جاء ذلك في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، شدد خلاله السيد ماكغولدريك على أن الناس في غزة “لا يعيشون” فيما تتدهور الأوضاع في جميع أنحاء القطاع.
في البداية تحدثنا عن الوضع في الجزء الشمالي من غزة الذي زاره منذ بضعة أيام، حيث سألناه عن قرار إسرائيل بعدم الموافقة على السماح بمرور أي قافلة غذائية تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إلى المنطقة التي أودى الجوع فيها بحياة ما لا يقل عن 27 طفلا.
ماكغولدريك: أعتقد أن تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر الأسبوع الماضي أظهر بوضوح تام معدلات التدهور وسوء التغذية في الشمال على وجه الخصوص. وقد شهدنا انخفاضاً بنسبة 70 في المائة في قدرة الناس على إعالة أنفسهم. أي انقطاع في الإمدادات الغذائية الهشة بالفعل هو خطوة خاطئة. وقد أجرينا محادثات مع إسرائيل لنرى ما إذا كان هناك أي سبيل يمكننا من خلاله العثور مجددا على طريقة لتخطي هذا الأمر، ولنرى ما إذا كان بإمكاننا بعد ذلك إدخال الشاحنات التي نحتاجها كل يوم إلى غزة. في الوقت الحالي، الوصول محفوف بالمخاطر ومتقطع للغاية. ونحن محظوظون إذا استقبلنا ما بين 10 إلى 15 شاحنة في أي وقت خلال فترة يومين.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي الوكالات التي لا يزال بإمكانها الوصول إلى شمال غزة إذا كانت هناك 10 إلى 15 شاحنة تدخل المنطقة يوميا؟
ماكغولدريك: في الوقت الحالي، يقع الأمر على عاتق برنامج الأغذية العالمي وكذلك منظمة المطبخ المركزي العالمي، وكانت الأونروا هي الركن الثالث، وكان هذا هو الجزء الأكبر. هناك أيضا منظمات أخرى – مثل خدمات الإغاثة الكاثوليكية – التي أدخلت القليل [من المساعدات]، وسيتوسع ذلك مع فتح الطرق. هناك 3 طرق تتجه من الجنوب إلى الشمال، ولكن لم يُسمح لنا باستخدام أكثر من طريقين في أي وقت من الأوقات خلال الأسابيع والأشهر الماضية. والآن، حتى اليوم، لدينا طريق واحد فقط مفتوح لنا للوصول إلى الشمال.
أخبار الأمم المتحدة: هل تواصلتم مع الجانب الإسرائيلي لبحث هذا القرار؟ هل هناك أي إمكانية للعودة عنه؟
ماكغولدريك: من الواضح أن هناك مشكلة بين إسرائيل والأونروا. ونعلم ذلك بسبب ما حدث منذ الأحداث المأساوية التي وقعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ونحن نعلم ذلك أيضاً لأننا رأينا الأسبوع الماضي، عندما لم يُسمح لفيليب لازاريني – المفوض العام للأونروا – بالدخول إلى غزة. لذلك، من الواضح أن هناك مشكلة يريدون محاولة معالجتها. أريد أن أحاول الابتعاد عن ذلك، والتعامل مع ادخال الشاحنات والطعام إلى الشمال. الجهة التي نقوم معها بفعل ذلك ليست مهمة. إن الطعام هو الأهم، وليس الوكالة أو المنظمة.
أخبار الأمم المتحدة: وهل يمكن تحقيق ذلك مع الأونروا؟
ماكغولدريك: نحن نستخدم شاحنات القطاع الخاص لنقل البضائع بالإضافة إلى شاحناتنا الخاصة أيضاً، إذاً، يمكننا أن ننقل الأشياء إلى الشمال إذا كانت الطرق مفتوحة. لقد كانت الطرق مفتوحة بشكل غير منتظم كما ذكرت، وقد كافحنا من أجل فتح جميع الطرق من الشمال إلى الجنوب أو من الجنوب إلى الشمال. وهذا شيء نعمل عليه بجد. نحاول إدخال المزيد من الشاحنات للتأكد من توفر الإمدادات. وبالنسبة لنا، لا أبالي بشكل خاص بالمنظمة التي تجلب الطعام. كل ما أبحث عنه هو التأكد من أننا نحصل على طعام أكثر مما نحصل عليه حاليا. لقد كنت في شمال غزة الأسبوع الماضي، وشاهدت بشكل مباشر تأثير نقص الإمدادات الغذائية على الأطفال في مستشفى كمال عدوان.
