فتح شاب مسلح في الرابعة والعشرين من العمر الخميس النار وقتل ما لا يقل عن 14 شخصا في جامعة تشارلز المرموقة في براغ قبل عثور قوات الأمن على جثته بحسب ما أعلنت السلطات التي استبعدت فرضية “العمل الإرهابي العالمي”. فيما تزامن حادث اطلاق النار الذي وقع في الوسط التاريخي للعاصمة التشيكية مع تدخل كبير لقوات الشرطة المدججة بالسلاح وعمليات إخلاء وتحذيرات دعت السكان إلى البقاء في منازلهم.
نشرت في:
5 دقائق
أعلنت الشرطة في العاصمة التشيكية براغ أن 14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم، الخميس، في إطلاق نار وقع في كلية الفنون المجاورة للمواقع السياحية الكبرى مثل جسر تشارلز الذي يعود إلى القرن الرابع عشر.
وقال وزير الداخلية فيت راكوسان لصحافيين إن “لا شيء يشير إلى أن هذه الجريمة لها صلة بالإرهاب العالمي”.
ومن جهته، أعلن قائد الشرطة مارتن فوندراسيك، ليل الخميس، أنه “حتى الوقت الراهن، يمكنني أن أؤكد سقوط 14 ضحية في هذه الجريمة المروعة وإصابة 25 شخصا، عشرة منهم إصابتهم بليغة”. هذا، وكان قائد الشرطة أقد فاد في وقت سابق عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 24.
وكانت خدمات الإسعاف في العاصمة التشيكية قد أعلنت أن تسعة جرحى في حالة خطرة و15 على الأقل إصاباتهم طفيفة.
وأكد فوندراسيك إن الشرطة بدأت تبحث عن المهاجم حتى قبل وقوع إطلاق النار، بعد العثور على جثة والده في بلدة هوستون غرب العاصمة. وأوضح أن مطلق النار “توجه إلى براغ قائلا إنه يريد الانتحار.”
وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أن المسلح قتل والده.
وفي البداية قامت الشرطة بتفتيش مبنى كلية الفنون حيث كان يفترض أن يحضر القاتل أحد الفصول لكنه توجه إلى مبنى آخر قريب، ولم تعثر عليه في الوقت المناسب.
وأوضح فوندراسيك “عند الساعة 13:59 ت غ، تلقينا المعلومات الأولية عن إطلاق النار” مضيفا أن وحدة التدخل السريع كانت في الموقع خلال 12 دقيقة.
وأردف”عند الساعة 14:20 ت غ أبلغنا العناصر المشاركين في العملية بالعثور على جثة مطلق النار” مضيفا أنه وفقا لتقارير غير مؤكدة انتحر.
واستنادا إلى تحقيق أجري على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار فوندراسيك إلى أن مطلق النار كان استوحى من “قضية مماثلة حدثت في روسيا هذا الخريف” دون الخوض في التفاصيل. كما شدد على أنه “في الوقت الحالي لا شيء يشير إلى وجود خطر وشيك آخر”.
وأكد فوندراسيك أنه لم يصب أي رجل أمن الخميس ولم تبدأ الشرطة بعد بتحديد هوية القتلى حتى الساعة 17:00 ت غ لأن خبراء المتفجرات لا يزالون في المبنى.
رئيس البلاد “في حالة صدمة”
وأخلت الشرطة المبنى واستخدمت قاعة الحفلات الموسيقية في الجانب الآخر من الشارع مؤقتا.
هذا، وأثار حادث إطلاق النار الأكثر خطورة منذ إعلان استقلال جمهورية تشيكيا في العام 1993، صدمة في أنحاء العالم.
كما أعرب الرئيس التشيكي بيتر بافيل عن “صدمته”.
وقال بافيل الذي اختتم الخميس زيارة استغرقت يومين لباريس “صدمت لهذه الأحداث… أود أن أعرب عن أسفي العميق وتعازي الحارة لأسر ضحايا إطلاق النار وأحبائهم”.
ردود فعل دولية
وأدان البيت الأبيض حادث إطلاق النار هذا ووصفه بأنه “عمل عنيف جنوني”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار لصحافيين “يصلي الرئيس والسيدة الأولى من أجل العائلات التي فقدت أحباء وجميع المتضررين من هذا العمل العنيف الجنوني”.
وبدورها، وجّهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رسالة تعزية إلى براغ. وكتبت عبر منصة إكس “صدمت من حادثة إطلاق النار العنيفة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص اليوم في براغ. أتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا وكل الشعب التشيكي. نقف بجانبكم ونشاطركم حزنكم”.
Shocked by the senseless violence of the shooting that claimed several lives today in Prague.
I express my deepest condolences to the families of the victims and to the Czech people as a whole.
We stand and mourn with you.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) December 21, 2023
ومن جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “تضامنه” مع الشعب التشيكي مثله مثل العديد من الزعماء الأوروبيين الآخرين بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ليست المرة الأولى…
وعلى الرغم من أن العنف الجماعي بالأسلحة النارية غير معهود في تشيكيا، فقد شهدت البلاد بعض الحالات في السنوات الأخيرة. ففي العام 2015، قتل شخص يبلغ 63 عاما سبعة رجال وامرأة بالرصاص قبل أن ينتحر في مطعم في بلدة أوهيرسكي برود في جنوب شرق البلاد.
وفي العام 2019، قتل رجل ستة أشخاص في قاعة الانتظار بمستشفى في مدينة أوسترافا شرق البلاد، وتوفيت امرأة أخرى بعد أيام. وانتحر المهاجم بالرصاص بعد قرابة ثلاث ساعات من الهجوم.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.