بلغ عدد القتلى في زلزال اليابان، الذي هز البلاد بعنف قبل أيام، 110 على الأقل السبت فيما تسابق فرق الإنقاذ الزمن محاولة إنقاذ ناجين، وسط أحوال جوية صعبة تزيد من تعقيد مهامهم. ولتجنب عرقلة عمليات الإغاثة وإيصال المواد الغذائية للناجين، دعت السلطات المحلية المقيمين خارج شبه جزيرة نوتو المتضررة، التي تُعد وجهة سياحية، إلى تجنب زيارة المنطقة إذا “لم تكن لديهم أسباب ضرورية أو عاجلة”.
نشرت في:
4 دقائق
ارتفع عدد القتلى في زلزال اليابان إلى 110 على الأقل في حصيلة جديدة أعلنت السبت فيما تواصل فرق الإغاثة عمليات البحث عن ناجين وسط أحوال جوية صعبة تزيد من تعقيدها.
ولا يزال نحو 210 أشخاص في عداد المفقودين، بحسب حصيلة جديدة للسلطات المحلية، لكن الآمال في العثور على ناجين آخرين بعد حوالى خمسة أيام من وقوع الكارثة، تتضاءل بصورة متزايدة.
وهزّ الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7,5 درجات وشعر به سكان مناطق بعيدة مثل طوكيو على مسافة 300 كيلومتر، شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا، وهو شريط ضيق من الأرض يمتد حوالى مئة كيلومتر داخل بحر اليابان، ما أدى إلى انزلاقات أرضية وانهيار أبنية وطرق.
كذلك، ضرب تسونامي بعض المناطق الساحلية الساحل وغمرت الأمواج التي بلغ ارتفاعها أكثر من متر أرصفة ومنازل وطرقات ساحلية.
وفي سوزو الواقعة في شمال شبه الجزيرة وحيث تولّى فريق من وكالة الأنباء الفرنسية تصوير عمليات البحث الجمعة، سُمع فجأة نُباح كلب إنقاذ كان يشتم الأنقاض، في مؤشر إلى رصده ناجيا أو جثة، حسب مدربه ماسايو كيكوتشي.
وزادت صعوبة مهمة عناصر الإغاثة خلال نهاية هذا الأسبوع بسبب ظروف الطقس، مع توقعات بتساقط الأمطار والثلوج وتسجيل درجات حرارة تلامس الصفر.
“لم نتلق معدات أو أطعمة بكميات كبيرة”
ولجأ أكثر من 30 ألف شخص السبت إلى نحو 350 مركز إجلاء، بحسب سلطات منطقة إيشيكاوا التي تضم شبه جزيرة نوتو، في ظل ظروف صعبة خصوصا في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفي حديث إلى وكالة الأنباء الفرنسية، قال تاكوشي ساكاشيتا (59 عاماً) المقيم في قرية نوتو على طرف شبه الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه “لم نتلق معدات أو أطعمة بكميات كبيرة”.
وأشار إلى أنه أحجم عن جمع حصص غذائية في ملجأ مجاور، حتى يتم توزيعها على كبار السن والأطفال في المنطقة.
وقال حاكم إيشيكاوا هيروشي هاسي: “نبذل قصارى جهدنا للقيام بعمليات إغاثة في القرى المعزولة… لكن في الواقع لم تُحلّ مسألة عزلتهم كما نرغب”. ولا يزال نحو 25 ألف منزل في إيشيكاوا من دون كهرباء وأكثر من 70 ألف منزل بدون مياه.
“أخطر كارثة”
ولتجنب عرقلة عمليات الإغاثة وإيصال المواد الغذائية للناجين، دعت السلطات المحلية المقيمين خارج شبه جزيرة نوتو التي تُعد وجهة سياحية، إلى تجنب زيارة المنطقة إذا “لم تكن لديهم أسباب ضرورية أو عاجلة”.
وطلبت السلطات من الراغبين في التطوع بعمليات إزالة الأنقاض الانتظار حتى نهاية عطلة نهاية الأسبوع التي تستمر ثلاثة أيام بما أن الإثنين المقبل يوم عطلة رسمية في اليابان، وذلك للتمكن من استقبالهم وتوجيههم.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إن الزلزال الذي أعقبته مئات الهزات الارتدادية يشكل “أخطر كارثة” في عصر ريوا الذي بدأ عام 2019 مع اعتلاء الإمبراطور الياباني الحالي العرش.
وعرضت دول عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا توفير مساعدة لليابان، في حين قدمت بلدان عدة تعازيها إلى طوكيو بينها الصين وكوريا الشمالية التي أبدى زعيمها كيم جونغ أون “تعاطفا عميقا” مع اليابانيين في رسالة وجهها إلى كيشيدا، على ما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وتقع اليابان على “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي واحدة من دول العالم التي تضربها الزلازل بشكل متكرر.
ولا تزال ذكرى الزلزال المروع الذي بلغت قوته تسع درجات وأعقبه تسونامي ضخم في آذار/مارس 2011 على سواحل البلاد الشمالية الشرقية، ماثلة في أذهان اليابانيين، وهي كارثة أدت الى مقتل أو فقدان 20 ألف شخص. وأدت تلك الكارثة أيضا إلى حادث فوكوشيما النووي، الأخطر منذ تشيرنوبيل عام 1986.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.