أخبار الأمم المتحدة: هذا يقودني في الواقع إلى سؤالي التالي. لقد خدمت في هذه الوظيفة لبضعة أشهر، وقمت بزيارات متعددة إلى غزة. كيف تطور الوضع خلال تلك الفترة الزمنية؟
ماكغولدريك: في الجنوب، لاحظت في كل مرة أتيت فيها – وأنا أزور غزة بشكل أسبوعي منذ استلام الوظيفة في أواخر كانون الأول/ ديسمبر – تغيراً كبيراً في الوضع من حيث زيادة الازدحام. رفح أصبحت مكتظة للغاية والظروف المعيشية فيها مزرية وغير صحية. ولكن بعد أن أصبح توغل رفح محتملاً، وظهر ذلك في الأخبار وشعر الناس به، حدث إخلاء لسكان رفح إلى منطقة ساحلية تسمى المواصي – وهي المنطقة التي خصصتها إسرائيل “كمنطقة آمنة”. هناك الآن حوالي 400 ألف نازح في تلك المنطقة، وهي لم تكن مزدحمة إلى هذا الحد، ولكنها أصبحت الآن مزدحمة للغاية.
في الوقت نفسه، فإن جميع الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق وفي مواقع الخيام العشوائية لا يحصلون على الخدمات والدعم والمياه والصرف الصحي. إنهم لا يحصلون على الإمدادات الغذائية. وليست هناك نقاط طبية. نحن نحاول التعامل مع ذلك الوضع الآن.
تمكنت من الذهاب إلى الشمال مرتين، لأنه كان من الصعب جدا الوصول إلى هناك. وتمكنت هذا الأسبوع من المرور عبر تقاطع الكويتي على طريق صلاح الدين. وصلت إلى بيت لاهيا وذهبت إلى مستشفى كمال عدوان.
ذهبت إلى هناك لأن هذا هو المستشفى الذي كان يسجل ويرفع تقارير عن وفيات الأطفال بسبب مشاكل سوء التغذية. التقيت بالدكتور عثمان والفريق هناك وقمت بالتجول في المستشفى.
ذهبت إلى جناح الأطفال، وكان الأمر صادما تماما رؤية ما يوجد هناك. كل طفل في هذا الجناح يعاني من نقص التغذية، بدأت تغذيته بالتنقيط. وبعضهم أسوأ حالا من الآخرين. كما كانت هناك مضاعفات، مثل التهاب الكبد الوبائي (أ) أو الالتهابات المعوية، وكل ذلك أدى إلى إضعاف جهاز المناعة لديهم. وقبل وصولنا إلى هناك، كان هناك بعض الأطفال الذين ماتوا وبعض الأطفال في ذلك الجناح كانوا في حالة سيئة للغاية.
سوف تنقل منظمة الصحة العالمية طفلين من هناك لأن حالتهما خطيرة للغاية – أحدهم يعاني من ورم في المخ والآخر يعاني من التليف الكيسي. سيتم نقلهما جنوباً، ونأمل أن يخرجا بعد ذلك إلى القاهرة ومناطق أخرى للحصول على العلاج الذي يحتاجانه. وعندما تذهب إلى جناح الأطفال حديثي الولادة، لا توجد حاضنات كافية للأطفال. تتم مضاعفة عدد الأطفال الذين يوضعون في الحضانات معا، وبعض الأطفال ليست لديهم حتى حاضنات. أحد الأطفال الذين رأيتهم هناك ولد قبل يومين وكان وزنه حوالي 1.2 كيلوغرام فقط بسبب سوء التغذية الشديد الذي كانت تعاني منه والدته. هذه إشارة واضحة على أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بدأ يضرب هؤلاء السكان بشدة. يقول الطبيب إن هناك ما بين 18 و20 طفلاً أبلغوا بوفاتهم. هؤلاء هم الأشخاص الذين يأتون إلى المستشفى، ولكن هناك آخرون لن يصلوا إلى المستشفى بسبب مضاعفات أخرى أيضا.
