أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم الجمعة إتمام صفقة التعاقد مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الستيني صاحب الجنسيات الثلاثة، البوسنية والكرواتية والسويسرية، خلفا لجمال بلماضي الذي فشل في العبور بمحاربي الصحراء إلى الدور الثاني من كأس الأمم الأفريقية في نسختها الأخيرة بساحل العاج مطلع العام الحالي، والتي فاز بها البلد المنظم. فمن هو هذا المدرب الذي يعول عليه لقيادة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم في 2026؟
نشرت في:
5 دقائق
بعد أكثر من شهر على رحيل جمال بلماضي، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم الجمعة في بيان على موقعه الرسمي “عن إتمام اتفاق تعيين المدرب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش“، وأضاف “سيصل إلى الجزائر الأحد ويعقد مؤتمرا صحافيا الإثنين” ليباشر مهامه الجديدة “لتجديد أيام التألّق والانتصارات للكرة الجزائرية”.
الحظ يحالف بيتكوفيتش في العقد الأخير
يبدو أن الحظ ابتسم لفلاديمير بيتكوفيتش في العقد الأخير من مسيرته الكروية، ففي البدايات كان لاعبا في أندية سويسرية منها نادي بيلينزونا، سيون ولوكارنو، قبل أن يحول وجهته إلى التدريب، وكان أول ناد يدربه هو فريق مالكانتوني أغنو السويسري، لمدة 5 مواسم من 1999 إلى 2004، ونجح بيتكوفيتش في الصعود بهذا الفريق من الدرجة الثالثة إلى الثانية في الدوري السويسري.
وفي موسم 2004-2005 أشرف على تدريب نادي لوغانو ضمن الدرجة الثانية السويسرية، ثم واصل إلى حدود 2008 تدريب نادي بيلينزونا في الدرجة الثانية أيضا. ودرب نادي يونغ بويز بين عامي 2008 و2011.
باستثناء النتائج السلبية التي أدت إلى سقوط نادي بوردو الفرنسي إلى الدرجة الثانية في موسم 2021/2022، تبدو مسيرة بيتكوفيتش في التدريب حافلة بالنجاحات والانتصارات في العقد الأخير، فقد تألق معه المنتخب السويسري في كأس أوروبا عام 2020 التي أقيمت في العام التالي بسبب فيروس كورونا، ونجح في إخراج فرنسا بطلة العالم من الدور ثمن النهائي، قبل أن يخرج بصعوبة من ربع النهائي على يد إسبانيا. ونجح بيتكوفيتش في قيادة المنتخب السويسري – الذي أشرف عليه بين 2014 و2021 – الى المركز الرابع في النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية موسم 2018-2019 وثمن نهائي مونديال 2018 وأمم أوروبا 2016، كما حالف الحظ بيتكوفيتش ونجح في الفوز بلقب كأس إيطاليا عام 2013 عندما كان مدربا لفريق لاتسيو.
مارس.. الاختبار الأول..
سينطلق المدرب الجديد لمحاربي الصحراء في رسم خططه مع المنتخب مباشرة بعد وصوله إلى الجزائر، حيث سيكون “الاختبار” الأول للمدرب الستيني “لإعادة القطار إلى السكة، وتجديد أيام التألق والانتصارات للكرة الجزائرية” ضمن فعاليات الدورة الدولية الودية التي ستقام في الجزائر في الفترة بين 22 و26 آذار/مارس المقبل بمشاركة جنوب أفريقيا وبوليفيا، وهي دورة تدخل في نطاق تحضيرات المنتخب الجزائري لخوض الجولتين الثالثة والرابعة ضد غينيا وأوغندا في الخامس والثامن من حزيران/يونيو المقبل تواليا في إطار تصفيات نهائيات كأس العالم المقبلة، إذ تتصدر الجزائر المجموعة السابعة برصيد ست نقاط بفارق ثلاث نقاط عن بوتسوانا وغينيا وأوغندا وموزمبيق، فيما تحتل الصومال المركز الأخير من دون رصيد.
تجديد تألق الكرة الجزائرية
بعد توديع المنتخب الجزائري كأس الأمم الأفريقية من الدور الأول وللمرة الثانية على التوالي، وعلى الرغم من إعلانه تحمل المسؤولية كاملة في الانسحاب المبكر، كان قرار رحيل المدرب جمال بلماضي (47 عاما) أمرا محسوما من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، إذ لم يتأخر الاتحاد في تشكيل لجنة -ترأسها المدير الفني الوطني عامر منسول وكان من بين أعضائها المدرب السابق للمنتخب رابح سعدان- لإعداد قائمة قصيرة للمدربين المقترحين ضمت عدة أسماء بينها البرتغالي كارلوس كيروش، لكن اسم فلاديمير بيتكوفيتش (60 عاما) كان الأكثر تداولا.
جاء في البيان الذي وقعه وليد صادي رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم: “نجدد اعتذارنا لعشاق المنتخب وللشعب الجزائري، ونعد بتصحيح أخطاء الماضي بهدف واحد هو إعادة القطار إلى السكة، وتجديد أيام التألّق والانتصارات للكرة الجزائرية”، وهذه هي المهمة الأساسية التي سيتكفل بها المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، فإعادة أيام التألق والانتصارات للكرة الجزائرية ستكون رهينة نجاح بيتكوفيتش في الذهاب بعيدا بالجيل الذهبي للكرة الجزائرية والوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة التي تدور فعالياتها بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026، بعدما غاب “محاربو الصحراء” عن النسخة الأخيرة من كأس العالم في قطر العام قبل الماضي.
في متابعة لتفاصيل المفاوضات وصفقة التعاقد مع المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، ذكرت جريدة الخبر الجزائرية أن “وكيل أعمال بيتكوفيتش أثار خلال إحدى جلسات التفاوض عن طريق الفيديو بأن موكله كان يتقاضى في نادي بوردو 280 ألف يورو شهريا وفي منتخب سويسرا 325 ألف يورو (..) إلا أنه وافق في النهاية على تقاضي 135 ألف يورو شهريا، أي بما يقترب من نصف راتب جمال بلماضي”، ولذلك سيصل المدرب السويسري إلى العاصمة الجزائر الأحد المقبل ويعقد مؤتمرا صحافيا الإثنين ليكشف برنامجه في تحمل هذه المسؤولية الجديدة، وهو الذي ظل مدربا للمنتخب السويسري من 2014 إلى 2021.
ناجي الخشناوي مع أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.