الحرب في غزة تحطم سجلات الإنسانية “في أحلك فصولها”، فيما تعرقل المساعدات وتفقد الأرواح

الحرب في غزة تحطم سجلات الإنسانية “في أحلك فصولها”، فيما تعرقل المساعدات وتفقد الأرواح



هذا ما قاله للصحفيين في جنيف، متحدثا من غزة عبر تقنية الفيديو وسط أصوات القصف التي دفعته إلى التوقف لحظات عن الحديث عدة مرات. وأضاف أنه منذ زيارته الأخيرة للقطاع قبل نحو 3 أشهر “كل إحصاء مروع يواجه الأطفال والأسر والمدنيين ارتفع بشكل كبير”.

وقال إلدر إن مدينة رفح “لا يمكن التعرف عليها على الإطلاق” فيما يعيش الناس في ظروف مزرية وينامون في الشوارع المزدحمة. وقال إن هناك مرحاضاً واحداً لكل 850 شخصاً تقريباً، ويضرب هذا الرقم بأربعة عندما يتعلق الأمر بالاستحمام، حيث يوجد حمام واحد لكل 3600 شخص.

وقال: “هذا تجاهل جهنمي لأبسط احتياجات الإنسان، وبالطبع الكرامة الإنسانية”.

دمار شامل

مدينة خان يونس المجاورة ليست أفضل حالا، وفقاً للمتحدث باسم اليونيسف الذي قال إن المدينة “بالكاد لم تعد موجودة”.

وأضاف: “خلال السنوات العشرين التي قضيتها في الأمم المتحدة، لم أشهد قط مثل هذا الدمار. فوضى وخراب، وحطام وأنقاض، في كل اتجاه، في كل مكان أنظر إليه، في كل شارع. دمار شامل”.

وحذر السيد إلدر من عواقب أي هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، حيث قال: “رفح مدينة الأطفال. هناك 600 ألف فتاة وفتى موجودون هنا”. وذكر أن الوصف الصحيح لأي عملية واسعة في المدنية هو “اعتداء”، مذكرا أنها موطن لبعض آخر المستشفيات والملاجئ وشبكات المياه المتبقية في غزة.

بطون خاوية في الشمال

قال المتحدث باسم اليونيسف إنه تمكن يوم أمس من زيارة جباليا في الشمال، حيث رأى أناساً يائسين يشيرون بأيديهم إلى أفواههم طلباً للطعام. وقال إن جهود الإغاثة تتعرض للعرقلة، مضيفا أن هناك معبراً يبعد عن هؤلاء الأشخاص عشر دقائق فقط يمكن أن يغير هذه الأزمة الإنسانية في غضون أيام، لكنه لا يزال مغلقا. وقال إن المجاعة الوشيكة في غزة يمكن التنبؤ بها تماما، ويمكن الوقاية منها، وهي من صنع الإنسان ويمكن عكسها “إذا تم اتخاذ القرارات الصحيحة”.

وأضاف: “دعونا نكون واضحين. تتم عرقلة المساعدات المنقذة للحياة، وتفقد الأرواح، ويتم سلب الكرامة”.

وقال السيد إدلر إن الأمل واليأس (وهما متضادان) يظهران بصورة هائلة في غزة. وأضاف: “بشكل متكرر يُقال ما لا يوصف في غزة، من فتيات مراهقات يقلن إنهن يأملن لو يُقتلن لإنهاء كابوسهن، إلى طفل يُقال عنه إنه آخر فرد على قيد الحياة في أسرته. لم يعد هذا الرعب فريدا في غزة.  في خضم كل هذا، يواصل العديد من الفلسطينيين الشجعان والكرماء الذين لا يكلون، دعم بعضهم البعض بكل ما لديهم”.

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *