وتعرضت مواقع في شمال وجنوب القطاع للقصف، في الوقت الذي توغلت القوات البرية الإسرائيلية أيضا في المناطق الوسطى، إلى جانب إطلاق الجماعات الفلسطينية المسلحة صواريخ على إسرائيل، مما أثار مخاوف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، بشأن سلامة المدنيين الذين أجبروا على النزوح مرارا.
وقال مدير شؤون الأونروا في غزة، توم وايت في منشور على موقع إكس (تويتر سابقا) إن محافظة رفح في جنوب قطاع غزة أصبحت “تتمزق” الآن، وإن الناس يجبرون على النزوح مرة أخرى. ونشر مقطع فيديو يظهر طابورا طويلا من السيارات على الطريق محملة بمراتب أسرة ومتعلقات أخرى.
طرق مُدمَرة
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في آخر تحديث له إن القوات الإسرائيلية نفذت “قصفا عنيفا” من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، وتحديدا المنطقة الوسطى، في الفترة من 23 إلى 26 كانون الأول/ديسمبر.
وأوضح أن هذا القصف شمل “أكثر من 50 غارة” في الفترة من 24 إلى 25 كانون الأول/ديسمبر على ثلاثة مخيمات للاجئين، وهي البريج والنصيرات والمغازي، وقد ورد أن القصف أسفر عن مقتل العشرات وأعاق عمل فرق الإغاثة التي تواجه صعوبة في التحرك بسبب الطرق المدمرة التي تربط المخيمات.
وأفادت السلطات الصحية في قطاع غزة بأن ما لا يقل عن 20,915 فلسطينيا قُتِلوا هناك منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بمن فيهم 858 شخصا بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين.
ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الصحية في غزة كذلك أن حوالي 70 بالمائة من القتلى هم من النساء والأطفال، ولا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين، ويفترض أنهم مدفونون تحت الأنقاض، وما زال الكثيرون ينتظرون الإنقاذ أو التعافي.
وقال المكتب كذلك إن 164 جنديا إسرائيليا لقوا حتفهم وأصيب 874 آخرون خلال العمليات البرية في غزة.
تجدد المخاوف الصحية
تأتي تلك التطورات في أعقاب أمر إخلاء جديد أصدره الجيش الإسرائيلي يؤثر على الأشخاص الذين يعيشون وسط قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، أصدرت مديرة التواصل والإعلام بالأونروا، جولييت توما تحذيرا جديدا حول الوضع المزري الذي يؤثر على الأشخاص الذين يحتمون في مخيمات في جنوب القطاع.
وقالت توما في منشور على موقع إكس إن “400 شخص يتشاركون في مرحاض واحد”، مرددة المخاوف المتكررة بشأن انتشار الأمراض المرتبطة بنقص الضروريات الأساسية بما في ذلك المياه والصرف الصحي والغذاء في غزة.
وكان العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة وصفوا في وقت سابق كيف أوقف سكان غزة الجائعون شاحنات المساعدات التي كانت في طريقها إلى وجهتها لتفريغ حمولاتها من المواد الغذائية، وسط تحذيرات متكررة من أنه أصبح من المستحيل تلبية احتياجات جميع سكان الجنوب، حيث تقدر الكثافة السكانية بنحو 12 ألف شخص لكل كيلومتر مربع.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.