أعتقد أنه تم توجيه تحذير كافٍ لكل من يراقب هذا الوضع، والجميع يراقبونه. إن السياسة هي السبب وراء عدم التوصل إلى وقف للأعمال العدائية الذي نسعى إليه للحصول على مزيد من المساعدة والوصول إلى المزيد من الأماكن.
في نفس الوقت، نرى أن المستشفيات ليست محمية كما ينبغي. وفي الوقت الحالي، يتعرض مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر للضغوط، والليلة الماضية كانت مستشفى الأمل، لأن هناك ادعاءات بأنها تؤوي حماس وغيرهم. لذا فإن الوضع لا يتحسن. وقد رأينا أن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل يظهر أننا فشلنا ونفشل.
أخبار الأمم المتحدة: كيف يمكن لتطبيق وقف إطلاق نار أن يترجم على أرض الواقع فيما يخص الوضع الإنساني؟ ماذا سيتغير؟
ماكغولدريك: أعتقد أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، وتمكننا بعد ذلك من نقل البضائع بأمان دون نقاط التفتيش التي تخضع للتدقيق المفرط، وفتح جميع الطرق؛ ولن تكون لديهم الحاجة إلى أنظمة التفتيش المتأخرة للغاية وصغيرة الحجم والمتكررة وغير المتوقعة والبيروقراطية. إذا تمكنا من إزالة كل ذلك، وفتح نقاط العبور في الشمال، وفي نفس الوقت زيادة سلسلة التوريد من الأردن كما فعلنا عام 2014، سيمكننا توفير الإمدادات بسرعة كبيرة جدا في جميع أنحاء غزة. لذلك أرى أن وقف إطلاق النار هو أهم شيء نحتاجه الآن للحصول على الإمدادات ولجميع هؤلاء الأشخاص الذين نعرف أنهم يعانون حقاً الآن.
أخبار الأمم المتحدة: يرى الناس في أنحاء العالم صور الأطفال الجائعين ويقولون: “كيف يمكن أن يحدث هذا في عام 2024″؟ الأمين العام قال مؤخرا: “إن الاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي”. وفي الوقت نفسه، هناك رواية يتم الترويج لها بأنه لا توجد قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. كيف يمكن التوفيق بين كل هذا؟
ماكغولدريك: هناك جدل منذ فترة حول تحديد المسؤول وأين تكمن المشكلة أو أين يجب أن يكون الحل. نعلم جميعا أنه قبل الحرب، كانت هناك 700 شاحنة تدخل غزة يوميا. في الوقت الحالي، هناك 250 فقط في أحسن الأحوال. لذا، فإن الفجوة بين الاحتياجات والإمدادات هائلة، وقد ظلت هذه الفجوة ثابتة خلال الأشهر الستة الماضية. ولذلك، لا يمكن تلبية الاحتياجات الموجودة من خلال عدد الشاحنات التي تدخل الآن. وقد تسمح إسرائيل لجميع الشاحنات التي تقول إنها تريد السماح بعبورها، لكنها لا تستطيع تخليص سوى 250 شاحنة كحد أقصى في اليوم بسبب عمليات المسح ونظام التفتيش الخاص بها. وما لم يتم تخفيف ذلك، وما لم نفتح مزيدا من الممرات من الأردن، وما لم يتم فتح ميناء أسدود لإمداد غزة بشكل صحيح، فلن نتمكن أبداً من الوصول إلى 700 شاحنة. ونحن بحاجة إلى إعادة مشاركة القطاع الخاص مجدداً، لأنه كان له نصيب الأسد من جميع السلع التي كانت تدخل غزة، حيث كان يزود الناس بالمواد التي لا نوفرها. يجب أن يتغير الوضع ولا يمكننا أن نقول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
