عبر الفيديو من القدس تحدث آلان إلى الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في جنيف قائلا: “ما شهدته يفطر القلب ولا يمكن وصفه. رأينا معدات طبية تم كسرها عمدا وتحطميها. أجهزة الأشعة فوق الصوتية المهمة للمساعدة في ضمان الولادات الآمنة، قُطعت أسلاكها وحُطمت شاشاتها”.
تم تنفيذ مهمة وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الإنجابية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ووكالة الأونروا.
كان هدف البعثة زيارة نحو 10 مستشفيات منها مستشفى الأقصى وسط غزة الذي يواجه أعباء تفوق قدرته بسبب العدد الكبير من المصابين بالرضوح (إصابات الصدمات الجسدية) ولم يعد قادرا على تقديم الرعاية الإنجابية.
وقال مسؤول صندوق الأمم المتحدة للسكان: “أشعر بالرعب إزاء وضع مليون امرأة وفتاة في غزة الآن، وخاصة 180 سيدة يلدن كل يوم في ظروف غير إنسانية لا يمكن تصورها”.
قبل الحرب كانت 15% من حالات التوليد بحاجة إلى رعاية طبية طارئة، ولكن هذه النسبة قد تضاعفت الآن وفق بعض التقارير.
وقال دومينيك آلان: “ارتفعت هذه الأرقام. بعض الأطباء يقولون إن المضاعفات المرتبطة بالولادة في الوقت الحالي تزيد عن ضعف ما كانوا يتعاملون معه من قبل. ويعود ذلك إلى سوء التغذية والجفاف والخوف، وكل ذلك يؤثر على قدرة المرأة الحامل في الإنجاب بشكل آمن وإتمام الفترة الكاملة للحمل”.
أما بالنسبة لمستشفى الشفاء، الذي كان أكبر مستشفيات غزة، فقد عمه الخراب. وفي رفح جنوبا، يدعم المستشفى الإماراتي الذي يعد شريان حياة للنساء الحوامل في غزة، ما بين 50 و60 حالة ولادة يوميا بما فيها من 10 و12 ولادة قيصرية.
مهمة صندوق الأمم المتحدة للسكان، المدعومة من خدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام، زارت مستشفى ناصر في خان يونس التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية قبل أسابيع. يوجد بالمستشفى جناح للتوليد مدعوم من فرق الصندوق.
وقال آلان: “عند زيارتنا لمستشفى ناصر، كان علينا أن نتوخى الحذر- مع خدمة إزالة الألغام- ونحن نسير عبر مدخل المستشفى بسبب الذخائر غير المنفجرة”. وأضاف أنه لم يكد يتعرف على المكان الذي زاره قبل شهرين بسبب حجم الدمار.
وقد تحولت 3 مراكز إيواء (التي كانت مدارس سابقة) تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إلى نقاط طبية طارئة لإيفاد القابلات لمساعدة النساء الحوامل اللاتي لا يستطعن الحصول على رعاية ما قبل الولادة.
وأعرب عن القلق بشأن احتمال القيام بتوغل عسكري في رفح- التي يقيم بها نحو 1.2 مليون شخص- وآثاره على الكارثة الإنسانية هناك.
Share this content: