تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد انتقاما من الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، يشتبه في أن إسرائيل نفذته، وخلف سبعة مستشارين عسكريين أبرزهم محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري. كما نددت كل من الصين وروسيا بالهجوم، واتهمت موسكو صراحة تل أبيب بالوقوف وراءه. ومن جهتها، عبرت دول عربية وإسلامية عن استنكارها لهذا الهجوم.
نشرت في:
5 دقائق
توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثلاثاء بالانتقام ردا على هجوم جوي يشتبه أن إسرائيل شنته على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. وجاءت تعليقاته بعد يوم من مقتل سبعة قادة عسكريين إيرانيين في الهجوم أمس الاثنين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيسي قوله “بعد فشله في تدمير إرادة محور المقاومة، أعاد النظام الصهيوني (إسرائيل) الاغتيالات العمياء إلى أجندته لإنقاذ نفسه. وعليه أن يدرك أنه لن يحقق أهدافه أبدا وأن هذه الجريمة الجبانة لن تمر دون رد”.
ومن جهتها، وصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الضربة بأنها “انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية”.
وقالت البعثة الإيرانية إن الضربة “تهديد كبير للسلام والأمن الإقليميين”، وحثت مجلس الأمن الدولي على استنكار الهجوم، وقالت إن طهران تحتفظ بالحق في “اتخاذ رد حاسم”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء في بيان إن القصف خلف مقتل سبعة مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري.
تنديد عربي وإسلامي ودولي
ونددت دول إسلامية، منها العراق والأردن وعمان وباكستان وقطر والسعودية والإمارات، بالهجوم، وكذلك استنكرته روسيا.
وتعهد حزب الله اللبناني، أقوى وكيل مسلح لإيران في المنطقة، بالرد. وقالت الجماعة في بيان إن “هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.
وقال السفير الإيراني لدى سوريا، والذي لم يصب بمكروه في الهجوم، للتلفزيون الرسمي الإيراني إن عددا يتراوح بين خمسة وسبعة أشخاص، بينهم دبلوماسيون، قتلوا في الهجوم وإن رد طهران سيكون “قاسيا”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران تعتقد أن زاهدي كان المستهدف في الهجوم. كما قُتل نائبه وقائد كبير آخر فضلا عن أربعة آخرين.
وقالت قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية إن زاهدي كان يعمل مستشارا عسكريا في سوريا وشغل منصب قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا حتى عام 2016.
روسيا والصين تنددان
أدانت بكين الثلاثاء الهجوم وكذلك الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل موظفين في المجال الإنساني في قطاع غزة، مشدّدة على ضرورة احترام “القانون الدولي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، إن بكين “مصدومة” حيال الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي منظمة “وورلد سنترال كيتشن”.
ونسبت المنظمة وحركة حماس هذه الضربة إلى إسرائيل.
وأضاف وانغ وينبين أن بكين “تعارض أي عمل يسيء إلى المدنيين ويدمر بنى تحتية مدنية أو ينتهك القانون الدولي”.
من جهة أخرى، أشار وانغ إلى أن الحكومة الصينية “تدين” الضربة المنسوبة إلى إسرائيل التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وأسفرت عن مقتل 11 شخصا بينهم قياديان وعناصر في الحرس الثوري.
وقال إنه “لا يمكن انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها”
ومن جهتها، نددت وزارة الخارجية الروسية الإثنين بالهجوم “غير المقبول” على قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، محملة الجيش الإسرائيلي مسؤولية الضربة.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان إلى أنه “في مساء الأول من نيسان/أبريل، شن سلاح الجوي الإسرائيلي ضربة على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق”.
وقالت الخارجية الروسية في بيانها “ندين بشدة هذا الهجوم غير المقبول على البعثة القنصلية الإيرانية في سوريا”، مؤكدة أن أي هجوم على مقر دبلوماسي هو أمر “غير مقبول”.
وتابع بيان الخارجية الروسية “ندعو القيادات الإسرائيلية إلى وقف أعمال العنف المسلح المستفزة ضد أراضي سوريا والبلدان المجاورة”، محذرا من “تداعيات بغاية الخطورة” على المنطقة.
وتستهدف إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية والمنشآت الأخرى التابعة لوكلاء طهران في سوريا منذ فترة طويلة، غير أن هذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مجمع السفارة نفسه. ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الإدلاء بتعليق.
وزادت تلك الضربات مع شن إسرائيل حملة عسكرية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفة مع إيران في قطاع غزة عقب هجوم الحركة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على بلدات إسرائيلية، وهو الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص فضلا عن احتجاز 253 رهينة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف فلسطيني قتلوا حتى الآن في الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
فرانس 24/أ ف ب/رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.