احتشد الآلاف من الإسرائيليين السبت في تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يتعرض ائتلافه لانتقادات متزايدة من خصومه السياسيين بسبب طريقة إدارته للحرب على حماس في القطاع الفلسطيني المحاصر.
نشرت في:
4 دقائق
خرج آلاف الإسرائيليين السبت للتظاهر وسط تل أبيب داعين إلى إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وتنظيم انتخابات مبكرة للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وسار المتظاهرون عبر ميدان هبيما، وحمل بعضهم لافتات تنتقد نتانياهو مع شعارات مثل “وجه الشر” و”انتخابات الآن”. كما تجمع متظاهرون في حيفا وخارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس لمطالبة بعودة الرهائن.
ويواجه نتانياهو ضغوطا شديدة من أجل استعادة الرهائن الذين خطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول خلال هجوم حماس غير المسبوق قبل نقلهم إلى غزة.
“سيموت جميع الرهائن.. لم يفت الأوان بعد لتحريرهم”
ومن بين نحو 250 شخصا خُطفوا، تم إطلاق سراح حوالي 100 خلال هدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يزال 132 من الرهائن في القطاع الفلسطيني المحاصر، قضى 27 منهم، دون إعادة جثثهم، وفق حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات إسرائيلية.
في هذا الشأن، صرّح آفي لولو شامريز، والد الرهينة ألون شامريز الذي قتلته القوات الإسرائيلية بطريق الخطأ في غزة، خلال المسيرة في تل أبيب بأن حكومة نتانياهو تتجه نحو كارثة. وأضاف: “على النحو الذي تسير به الأمور الآن، سيموت جميع الرهائن. لم يفت الأوان بعد لتحريرهم”.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي مساء السبت إن الجيش عثر على نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة كان يحتجز فيه بعض الرهائن. وأضاف: “عثرنا على أدلة تشير إلى وجود رهائن”. وتضمنت هذه الأدلة رسوما لطفل مخطوف يبلغ خمس سنوات.
وأشار هاغاري إلى أن “نحو 20 رهينة” كانوا محتجزين في النفق في أوقات مختلفة “في ظروف صعبة من دون ضوء (..) مع قليل من الأوكسجين ورطوبة رهيبة”. وكشف بأن الجنود دخلوا النفق حيث واجهوا مسلحين وخاضوا معركة “تم فيها القضاء على الإرهابيين”.
ويتعرض ائتلاف نتانياهو لانتقادات متزايدة من خصومه السياسيين بسبب تعامله مع الحرب.
“العناصر المسيحانية في حكومتنا تشكل خطرا كبيرا”
وقالت المتظاهرة يائيل نيف إن إسرائيل بحاجة ماسة إلى حكومة جديدة لتصحيح مسار البلاد.
وقالت متظاهرة تبلغ 50 عاما إن “العناصر المسيحانية في حكومتنا” تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل، بينما كانت توزع ملصقات تدعو إلى إعادة الرهائن. وأضافت أن “القضاء على حماس لن يتم من خلال الحرب وتصعيد العنف”.
كما قال المتظاهر دور إندوف الذي يعمل محاميا إنه يجب إيقاف الحرب وإعادة الرهائن، مضيفا أن نتانياهو “يرغب حقا بأن تستمر هذه الحرب”. وتابع: “خسرنا الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما خُطف هؤلاء الأشخاص (..) نريد عودة عائلاتنا والمختطفين إلى ديارهم”.
ويؤكد نتانياهو أنه يريد مواصلة الحرب حتى “القضاء” على حماس.
وقال المتظاهر يائير كاتس (69 عاما) في إشارة إلى نتانياهو: “الجميع في البلاد، باستثناء ائتلافه السام، يعلم أن قراراته لا تتخذ من أجل مصلحة البلاد، وأنه يحاول فقط البقاء في السلطة.. نحن جميعا نريد منه أن يستقيل”.
وحتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، واجه نتانياهو مظاهرات حاشدة ضد الإصلاح القضائي الذي كانت حكومته تحاول إقراره.
واندلعت الحرب التي دمرت قطاع غزة وشرّدت أكثر من 80 بالمئة من سكانه، إثر شن حماس هجوما على جنوب الدولة العبرية أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى أرقام رسميّة.
وعلى الجانب الفلسطيني، ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 25105 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد، مشيرة إلى مقتل 178 شخصا في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 62681 جريحا منذ بدء الحرب.
وأشارت الوزارة إلى أن عددا من “الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا يمكن الوصول إليهم”.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.