتكرر باستمرار من قبل اليونيسف ومنظمات إنسانية أخرى، منذ بداية الحرب.

جوناثان كريكس: هذه أخبار جيدة للغاية. نحن في اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وكافة الشركاء، سعداء للغاية لأننا تمكنا من المساعدة في إخراج هؤلاء الأطفال. إنهم أطفال خدج كانوا في وحدات الرعاية ويحتاجون إلى كهرباء بشكل مستمر للحفاظ على درجة حرارة أجسامهم. البعض منهم يتنفسون بواسطة أجهزة تحتاج إلى الكهرباء أيضا. وبما أن مستشفيات قطاع غزة تواجه مشكلة كبيرة في نقص الكهرباء، فقد كان من المهم جدا أن نتمكن من إخلائهم.

شروط (عملية النقل) صعبة بشكل خاص. نحن على علم بالصعوبات المتعلقة بالتنقل في قطاع غزة في ظل استمرار العمليات (العسكرية للجيش الإسرائيلي). يتطلب هذا الكثير من التنسيق.

اقرأ أيضااليوم العالمي لحقوق الطفل: “وجدت ساقي مقطوعة بجواري”.. شهادات قاسية لأطفال بُترت أطرافهم بغزة

من المهم كذلك ضمان أن يتم الترحيب بهؤلاء الأطفال ومتابعتهم. البعض منهم لديه مرافق. بالنسبة للآخرين، لا نعلم من هم والديهم. تم وضع حيز التنفيذ نظام كامل للتعرف عليهم، وأن يكون لديهم وصي قانوني عند عبورهم إلى مصر، لكي نتمكن من استكمال رعايتهم بمجرد عبورهم الحدود.

لكن يبقى أن عمليات الإجلاء هذه هي رمزية فيما تقدّر اليونيسف أن “حياة مليون طفل هي مهددة”، وهو حوالي نصف سكان قطاع غزة (2.3 مليون نسمة في المجموع) فما هو وضعهم اليوم؟

واقعهم رهيب للغاية. لا أزال على تواصل مع إحدى الزميلات في غزة وهي أم لفتاتين صغيرتين يبلغ عمريهما 4 و7 سنوات. وقد أوضحت لي أنها لم تعد تستطيع أن توفر لهم الماء العادي كما هم معتادون. الماء الوحيد (المتاح) مالح بشكل عال جدا. وبالتالي فإن بنات زميلتي الصغيرات يعانين من مشاكل الإسهال المزمن والجفاف. إنهم يخوضون معركة يومية للحصول على قليل من الماء والخبز، وهو ما نراه أكثر فأكثر.

إلى جانب ذلك، هناك الرعاية الأساسية. ووفق التقارير التي وصلتنا، فقد أصيب أكثر من 7000 طفل، فيما لا تعمل ثلثي المستشفيات. هذا هو الوضع الذي هم مجبرون على مواجهته. كما توجد الكثير من مشاكل الصحة العقلية، ونقص الدعم النفسي والاجتماعي، والصدمات، والتي تضاف كما هو واضح إلى المشاكل المرتبطة بنقص المياه ونقص الغذاء.

في مواجهة هذا الوضع.. ما الذي تأملونه؟

وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية. هذا ما كنا نطالب به منذ البداية (الحرب بين حماس وإسرائيل). إضافة لذلك، ندعو إلى إنشاء ممر إنساني مع مزيد من المساعدات: الماء، الأغذية، الأدوية، معدات طبية، والوقود.

نحن ندعو أيضا، ومن المهم جدا التذكير بذلك، إلى إطلاق سراح غير مشروط للرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين، وبشكل خاص الأطفال.

اقرأ أيضاكيف ولـماذا تحول قطاع غزة إلى “مقبرة لآلاف الأطفال”؟

الأوضاع فظيعة للغاية. لقد قُتل أكثر من 4700 طفل فلسطيني. وينبغي أن نضيف إلى هذا، حسب التقارير التي وصلت إلينا، الأطفال الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجمات الرهيبة التي وقعت في أوائل أكتوبر/تشرين الأول وأولئك الذين ما زالوا محتجزين كرهائن في غزة. بالنسبة إلينا، الطفل هو الطفل، وندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية، ووقف لإطلاق النار لدواع إنسانية، والإفراج عن الأطفال. هذا الأمر أساسي حتما بالنسبة لليونيسف.

يظهر آخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة التابعة لحماس، بأن 13 ألف و300 فلسطيني قتلوا، منهم أكثر من 5500 طفل. بالنظر إلى هذه الحصيلة، ألا يدفع الأطفال ثمنا باهظا في هذه الحرب؟

وفقا للأرقام المتوفرة لدي حاليا، فقد قُتل أكثر من 4700 طفل فلسطيني. أرقام تفوق الخيال. بالطبع فحينما نتكلم عن هذه الأرقام، لا يمكن لنا تخيل المأساة التي تعيشها العائلات.

نشاهد أوضاعا لا يمكن تخيلها على الإطلاق، مع انتشال الأطفال من تحت الأنقاض. كما يوجد أيضا أطفال لا نعرف آباءهم، ولا نعرف حتى أسماءهم. تبلغ أعمارهم في بعض الأحيان 2 أو 3 أو 4 سنوات. وحين يكون بوسعهم الكلام، لا يمكنهم التحدث. فحين يكونون في سن التكلم، فهم مصابون بصدمة قوية لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى ذكر أسمائهم. هذه كارثة، مأساة تحدث أمام أعيننا ويجب، وأكرر مجددا، أن تتوقف.

للتنويه: أرقام الضحايا هي تلك المقدمة من وزارة الصحة في غزة والتي تقودها حماس.

  • يعمل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والأكبر في القطاع، بجمع البيانات من كافة مستشفيات غزة بشكل مركزي. يقول القائمون على هذا المجمع الصحي إنهم يحتفظون بسجل لكل مصاب يشغل سريرا ولكل جثة تصل إلى المشرحة.
  • كما تقوم وزارة الصحة التابعة لحماس بجمع البيانات من مصادر أخرى، بما فيها الهلال الأحمر الفلسطيني.
  • لا تذكر وزارة الصحة في غزة كيفية مقتل الفلسطينيين، سواء كان ذلك من جراء الغارات الجوية و/أو الهجمات الصاروخية الإسرائيلية أو عمليات إطلاق صاروخية فلسطينية فاشلة. وهي تصف كافة الضحايا بأنهم ضحايا “للعدوان الإسرائيلي”، وهي لا تميز في حصيلتها بين المدنيين والمقاتلين.
  • خلال الأربع حروب وكذا الاشتباكات العديدة بين حماس وإسرائيل، كانت وكالات الأمم المتحدة تستشهد في تقاريرها بشكل دوري بأرقام وزارة الصحة. بدورها، تستخدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني هذه الأرقام.
  • كما نشر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أرقام الضحايا استنادا إلى أبحاثه الخاصة في السجلات الطبية. تتفق الأرقام الأممية إلى حد كبير مع أرقام وزارة الصحة في غزة، لكن مع بعض الاختلافات.

للمزيد حول تقارير وزارة الصحة في قطاع غزة، اضغط هنا أو هنا.

جان لوك مونييه/ إليزابيت آلان

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading