مراسلنا في غزة زياد طالب تجول بكاميرته مع الطبيب عبد الرحمن الطيب داخل مستشفى شهداء الأقصى، ليتعرف عن كثب على الجهود الكبيرة التي يبذلها الطبيب عبد الرحمن ورفاقه، في سبيل مساعدة الجرحى والمصابين من أهالي القطاع الذين تكتظ بهم المستشفيات في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
يقول الطبيب عبد الرحمن إنه ظل يعمل لساعات طويلة في مستشفى شهداء الأقصى منذ الأيام الأولى للحرب. وأضاف: “ساعات العمل كانت تصل إلى عشرين ساعة في اليوم، اعتمادا على عدد الإصابات. قبل الحرب كنا نستقبل في المتوسط بين 200-300 حالة في اليوم. أما في هذه الأيام يصل عدد من نستقبلهم إلى 4-5 أضعاف ما تعودنا عليه. وفي بعض الحالات كان يصل إلى 10 أضعاف”.
ويقول الطبيب عبد الرحمن إن نقص المستلزمات الطبية يجبر الأطباء في المستشفى على الاكتفاء بما هو موجود، ويضيف: “نعتمد على التقييم الإكلينيكي (السريري) في تشخيص الحالات أكثر من اعتمادنا على نتائج المختبرات. مثلا، اليوم لا تتوفر لنا مستلزمات فحص الدم ولذلك نلجأ إلى الاعتماد على التقييم السريري. ظل جهاز الأشعة المقطعية معطلا لأيام كثيرة، ولذا كنا نضطر إلى الاعتماد على التقييم السريري والأعراض التي يعاني منها المصاب”.
ولكن سوء الحال داخل المستشفى لا يتوقف عند هذا الحد. يقول عبد الرحمن إنه بسبب الضغط الشديد وكثرة الحالات ومحدودية الإمكانات، يلجأ الأطباء استخدام أدوات غير معقمة للإجراءات الطبية البسيطة، برغم خطورة هذا الأمر وعواقبه الصحية ويضيف: “لجأنا إلى التدخلات الجراحية البسيطة بدون استخدام التخدير الموضعي. هناك شح كبير في علاج الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط. نلجأ إلى استخدام علاجات أقل كفاءة لسد الفجوة الموجودة حاليا”.
ضغط العمل يحول دون زيارة الأهل
يقول عبد الرحمن إن ضغط العمل ينسيه أو يجعله يتناسى أهله، “ولكن عندما نذهب لتناول الطعام أو نخلد إلى النوم، نتذكر الأهل والأسرة والمنزل. ولكن المشكلة الكبرى أنه في كثير من الأيام لا يمكن التواصل معهم، بسبب عدم وجود وسيلة للتواصل. استغل وجود بعض المرضى والجرحى من الجيران للسؤال عن أهلي”.
أريد العودة إلى منزلنا
غالبية المصابين في قطاع غزة هم من النساء والأطفال. تحدث عبد الرحمن مع طفل مصاب بكسر في رجله. يقول الطفل إنه تعرض للإصابة مع والده أثناء وقوفهما في الشارع بالقرب من منزلهما عندما ضرب صاروخ مما أدي إلى إصابتهما. يتلقى الطفل العلاج في مستشفى شهداء الأقصى وهو يتماثل للشفاء لكنه متلهف إلى العودة إلى المنزل على الرغم من أنه غير متأكد من أن المنزل لا يزال قائما.
الأطباء أيضا لم يسلموا
على الرغم من أن الأطباء هم من يعالجون المرضى إلا أنهم لم يسلموا من مخاطرالإصابة خلال هذه الحرب. من بين هؤلاء الأطباء سمير أبو ناجع، طبيب الأشعة الذي يعمل في مستشفى شهداء الأقصى، والذي أصيب في عينه أثناء عودته إلى المنزل لزيارة عائلته، وعن ذلك يقول: “ابتعدت عن أهلي لمدة 10 أيام بسبب العمل، وعندما عدت إلى البيت في برج الأهرام تم قصف البرج بصاروخ مما أدى إلى الوضع الذي أنا به، والحمد لله على كل شيء”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.