جاء ذلك خلال حوار مع أخبار الأمم المتحدة على هامش مشاركتها في لجنة وضع المرأة في نيويورك. وقالت الدكتورة فضيلة إن منتدى التعاون الإسلامي للشباب ظل ينشط، ولسنوات طويلة، في مجال مكافحة الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام)، في إطار القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك بعض القرارات الأممية، وخاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم بموجبه اعتماد 15 آذار/مارس ليكون يوما عالميا لمكافحة كراهية الإسلام أو “الإسلاموفوبيا”.
وأوضحت أن منتدى التعاون الإسلامي الشبابي يقدم برامج تدريبية للنساء المتأثرات من الإسلاموفويبا- وخاصة في المجتمعات الغربية- واللواتي، حسبما قالت، يعانين من جملة من الإشكاليات من بينها التهميش والعنف النفسي لأنهن مستبعدات ولا يحظين بالفرص مثل بقية أقرانهن من الفتيات ولا يتم قبولهن في الوظائف وبعض الجامعات “لا لشيء سوى لأنهن يرتدين الحجاب. مثل الوضع في فرنسا وبعض الدول الأكثر حدة في كراهية الإسلام” حسب تعبيرها.
ومضت قائلة: “تعاني الفتيات من أزمات نفسية حادة جدا لدرجة أن الكثيرات منهن قررن الانعزال عن المجتمع، وأصبح لديهن خوف منه، وهو الاتجاه العكسي الذي تسببت به الإسلاموفوبيا، والمتمثل في الخوف من المجتمع. نحاول أن نتحدث مع هؤلاء الفتيات ومع صناع القرار حول كيفية دمج هذه الفئة من البنات، وكيف نزيل الآثار السيئة، خاصة الاقتصادية منها، لأنها مؤثرة. كل فتاة تحتاج أن تدرس وأن تعمل، وإذا كانت مستهدفة بسبب حجابها فإنها لا تشعر بأنها جزء من هذا المجتمع”.
“ارفعن رؤوسكن”
وتحدثت الدكتورة فضيلة عن حملة أطلقها منتدى التعاون الإسلامي للشباب عام 2018 بهدف مساعدة النساء المتأثرات من الإسلاموفوبيا حيث قالت: “دعوْنا الفتيات المحجبات في أوروبا وفي كل أنحاء العالم إلى حدث أسميناه Heads Up أي أرفعن رؤوسكن. وطلبنا من كل الفتيات التحدث عن جمال هذه الهوية وهذا اللباس وهذه الثقافة التي ينحدرن منها وعن أهمية محتواهن الفكري والثقافي وتراثهن، وعن الأشياء الأخرى الكثيرة التي تميزهن عن الأخريات، وأن يشعرن بالفخر والاعتزاز، وألا يتركن فرصة لرسالة الكره أن تنال منهن”.
ولكن الدكتورة فضيلة تقول إن هذه المسألة تحتاج إلى الكثير من الدعم، وهو الأمر الذي يحاول منتدى التعاون الإسلامي للشباب فعله، مشيرة إلى أن المنتدى يوفر سنويا الفرصة لعدد كبير من الفتيات كي يتمكنّ من إرسال رسائل إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقابل رسائل الكراهية. ومضت قائلة: “نحاول أن نقنع كل الفتيات أن محاربة الكره تكون بالعكس- أي بالمحبة والتسامح”.
ترحيب باعتماد قرار جديد حول مكافحة الإسلاموفوبيا
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد اعتمدت الأسبوع الماضي قرارا بعنوان “تدابير مكافحة كراهية الإسلام” تزامنا مع اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو”الإسلاموفوبيا”. قدمت مشروع القرار باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي. ويدعو القرار، من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.
وفي هذا السياق، رحبت الدكتورة فضيلة قرين بهذا القرار ووصفته بأنه “خطوة جبارة أخرى تُحسب للأمم المتحدة”، ودعت إلى تعيين مبعوثة أممية بدلا من مبعوث أممي لتقود الجهود الرامية إلى استئصال هذه الظاهرة. كما دعت الدول الأوروبية أن تحذو حذو الأمم المتحدة في تعيين مبعوثين لدعم هذا التوجه الرسمي في محاربة الإسلاموفوبيا.
وقالت إن مكافحة الإسلاموفوبيا لم تعد شأنا يخص الدول الإسلامية وحدها وأضافت بالقول: “منذ اعتماد اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام لم يعد موضوع الإسلاموفوبيا يعني فقط منظمة التعاون الإسلامي أو الدول الإسلامية، بل أصبح يعني العالم بأسره لأن اليوم تم اعتماده بواسطة الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد صوت عدد كبير جدا من الدول لصالح هذا القرار”.
ثقافة التسامح بدلا من كراهية الإسلام
على هامش فعاليات الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام “الإسلاموفوبيا”، أقامت منظمة التعاون الإسلامي فعاليات عديدة في جنيف ونيويورك للتعبير عن أهمية هذا اليوم وعن أهمية التعاون من أجل استئصال هذه الظاهرة والعمل على نشر ثقافة التسامح والتعارف بدلا عن كراهية الإسلام.
كما تم تنظيم فعالية على هامش لجنة وضع المرأة عن أهمية دمج الفتيات والنساء في المجتمعات التي تعاني من الكراهية ضد الإسلام. وتناولت الفعالية الإجراءات التي يتعين اتخاذها، من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من أجل اقتلاع ظاهرة الإسلاموفوبيا من المجتمعات الغربية.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.