أخبار الأمم المتحدة: منسق الإغاثة الطارئة مارتن غريفيثس قال إنه يريد تسوية الجدل حول ما يعيق وصول المساعدات إلى غزة. وذكر أن الأزمة الإنسانية هي نتيجة مباشرة للقيود الإسرائيلية. فكيف يمكن دفع إسرائيل إلى إزالة تلك العوائق وإدخال “فيض المساعدات” الذي تحدث عنه الأمين العام مؤخرا؟
ماكغولدريك: أعتقد أن أول شيء هو عدم الاكتفاء بوجود قناة واحدة للتوصيل، وهي الآن من معبر كرم أبو سالم إلى رفح وإلى غزة. وهذا عنق زجاجة ضيق للغاية. علينا تحميل وتفريغ الشاحنات، وهذا يأخذ وقتا، ثم يتعين علينا إخراج البضائع في الداخل والناس في وضع يائس للغاية. لذا، فإن انعدام الأمن الناجم عن هذا اليأس يجعل من الصعب علينا نقل الشاحنات. إنها معضلة حقيقية. علينا إرسال مزيد من الشاحنات لمنع انعدام الأمن الناجم عن اليأس. وبعد ذلك، من أجل توسيع خط الإمدادات فعلياً، عليك فتح المزيد من المناطق. على سبيل المثال، تدخل من الأردن 50 شاحنة فقط في الأسبوع. ينبغي أن نحصل على 30 شاحنة يوميا وألا نضطر إلى المرور عبر معبر كرم أبو سالم، لأنه تم فحصها بالفعل في الأردن. ينبغي أن تدخل بشكل مباشرة إلى غزة ثم تتوجه مباشرة إلى أجزاء مختلفة ونقاط العبور. ميناء أسدود في الشمال هو ميناء دولي فعال ومجهز بشكل جيد. كنا نستخدمه منذ عقود لتزويد غزة بالإمدادات، والآن لم نعد نستخدمه. لديهم القدرة على مسح البضائع، ويمكننا استخدام ذلك بسهولة. إذا، بمزيج بين كرم أبو سالم في الجنوب والأردن من الشرق وميناء أسدود في الشمال. يمكننا تلبية جميع الاحتياجات المطلوبة هناك. لكن هذا يعني أن على إسرائيل أن تسمح بفتح تلك الأماكن، وعليها أيضاً أن تسمح بساعات عمل أطول في كرم أبو سالم.
في كرم أبو سالم، لا نعمل يوم السبت ونصف يوم الجمعة. بالأمس، كان مغلقا نصف يوم لأنه كان عطلة رسمية. لذا، فهم لا ينظرون على أنهم في حالة طوارئ لتسهيل أقصى قدر من الإنتاجية لمعبر كرم أبو سالم في هذه المرحلة.
أخبار الأمم المتحدة: هناك دعوات متعددة من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء لتجنب شن هجوم شامل على رفح. فكيف أعدت الأمم المتحدة نفسها للتعامل مع نتائج مثل هذا الهجوم؟
ماكغولدريك: سأكون صادقاً معك تماماً، نحن لسنا جاهزين، ولن نكون جاهزين. وفي السياق الحالي، ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فلن نتمكن من زيادة الدعم لغزة بالطريقة التي نحتاجها. مع وصول 250 شاحنة يومياً كحد أقصى لإطعام السكان، نحن محظوظون إذا توفرت لدينا إمدادات تكفي ليومين أو ثلاثة أيام، وهذا يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للاستعدادات لأي توغل قد يحدث في المنطقة الأكثر ازدحاما في قطاع غزة والمكان الذي نحتاجه كنقطة إمداد – كرم أبو سالم ورفح. إذا حدث توغل فإن ذلك سيقصم ظهر استجابتنا.
