أعلنت لجنة الانتخابات الإندونيسية رسميا، الأربعاء، أن وزير الدفاع برابوو سوبيانتو حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 فبراير/ شباط. وتوجه أكثر من 164 مليون إندونيسي إلى صناديق الاقتراع من أصل 204 ملايين مسجلين، أي بنسبة مشاركة بلغت نحو 80% مقارنة بـ 82% في عام 2019. وعقب إعلان النتيجة، وجه برابوو الشكر للناخبين وقال “نحمد الله على الإعلان الرسمي (من قبل اللجنة الانتخابية) لنتائج الانتخابات في هذا البلد الشاسع ذي الأغلبية المسلمة”.
نشرت في:
5 دقائق
فاز، الأربعاء، وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو بنسبة البالغ 72 عاما والذي كان يتصدر استطلاعات الرأي لعدة أشهر، بأغلبية مريحة بلغت 58,6% من الأصوات مقابل المرشحين الآخرين أنييس باسويدان (24,9%) الحاكم السابق لجاكرتا وغنجار برانوو (16%) الحاكم السابق لجاوا الوسطى.
ويخلف برابو الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو في أكتوبر/ تشرين الأول. وعقب إعلان النتيجة، وجه برابوو الشكر للناخبين وقال إن انتخابات الشهر الماضي سارت بسلاسة.
وفاز قائد القوات الخاصة السابق بالانتخابات بفضل وعود باستمرار السير على نهج ويدودو، مستخدما شعبية الرئيس ومستفيدا كذلك من وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك للحصول على دعم قاعدة الناخبين الشباب الضخمة في إندونيسيا. ويرى الخبراء أن برابوو جذب الناخبين عبر تبني خطاب قومي وشعبوي متعهدا مواصلة سياسات سلفه.
استحالة التشكيك في النتائج
وخاض الانتخابات جبران راكابومينج راكا وهو النجل الأكبر للرئيس ويدودو الانتخابات بجانب برابوو، ومن المقرر أن يصبح نائبا للرئيس، وذلك بفضل تعديل في اللحظات الأخيرة لقواعد الأهلية أصدرته محكمة برئاسة صهر الرئيس.
وقد سبق أن أعلن برابوو سوبيانتو فوزه في الانتخابات الرئاسية في إندونيسيا منذ يوم الاقتراع في 14 شباط/فبراير، في حين أعلن خصمه أنه سيطعن في النتائج.
وقال الفائز في أول رد فعل بعد إعلان النتائج رسميا “نحمد الله على الإعلان الرسمي (من قبل اللجنة الانتخابية) لنتائج الانتخابات في هذا البلد الشاسع ذي الأغلبية المسلمة”.
وأضاف: “نود أن نعرب عن امتناننا وتقديرنا الكبير لجميع المواطنين الإندونيسيين الذين مارسوا حقهم في التصويت”.
وفي المجمل صوت 96 مليون ناخب لصالح وزير الدفاع، مقابل 41 مليونا لأقرب منافسيه أنييس باسويدان، حسبما أعلن هاشم أسياري رئيس اللجنة الانتخابية.
وتوجه أكثر من 164 مليون إندونيسي إلى صناديق الاقتراع من أصل 204 ملايين مسجلين، أي بنسبة مشاركة بلغت نحو 80% مقارنة ب 82% في عام 2019.
وسيخلف برابوو سوبيانتو، صاحب الماضي العسكري المثير للجدل، جوكو ويدودو في تشرين الأول/أكتوبر على رأس أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. وسيكون نائبه جبران راكابومنغ راكا، نجل الرئيس المنتهية ولايته.
وأمام خصميه ثلاثة أيام للطعن في نتائج الاقتراع أمام المحكمة الدستورية متذرعين بحصول عمليات غش وتزوير.
وقال أنيس باسويدان في بيان: “مسؤول انبثق من عملية شابها الغش والمخالفات، سيؤدي إلى نظام ينتج سياسات ظالمة ولا نريد أن يحدث ذلك” مؤكدا أنه سيقدم طعنا.
لكن وفقا لفريق محامي الرئيس، من غير المرجح التشكيك في النتائج بسبب الفارق الكبير في الأصوات بين برابوو سوبيانتو والمرشحين الآخرين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
من هو برابوو سوبيانتو؟
عندما كان قائدا للقوات الخاصة، اتهمت منظمات غير حكومية ومسؤولون سابقون، برابوو سوبيانتو بأنه أمر بخطف نشطاء مؤيدين للديمقراطية في التسعينات مع نهاية نظام سوهارتو، لكنه نفى هذه الاتهامات ولم تتم محاكمته.
وقد حرم العسكري السابق لفترة طويلة من تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة وأستراليا بسبب هذه الادعاءات.
لكن بفضل حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي، حسن الرجل صورته بين الشباب الإندونيسيين الذين غالبا ما يتجاهلون الاتهامات الموجهة إليه ويثمنون التزامه بمواصلة سياسات سلفه الذي يحظى بشعبية كبيرة.
تهاني بالفوز
ولم يتأخر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تهنئة الرئيس الإندونيسي الجديد، مؤكدا أن واشنطن “تتطلع إلى تعاون وثيق” مع الجنرال السابق.
وحتى قبل الإعلان رسميا عن انتخابه، كان زعماء العالم بدأوا بتهنئة برابوو سوبيانتو بينهم رؤساء حكومات بريطانيا وهولندا وماليزيا وأستراليا.
كما هنأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 آذار/مارس بـ “النتيجة الرائعة في الانتخابات”.
قلق حيال الحريات والديمقراطية
وأعربت مجموعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، عن قلقها من تراجع برابوو سوبيانتو عن الحريات والديمقراطية التي تم انتزاعها بصعوبة، لكن الناخبين تجاهلوا إلى حد كبير المزاعم المتعلقة بماضيه أو ببساطة لم يكونوا على علم بها.
وقالت حرية، مديرة مركز الدراسات السياسية بجامعة إندونيسيا في جاكرتا “أرى مستقبلا قاتما للديمقراطية عندما يتولى برابوو السلطة”.
كما أثيرت تساؤلات حول الشروط التي تمكن جبران من خلالها الترشح لمنصب نائب الرئيس وحول تأثير والده وحتى تدخله في عملية التصويت.
وبسبب صغر سنه قانونا، لم يتمكن جبران من الترشح إلا بعد قرار مثير للجدل أصدرته المحكمة الدستورية وتم تبنيه بفضل تصويت حاسم لرئيس المحكمة أنور عثمان، صهر جوكو ويدودو.
لكن برابوو سوبيانتو وأوساطه نفوا تماما على غرار ويدودو الاتهامات بارتكاب مخالفات.
فرانس24/أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.