وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أوضح إلدر أنه خلال الـ 48 ساعة الماضية، تم قصف مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، وهو أكبر مستشفى متبق يعمل بكامل
طاقته، مرتين.
وأضاف أن المستشفى لا يؤوي فحسب أعدادا كبيرة من الأطفال الذين أصيبوا بالفعل بجروح خطيرة في الهجمات على منازلهم، وإنما أيضا مئات النساء والأطفال الذين يبحثون عن الأمان.
لا أماكن آمنة
وأكد أن الأطفال وأسرهم “ليسوا آمنين في المستشفيات أو في الملاجئ. وهم بالتأكيد ليسوا آمنين فيما يسمى بالمناطق الآمنة”. وأوضح أن الأمم المتحدة قالت منذ أكثر من شهر إن تلك المناطق الآمنة لا يمكن أن تكون آمنة أو إنسانية عندما يتم الإعلان عنها من جانب واحد.
وأضاف أنه “بموجب القانون الدولي، يجب أن يتمتع المكان الذي يتم إجلاء الناس إليه بموارد كافية للبقاء على قيد الحياة، بما فيها المرافق الطبية والغذاء والمياه”. ونبه إلى أنه في ظل ظروف الحصار الحالية، فإن توفير الإمدادات الكافية لتلك المناطق أمر مستحيل، مضيفا “لقد رأيت بنفسي هذا الواقع”.
وأضاف “تلك المناطق عبارة عن بقع صغيرة من الأراضي القاحلة، أو زوايا الشوارع، أو مبان نصف مبنية، بلا ماء ولا مرافق ولا مأوى من البرد والمطر”.
مناطق موبوءة بالأمراض
وأشار المتحدث باسم اليونيسف كذلك إلى عدم وجود صرف صحي في تلك “المناطق الآمنة المزعومة”. وقال إنه يوجد في المتوسط حوالي مرحاض واحد لـ 700 طفل وعائلة في قطاع غزة حاليا، مضيفا أن نقل العائلات إلى أماكن لا يوجد بها مراحيض، يدفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى اللجوء للدلاء أو التغوط في العراء.
وأكد أنه بدون المياه والصرف الصحي والمأوى، “أصبحت هذه المناطق الآمنة المزعومة مناطق موبوءة بالأمراض”. وأفاد إلدر بأن حالات الإسهال عند الأطفال تزيد عن 100 ألف حالة، وأن حالات أمراض الجهاز التنفسي الحادة بين المدنيين تزيد عن 150 ألفا، مضيفا أن “كلا الرقمين سيكونان أقل من الواقع الفادح”.
سوء التغذية ووفيات الأطفال
وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أنه مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة، “أصبحت أمراض الإسهال مميتة”. وقال إن أكثر من 130 ألفا من الأطفال الأكثر ضعفا في غزة الذين تتراوح أعمارهم بين أقل من عام و23 شهرا، لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية المنقذة للحياة وممارسات التغذية التكميلية المناسبة لأعمارهم، بما في ذلك مكملات المغذيات الدقيقة.
وأضاف إلدر أنه “في ظل مثل هذا السيناريو – وبدون وجود ما يكفي من المياه الصالحة للشرب والغذاء والصرف الصحي التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال وقف إطلاق نار إنساني، فإن وفيات الأطفال بسبب الأمراض يمكن أن تتجاوز أولئك الذين قتلوا في عمليات القصف”.
وقال إن الآباء “يدركون بشكل مؤلم” أن المستشفيات ليست خيارا لأطفالهم المرضى، لأن المستشفيات إما تتعرض للقصف، أو لأنها مكتظة بالأطفال والمواطنين الذين يعانون “من جروح الحرب المروعة”.
وأضاف “أخبرني والد طفل مصاب بمرض خطير: وضعنا بائس تماما. ابني مريض جدا. قلت لزوجتي علينا أن نتوقع الأسوأ. كل ما لدينا هو الأمل. لا أعرف إذا كنا سنتجاوز هذا. من فضلك أخبر العالم”.
وشدد المسؤول الأممي على أن وقف إطلاق النار الإنساني الفوري والدائم هو السبيل الوحيد لإنهاء قتل وجرح الأطفال، ووفياتهم بسبب الأمراض، وتمكين التسليم العاجل للمساعدات المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.