لن نكون قادرين بعد ذلك على تخزين المواد الغذائية بشكل مسبق، وستكون المياه مشكلة كبيرة لأن الطقس بدأ يتغير ليصبح حاراً جداً. ومن الواضح أن قضايا الصرف الصحي لا تزال تمثل مشكلة، وهناك أيضا مشكلة المأوى. إذا أُجبر الناس على الرحيل من رفح الآن- الافتراضات أنه سيكون توغلاً واسع النطاق، فقد يؤدي ذلك إلى نقل ما يصل من 500 إلى 900 ألف شخص. لا يمكننا التعامل مع ذلك. لا يوجد مكان في العالم يمكنه التعامل مع هذا العدد عندما يحدث بهذه السرعة، خاصة وأننا الآن في مثل هذا الوضع الهش من حيث القدرة على معالجة الوضع الإنساني الحالي. نحن الآن في وضع التخطيط للطوارئ لمعالجة الكارثة الإنسانية الحالية، وإذا تمت مضاعفة ذلك من خلال دفع الناس إلى التحرك، لن نكون قادرين على التعاطي مع ذلك الوضع. سيكون مهولا بكل معنى الكلمة.
أخبار الأمم المتحدة: من الواضح، كما ذكرت خلال هذه المقابلة، أن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ليس كافيا. إذاً كيف يستطيع الناس تلبية احتياجاتهم خارج نطاق توزيع المساعدات؟
ماكغولدريك: إنهم ليسوا قادرين على ذلك. المشكلة هي أن الناس لا يعيشون. الناس، يعيشون في وضع صعب للغاية، وظروف مزرية وغير صحية. هناك عدد قليل جداً من المستشفيات التي تعمل. التنوع الغذائي المطلوب في النظام الغذائي ليس موجوداً. لا يحصل الناس على البروتين من خلال اللحوم والأسماك والخضروات الطازجة. هذا غير موجود.
يعيش الناس في معظم الأحيان على المعلبات والخبز، ولا بأس بذلك في حالة الطوارئ. لكن عندما تقضي ستة أشهر، وتعيش في مكان غير صحي، ولا تتوفر فيه سوى خدمات صحية سيئة ومياه غير صالحة للشرب، وقليل جداً من الماء لكل شخص، لتر في اليوم تقريباً. ومن ثم فإنك تعيش في ملاجئ مكتظة، مما يتسبب في ظهور مشاكل صحية، بما في ذلك الالتهابات المعوية، والالتهابات البكتيرية، والتهاب الكبد الوبائي (أ)، وأمراض الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي. وكل ذلك يؤدي بشكل أساسي إلى تقويض الجهاز المناعي لدى الأفراد – حتى أقوى الأفراد – ويصابون بالمرض بسبب ضعفهم. ونحن لا نوفر ما يكفي لتجاوز هذا الأمر. علينا أن نفعل المزيد للقيام بذلك.
أخبار الأمم المتحدة: أنت مخضرم في المجال الإنساني، وعملت في العديد من المواقف المعقدة. كيف تسير هذه الوظيفة مقارنة بالأدوار المهمة الأخرى التي قمت بها؟
ماكغولدريك: أود أن أقول عدة أشياء هنا، أولا أشعر كما لو أننا لم نفعل ما يكفي. لم أفعل أنا ما يكفي. وأعتقد أن هذا يظهر في النتائج التي نراها اليوم على الأرض. وهذا ليس له علاقة بالعمل الشاق – العمل الهائل- الذي يقوم به موظفو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من داخل غزة، على الرغم من حقيقة أنهم أنفسهم قد انقلبت حياتهم تماماً، وفقدوا أفراداً من عائلاتهم، وفقدوا سبل عيشهم ومنازلهم، ومع ذلك ما زالوا يأتون للعمل. هذا العمل الرائع هو أمر إيجابي للغاية. على الجانب السلبي، يتم تسييس واستخدام المساعدات كأداة. وأود أيضاً أن أقول إنه، كأزمة، من حيث شدتها بالمجمل، من حيث التأثير على السكان، من حيث السرعة التي حدثت بها، وانعدام الأمل الناجم عن هذا الوضع، قد رأيت هذا في جيوب في أماكن أخرى، لكنني لم أره قط بهذا الحجم الكبير مثل ما يحدث الآن.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.