تتواصل السبت مباريات ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية الجارية في ساحل العاج، وسينازل البلد المضيف منتخب مالي عند الساعة السادسة مساء بتوقيت باريس، كما ستواجه جنوب أفريقيا الرأس الأخضر في تمام الساعة التاسعة. وتخوض الفيلة، “العائدة من الموت”، بعزيمة كبيرة لتجاوز النسور، بعد إنجازها الكبير في تجاوز السنغال. ومن جهتها، ستسعى جنوب أفريقيا لتأكيد قوتها أمام الرأس الأخضر إثر إقصائها المغرب في ثمن النهائي أمام ذهول الجميع.
نشرت في: آخر تحديث:
7 دقائق
سيظل اسم الدولي المغربي حكيم زياش محفورا في ذاكرة جماهير منتخب ساحل العاج. فهدف مهاجم أسود الأطلس الذي سجله في شباك زامبيا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية، نفخ الحياة مجددا في الفيلة عقب هزيمة مذلة أمام غينيا الاستوائية، لتعود للبطولة من جديد.
وتواجه ساحل العاج السبت منتخب مالي على ملعب السلام في بواكي. والتقى الفريقان ست مرات سابقا بالبطولة، فازت ساحل العاج في خمس مرات منها، آخرها في ثمن نهائي 2019 بنتيجة 1-0، وتعادلا مرة واحدة.
وأنهت ساحل العاج الدور الأول في المركز الثالث بثلاث نقاط فقط، وكان عليها انتظار معجزة للتأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، وهو ما تحقق بالنهاية بفضل هدف المغربي حكيم زياش في زامبيا، الذي اهتزت له الجماهير العاجية داخل الملعب وخارجه.
اقرأ أيضانيجيريا إلى نصف النهائي
درس دور المجموعات
لكن المواجهة النارية ضد السنغال، والتي جمعت مجموعة إيميرس فاييه الذي عوض الفرنسي جان لوي غاسيه في القيادة الفنية للفريق بعد الاستغناء عن خدمات الأخير، أثبتت أن الفيلة استفادت من درس دور المجموعات، ومنحتهم فرصة ثانية بمعجزة كروية لا تصدق، يجب استغلالها بما كل ما أوتوا من قوة.
الانتصار على السنغال حامل اللقب وأحد أكبر المرشحين للفوز به مجددا وتنحيته من المسابقة في ربع النهائي، أكد عودة ساحل العاج للمسابقة بقوة كاسحة، وانفتح الباب على مصراعيه أمامها للذهاب بعيدا في المنافسة، وترشح اليوم للفوز بكأس الأمم الأفريقية في نسختها 34 التي تحتضنها على أراضيها.
قدم الفيلة عرضا كبيرا أمام السنغال مخالفا لما رأينا في مواجهتها ضد غينيا الاستوائية، حيث أظهرت ترابطا كبيرا بين خطوطها مع الاندفاع الجريء نحو الأمام لخلق الكثير من الفرص، وهو ما أربك كثيرا الدفاع السنغالي.
وهذا، لربما ما سيعتمده في مقابلة اليوم ضد مالي المدرب المحلي الشاب فاييه، مع إشراك النشيط في الهجوم لاعب بروسيا دورتموند الألماني سيباستيان هالر، الذي خلق عدة مصاعب للدفاع السنغالي عند إدخاله في الربع الأخير من عمر المواجهة.
لكن فاييه يفضل “التعامل مع كل مباراة على حدة”، وكل ما كان ينقص لاعبوه “بعض الثقة… كنا أقوياء ذهنيا واللاعبون التقطوا الرسالة عقب الخسارة أمام غينيا الاستوائية”.
النسور مستعدة للمواجهة
ويقابل الفائز في هذه المواجهة، التي تنبئ بصراع كبير في خط الوسط، جمهورية الكونغو الديمقراطية التي كسبت بطاقة التأهل مساء الجمعة على حساب غينيا، على ملعب الحسن واتارا في 2 فبراير/ شباط.
وسبق لساحل العاج أن فازت بلقبي 1992 و2015، فيما لم تحظ مالي بعد بهذا التتويج. وجاءت وصيفة في بطولة 1972، وحلت ثالثة في نسختي 2012 و2013، ويمكن في أي لحظة أن تقلب الطاولة على محتضن الدورة، لامتلاكها دفاعا قويا وهجوما يمكن أن يكون خطيرا على الخصم بقيادة نجم وسط بريست كاموري دومبيا ومهاجم أوكسير لاسين سينايوكو.
