ذاعت شائعة على نطاق واسع تقول إنه تم التعرف على طالب في الطب في قطاع غزة من بين 70 رجلا اعتقلهم الجيش الإسرائيلي بالقرب من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع. ولكن الطالب نفسه الذي يدعى نصر عماد المدهون نفى ظهوره في هذه الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون، ناشد المدهون الغزاويين “التحري من المعلومات” قبل نشرها.
نشرت في:
6 دقائق
في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات على مستشفى كمال عدوان الذي يعدّ المؤسسة الصحية الوحيدة التي كانت ما زالت تعمل في شمال قطاع غزة. وبعد أن اتهمت السلطات الإسرائيلية حركة حماس باستخدام المستشفى كـ”مركز قيادة ومراقبة”، قامت جرافاتها بتدميره.
في خضم هذه التطورات، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في 14 كانون الأول/ ديسمبر عبر حسابه في منصة إكس (تويتر سابقا) اعتقال 70 “إرهابيا” من حركة حماس بالقرب من هذا المستشفى. وصاحبت هذه التغريدة مقاطع فيديو وصورا يبدو أنها تظهر الأشخاص المعتقلين.
وعلى إحدى صور المنشور، نرى أربعة رجال عراة الصدر ويحملون بنادق فوق رؤوسهم فيما يبدو أنها حركة استسلام. وبعد وقت قصير، قال مستخدمو إنترنت ومنظمات غير حكومية ووسائل إعلام فلسطينية أيضا إن الرجل الثالث الظاهر على اليسار هو طالب في الطب من قطاع غزة يدعى عماد نصر المدهون ويعمل متطوعا في مستشفى كمال العدوان عندما اعتقلته القوات الإسرائيلية.
على هذا المنشور باللغة الإنكليزية، الذي حصد أكثر من 300 ألف مشاهدة، يؤكد رامي عبدول رئيس المرصد الأوروبي المتوسطي لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية، ما يلي “في هذه الصورة التي نشرتها إسرائيل وتؤكد بأنها تتعلق بمقاتلين، تعرفنا على الطبيب نصر عماد المدهون إضافة إلى ممرض يعمل في مستشفى كمال العدوان”.
وفي منشور باللغة العربية حصد أكثر من 200 ألف مشاهدة، أضاف ناشط قائلا: “الطبيب المتدرب (على هذه الصورة) أجبر على التصوير حاملا سلاحا ليتم تقديمه على أنه مقاتل من حركة حماس سلم نفسه للجيش الإسرائيلي. وكان نصر عماد المدهون موجودا في المستشفى عندما اقتحمته القوات الإسرائيلية واختطفت العاملين فيه. إنهم أغبياء لدرجة أنهم يعتقدون أننا لن نتعرف على هؤلاء الشبان”.
إلا أنه -وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر- نفى عماد نصر المدهون بنفسه تعرضه للإيقاف وذلك في منشور على حسابه في منصة إكس. وبدأ المدهون رسالته بحديث للنبي محمد حين قال “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع” قبل أن يضيف “أنا نصر وأنا وعائلتي بخير والصورة المرفقة على اليمين ليست لي كما أن هذا المستشفى لم يسبق لي التعلم/ العمل فيه، وعدم وجودي هنا لنفي الخبر منذ اللحظة الأولى يعود لانقطاع الإنترنت”.
“نشر الأخبار الكاذبة لا يخدم قضيتنا”
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24 ، أكد نصر عماد المدهون بأنه صاحب هذا المنشور على تويتر وأرسل لنا صورة لبطاقة هويته التي منحتها السلطات الفلسطينية، ويؤكد المدهون أنه تواصل مع عدد كبير من الحسابات التي نشرت هذا الخبر الكاذب وأن بعضهم قام بحذف ما نشره بشأنه. كما أنه أرسل لنا إعلانا مكتوبا ننقله لكم فيما يلي:
أنا نصر عماد المدهون، طالب في السنة السادسة طب في الجامعة الإسلامية. أنفي الأخبار التي تحدثت عن اعتقالي كما أنفي أنني تلقيت تدريبا أو تطوعت للعمل في مستشفى كمال عدوان.
علمت بخبر اعتقالي بعد ثلاثة أيام، بسبب انقطاع شبكة الإنترنت في المكان الذي لجأت إليه. تسببت هذه الشائعات في حالة قلق كبير بين أفراد عائلتي وأقربائي خصوصا في خضم انقطاع الاتصالات وعدم قدرتهم على التواصل معي.
في الأخير، أنصح كل النشطاء بتوخي الحيطة والحذر في التعامل من المعلومات والتحقق منها خصوصا عندما تتعلق بشخص بعينه. نشر الأخبار المضللة لا يخدم في شيء قضيتنا ويفتح الباب للتكذيب والتشكيك في كثير من الأخبار الصحيحة التي تنقل معاناة الناس.
كما أوضح نصر عماد المدهون في تغريدة على منصة إكس:
أنفي هذا الخبر حتى يتم التعرف على هذا الشخص المقموع – الذي تبقى هويته مجهولة إلى حد الآن- وحتى يتم توجيه التضامن والدعم في الاتجاه الصحيح ولصالح الشخص الصحيح.
وفي رد على هذا المنشور، قام كثيرون بمهاجمتي لأنني كذّبت خبر اعتقالي، وهذا ما يثبت أن هؤلاء الأشخاص يحبون إثارة الضجة حتى ولو تعلق الأمر بخبر غير صحيح. بالنسبة إليهم ذلك أهم من دعم الأشخاص المقموعين بحق”.
بخصوص مصير هؤلاء الأشخاص المعتقلين في 14 كانون الأول/ ديسمبر بالقرب من مستشفى كمال العدوان، ومن خلال ما رأيناه على الصور، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة إكس بأنه تم نقلهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم.
عمليات اعتقال واسعة في غزة منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر
في 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دائما في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، اعتقل الجيش الإسرائيلي العشرات إن لم نقل المئات من الفلسطينيين على اعتبار أنهم “إرهابيون” ونشرت صور لهم وهم شبه عراة ومعصوبي الأعين وقد جثوا على ركابهم وتم تناقل هذه الصور على نطاق واسع بين حسابات مؤيدة لإسرائيل.
اقرأ أيضاما الذي نعرفه عن الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي شبه عراة؟
من جهتهم، ندد أقرباء الأشخاص المعتقلين باعتقالات عشوائية شملت مراسل الخدمة العربية لموقع ذي نيو أراب. وبعد ظهر يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أطلقت إسرائيل سراح عدد كبير من هؤلاء المعتقلين.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.