وأكد مسؤول الأونروا أن عمليات إسقاط المساعدات من الجو لا يمكن أن تكون بديلا عن إدخال الشاحنات إلى غزة عبر البر، وهي لا تنسق مع الوكالة. وذكّر بأن هناك 7 معابر حدودية إلى القطاع، ومؤكدا أنه بحال إيجاد الإرادة السياسية لفتحها، ستتمكن الأونروا من مواجهة “الكارثة الإنسانية الكبرى التي تحيق بكل سكان قطاع غزة”.
اتصلنا بالسيد أبو حسنة الموجود الآن في القاهرة، وسألناه أولا عن سير التحقيقات في التورط المزعوم لموظفي الأونروا في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
عدنان أو حسنة: التحقيقات بدأت منذ أكثر من أسبوعين تقريبا، وهناك جهد كبير يبذل من مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة في هذا الإطار. ونأمل أن تنتهي التحقيقات خلال فترة قريبة جدا، وسيتم إعلان النتائج على الملأ. لا يوجد ما تخفيه الأمم المتحدة ولا الأونروا في هذا الإطار. التحقيقات تتقدم. زار وفد من المكتب مقر الأونروا في عـَمان واطلع على الكثير من الأشياء، وعلمنا بأنه سيقوم بزيارة إسرائيل أيضا لاستكمال مهمته.
أخبار الأمم المتحدة: تعهدت بعض الدول العربية بزيادة دعمها للأونروا، وأعلن الاتحاد الأوروبي تمويلا للوكالة. كيف يبدو وضع الأونروا المالي حاليا؟
عدنان أو حسنة: لا يزال وضع الأونروا المالي خطيرا حتى اللحظة. لدينا من التمويل ما يكفي حتى نهاية شهر آذار /مارس الحالي. التبرعات التي قدمها الاتحاد الأوروبي هي تبرعات مهمة للغاية. هناك دول مثل أيرلندا على سبيل المثال قدمت لنا حوالي عشرين مليون يورو. نأمل أن تكون هناك تبرعات أكثر حتى نستطيع مواصلة تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، لنواصل عملياتنا ليس فقط في غزة، ولكن في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. من شأن التبرع الذي قدمه الاتحاد الأوروبي أن يساعد إلى حد ما، ولكن تبقى الأزمة عميقة. هناك 16 دولة كان من المفترض أن تدفع 450 مليون دولار. هذه الدول قدمت العام الماضي حوالي 70 في المائة من ميزانية الأونروا. لذلك في حال عدم تجديد هذه المنح أو المساهمات المالية، الوضع سيكون خطيرا للغاية بالنسبة لكافة مناطق عمليات الأونروا وليس غزة فقط.
أخبار الأمم المتحدة: يوم السبت، أصدر مجلس الأمن بيانا يحث فيه إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة ودعم التوصيل السريع للمساعدات إلى سكان غزة. هل ترجم ذلك على أرض الواقع؟
عدنان أو حسنة: للأسف الشديد، حتى الآن لم يترجم بالصورة الحقيقية. نحن بحاجة إلى إدخال مئات الشاحنات يوميا، ولكن خلال الأيام الماضية معدل دخول الشاحنات كان 98 شاحنة في اليوم، والمعدل العام منذ بداية التصعيد العسكري حتى الآن هو تسعون شاحنة وهو غير كاف. لا يمكن لهذه الكمية من المساعدات أن تكون كافية للاحتياجات الإنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعتمدون بشكل كبير ورئيسي على المساعدات التي تقدمها الأونروا باعتبار الأونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني في قطاع غزة.
أخبار الأمم المتحدة: مع بدء بعض الدول في إسقاط المساعدات جوا على غزة، هل يعد هذا بديلا عمليا لإرسال الشحنات إلى القطاع؟
عدنان أو حسنة: إطلاقا، لا يمكن لإسقاط المساعدات من الجو أن يكون بديلا عن الطرق البرية. هناك بين إسرائيل وغزة سبعة معابر، لا تقتصر المعابر فقط على كرم أبو سالم ومعبر رفح. هناك سبعة معابر. الوضع يحتاج إلى قرار سياسي. إذا كانت هناك إرادة سياسية، ستفتح المعابر وتدخل الشاحنات، وسنتمكن من مواجهة الكارثة الإنسانية الكبرى التي تحيق بكل سكان قطاع غزة سواء في الشمال أو في الجنوب.
أخبار الأمم المتحدة: هل يتم تنسيق عمليات الإسقاط مع الأونروا؟
عدنان أو حسنة: لا، لم يتم تنسيق الإسقاطات مع الأونروا.
أخبار الأمم المتحدة: هل تواصلتم مع أي من العاملين الإنسانيين الذين كانوا متواجدين خلال ما حدث عند دوار النابلسي؟ عندما كما تعلم قتل وأصيب المئات أثناء انتظارهم تلقي المساعدات.
عدنان أو حسنة: موقفنا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، الذي طالب بإجراء تحقيق مستقل لما حدث. ما حدث هو كارثة وشيء خطير للغاية. هؤلاء أناس أبرياء جائعون ذهبوا لتلقي المساعدات، أيا كانت هذه المساعدات. لكن للأسف الشديد قتل أكثر من مائة وأصيب المئات، وهذه مأساة إنسانية بحد ذاتها.
أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم أي معلومات حول الجهة التي كانت تقوم بتوزيع المساعدات؟
عدنان أبو حسنة: لم يتم تنسيق دخول هذه المساعدات مع أي من منظمات الأمم المتحدة. حسب الجانب الإسرائيلي والمصادر المحلية تم تنسيقه مع مقاولين محليين، ولكن منظمات الأمم المتحدة ليس لها علاقة بالشاحنات التي كانت تحاول الدخول إلى غزة.
أخبار الأمم المتحدة: للأسف بدأ الجوع والجفاف بحصاد أرواح الأطفال في غزة بالفعل. هل ما زال هناك وقت لإنقاذ الآخرين؟
عدنان أبو حسنة: من الممكن إذا كان هناك تحرك سريع وتم استخدام المعابر البرية بصورة حقيقية لمواجهة ما يحدث لأن هناك مئات الآلاف من الجوعى. وهناك حسب تقرير اليونيسف أيضا والأوتشا، تقريبا حوالي 16 طفلا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية. وهذه الظاهرة مرشحة للتصاعد بصورة خطيرة، ليس فقط في شمال قطاع غزة، ولكن أيضا في جنوب القطاع.
أخبار الأمم المتحدة: طبعا شهر رمضان على الأبواب، ما الشعور السائد بين الناس وسط المعاناة التي يواجهونها؟
عدنان أبو حسنة: المأساة مستمرة، وفي رمضان ستزداد في تصورنا – لأن لرمضان طقوسا معينة والناس ليس لديهم ولا يملكون شيئا لكي يطبقوا هذه الطقوس. ستستمر المجاعة وستزداد الأوضاع سوءا إذا لم يتم فتح المعابر البرية وإدخال مئات الشاحنات. المطلوب هو وقف إطلاق نار حقيقي، وفتح ممرات إنسانية، والسماح لنا في الأونروا ولبقية المنظمات الإنسانية الأخرى بالدخول إلى منطقة شمال قطاع غزة لأن هناك انهيارات إنسانية غير مسبوقة.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.