وعد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أثناء زيارته جزيرة مايوت الأحد بإنهاء “حق الأرض” الذي يمنح الجنسية الفرنسية لكل شخص يولد في الجزيرة. ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه هذه الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي منذ سنوات من أزمة هجرة تجلت تداعياتها بمصاعب اقتصادية وأمنية كبيرة.
نشرت في:
4 دقائق
أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانان الأحد خلال زيارة قام بها لجزيرة مايوت عن نية الحكومة إنهاء “حق الأرض” المتعامل به والذي يمنح الجنسية الفرنسية لكل شخص يولد على أرض الجزيرة مهما كانت أصوله. وذلك عبر مراجعة للدستور سيقررها رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون.
ويأتي هذا القرار الذي وصفه حزبا الجمهوريون والتجمع الوطني (اليمين المتطرف) بـ”الجريء” بعد أسابيع من المظاهرات والاحتجاجات التي نظمها شبان للتنديد بانعدام الأمن وثقل الهجرة غير الشرعية على هذه الجزيرة التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية مختلفة.
وقال دارمانان: “سنتخذ قرارا راديكاليا يتعلق بإنهاء حق الأرض وسيطرح للمناقشة عندما سيقرر الرئيس ذلك”.
وتابع بعبارة أخرى: “لن يكون باستطاعة أي شخص الحصول على الجنسية الفرنسية ما لم يكن ابنا لأبوين فرنسيين”، مضيفا أن “هذا القرار سيضع حدا نهائيا لجاذبية هذه الجزيرة” التي يقصدها عدد كبير من الناس، لا سيما من جزر القمر المجاورة. فيما وصف دارمانان هذا القرار بأنه “قوي وواضح وراديكالي لكنه سيطبق فقط في جزيرة مايوت”.
48 بالمئة من سكان مايوت أجانب
هذا، وتوالت ردود الفعل الإيجابية من اليمين واليمين المتطرف إزاء هذا الإعلان. إذ عبّر نائب من جزيرة مايوت منصور قمر الدين (الجمهوريون) عن “فرحته” بينما انتقده الحزب الاشتراكي. أما من الخضر، فلقد أعلنت ماري توسان، وهي مرشحة لخوض غمار الانتخابات الأوروبية في شهر يونيو/حزيران المقبل أن “قرار دارمانان لن يحل المشاكل التي تعاني منها جزيرة مايوت بل سيهدم قيمنا ويسيء لجمهوريتنا”.
اقرأ أيضاجزيرة مايوت الفرنسية.. مبادرات أهلية لضبط الأمن ومواجهة المشكلات الاجتماعية
وتعتبر جزيرة مايوت من بين المناطق الفرنسية الأكثر فقرا. يعيش فيها حوالي 300 ألف شخص. 48 بالمئة منهم من سكان جزر القمر وفق غرفة الحسابات الإقليمية. ويعيش هؤلاء الناس بشكل غير شرعي ويأتون عبر قوارب من هذه الجزيرة التي لا تبعد سوى حوالي 70 كيلومترا من جزيرة مايوت. وحظي دارمانان باستقبال “بارد” من قبل سكان الجزيرة وبشعارات مناهضة للحكومة الفرنسية من بينها “جزيرة مايوت غاضبة” أو “نريد الآن أشياء ملموسة وواقعية” و”لا نريد فقط كلاما، نريد أعمالا”.
“مطلب إنهاء حق الأرض قديم طالبنا به منذ عدة أشهر”
وفي فرنسا، عبّر نواب من اليمين الجمهوري عن استعدادهم لتقديم الدعم الكامل من أجل تمرير القانون الذي ينهي الحصول على الجنسية الفرنسية باسم مبدأ “حق الأرض”.
وقال فيليب غوسلان، نائب من نفس الحزب زار عدة مرات جزيرة مايوت “الإعلان الذي قام به دارمانان جريء. لقد زرت هذه الجزيرة أربع مرات وشاهدت كيف تدهور الوضع فيها. أعتقد أن هناك مشكلة حقيقية مرتبطة بالأمن وبالهجرة”.
وتابع: “نصف سكان مايوت هم أجانب من جزر القمر المجاورة. وهذا يؤثر سلبا على المرافق الطبية والتعليمية وعلى مؤسسات الدولة بشكل عام”.
اقرأ أيضافرنسا: جزيرة مايوت.. دعوات لطرد الأجانب ووقف استقبال المهاجرين
وبخصوص إعلان دارمانان، أضاف نفس النائب “مطلب إنهاء حق الأرض” قديم، طالبنا به منذ عدة أشهر. على الغالبية البرلمانية أن تتحرك في هذا الاتجاه ونحن في حزب الجمهوريون، سندعمهم ونقول لهم نحن مستعدون لذلك”.
وعرفت جزيرة مايوت احتجاجات ومظاهرات عديدة خرج خلالها سكان الجزيرة للتنديد بانعدام الأمن وتردي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بسبب وصول أعداد هائلة من المهاجرين غير الشرعيين من جزر القمر المجاورة ودول أفريقية أخرى.
فيما وقعت عدة اشتباكات مع قوات الأمن. ما دعا بالعديد من المسؤولين في الحكومات الفرنسية المتعاقبة لزيارة هذه الجزيرة لكن هذا لم يؤد إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلة الهجرة. فهل سيساهم قرار دارمانان في حلها؟
طاهر هاني
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.