ويملك النسور أيضا لاعبا من العيار الثقيل، ويتعلق الأمر بلاعب وسط توتنهام الإنكليزي إيف بيسوما، الذي سيعتمد عليه المدرب المالي إيريك شيل على هذا المستوى من الملعب، إضافة إلى لاعب الأهلي المصري أليو ديانغ.
اقرأ أيضامباريات ربع النهائي
جنوب أفريقيا-الرأس الأخضر: الأولاد في مواجهة القروش الزرقاء
في الساعة التاسعة بتوقيت باريس من يوم السبت تجري المواجهة الثانية بين جنوب أفريقيا المنتشية بإقصاء المغرب، الذي كان أكبر المرشحين للفوز باللقب، مع الرأس الأخضر أحد مفاجآت هذه الدورة، الذي يأمل الوصول لأول مرة في تاريخه لنصف النهائي.
ورغم البداية المتعثرة في هذه البطولة أمام منتخب مالي التي انهزم فيها بهدفين نظيفين، عاد منتخب الأولاد للمنافسة من جديدة، وبقوة كبيرة، إثر انتصار كاسح على ناميبيا برباعية نظيفة، ثم تعادل مع تونس، لينهي أحلام الأسود في مواصلة مشوارها في التظاهرة القارية، بالفوز عليها بهدفين مقابل لا شيء، وسط ذهول جميع المتتبعين لكرة القدم الأفريقية والعالمية.
اقرأ أيضاكأس الأمم الأفريقية: الكونغو الديمقراطية تبلغ نصف النهائي إثر فوزها على غينيا 3-1
وآخر مرة بلغ فيها “الأولاد” نصف النهائي كانت في 2000، ويقوده المدرب البلجيكي المحنك هوغو بروس الذي فاز مع الكاميرون باللقب في 2017. وتجربته ساعدته كثيرا في خطف فوز تاريخي من المغرب، ليمنح لـ”بافانا بافانا” الفرصة في مواصلة مغامرته الأفريقية بأمل أن تجدد عناقها للقب، الذي أحرزته للمرة الوحيدة في 1996، وجاءت وصيفة في 1998 وثالثة في 2000.
الغريب في تشكيلة الأولاد أنها تعتمد على ثمانية عناصر من فريق واحد، وهو بطل دوري أفريقيا ماميلودي صنداونز. وهذا الاختيار له تفسيره فنيا، وساعد جنوب أفريقيا على تحقيق نتائج إيجابية في ساحل العاج حتى الآن، لأنها توليفة يسودها الانسجام المسبق، وتعفي المدرب من الاشتغال عليه كثيرا، والانكباب على نقاط فنية أخرى يمكن أن تساعد المجموعة على تطوير أدائها.
ويعول المدرب البلجيكي كثيرا على فنيات اللاعب الأهلاوي بيرسي تاو إلى جانب المخضرم ثيمبا زواني وتيبوهو موكوينا في اختراق دفاع الرأس الأخضر وهز الشباك، لمنح الفوز للأولاد، وكسب ورقة التأهل لنصف النهائي.
هل تلتهم القروش الزرقاء الأولاد؟
ومهمة “البافانا بافانا” لن تكون سهلة أمام القروش الزرقاء كمنتخب يملك هجوما رهيبا، فقد سجل 8 أهداف كانت من توقيع 7 لاعبين، ما يعني أن خطر منتخب الرأس الأخضر، ليس له مصدر واحد وهو متعدد، ويمكن أي لاعب أن يقلب النتيجة في أي لحظة.
فهو منتخب يتقن لغة التهديف، وهو ما مكنه من احتلال صدارة مجموعة، ضمت مصر حامل اللقب سبع مرات وغانا حامل اللقب أربع مرات محققا 7 نقاط، قبل إقصاء موريتانيا في ثمن النهائي بهدف متأخر من ضربة جزاء.
اقرأ أيضاجدول مباريات نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
وفي مشاركتها الرابعة، تبحث القروش الزرقاء في أن تلتهم “الأولاد”، وتعبر إلى نصف النهائي بأمان. ولها من الإمكانيات ما يساعدها على ذلك بكل تأكيد، وفق تصريح لمدربها المحلي بيدرو بريتو لوكالة الأنباء الفرنسية: “بلا أي ضغوط. نؤمن بقدرتنا على الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة”.
ويأمل بريتو أن يتواصل تألق الجناح تياغو مانويل بيبي (رايو فايكانو الإسباني)، المهاجم غاري رودريغيش (أنقرة غوجو التركي) والمهاجم راين منديش ( فاتح كاراغومروك التركي)، الذي سجل هدفين بينهما هدف التأهل لربع النهائي.
وسبق أن التقى الفريقان في البطولة، حيث تعادلا سلبا في دور المجموعات في 2012.
مع أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.