جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته المسؤولة الأممية، اليوم الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، في أعقاب الاجتماع الثالث للمبعوثين الخاصين حول أفغانستان، معربة عن خالص تقديرها لحكومة قطر لاستضافتها لهذا الحدث المهم.
وأشارت إلى أنها “المرة الأولى” التي يجتمع فيها ممثلون عن المجتمع الدولي وسلطات الأمر الواقع في أفغانستان لإجراء حوار معمق حول مستقبل البلاد.
وأعربت عن أملها في أن تسهم التبادلات البناءة- في الاجتماع- بشأن مختلف القضايا على مدى اليومين الماضيين في تمهيد الطريق لحل بعض المشاكل ذات الأثر المدمر على الشعب الأفغاني، مشيرة إلى أن المناقشة أكدت وحدة المجتمع الدولي في تصميمه على مواصلة الانخراط مع أفغانستان.
ووصفت ديكارلو المناقشات بأنها كانت “صريحة ومفيدة”، مشيرة إلى أن كافة المناقشات تخللها القلق الدولي العميق – من جانب المبعوثين الخاصين ومنها هي – بشأن القيود المستمرة والخطيرة المفروضة على النساء والفتيات.
وشددت على أن أفغانستان لا يمكنها العودة إلى الحظيرة الدولية، أو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكاملة، إذا حُرمت من مساهمات وإمكانات نصف سكانها. “وناقشنا أيضا الحاجة إلى حكم أكثر شمولا واحترام حقوق الأقليات”.
إدماج المرأة: مبدأ توجيهي للأمم المتحدة
وقالت وكيلة الأمين العام إنها على علم تام وتتفهم الانتقادات التي وجهت إلى هذا الاجتماع، لكنها أكدت أن اهتمامات ووجهات نظر المرأة الأفغانية والمجتمع المدني كانت في صميم المناقشات في الاجتماع، وأكدت أن الإدماج الهادف للمرأة في العمليات السياسية وعمليات السلام يعد مبدأً توجيهيا بالنسبة للأمم المتحدة. وقالت إنها أثارت هذه القضايا في جميع الجلسات مع سلطات الأمر الواقع، “وسنجري مناقشات مركزة غدا مع النساء الأفغانيات والمجتمع المدني”.
وأضافت روز ماري ديكارلو أن النساء والمجتمع المدني وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا حاضرين على الطاولة مع سلطات الأمر الواقع خلال اليومين الماضيين، فقد أسمعوا أصواتهم. وأكدت على ضرورة أن يلعب المجتمع المدني دورا مشروعا في تشكيل مستقبل أفغانستان.
ومضت قائلة: “واجهنا خيارا صعبا للغاية، وربما مستحيلا، في تنظيم هذا الاجتماع. ولدينا ولاية لدعم هذه العملية. وكان هدفنا هو جمع سلطات الأمر الواقع والمبعوثين الخاصين معا لإجراء محادثات مباشرة. ومن المؤسف أن سلطات الأمر الواقع لن تجلس على طاولة المفاوضات مع المجتمع المدني الأفغاني بهذا الشكل. لكنهم سمعوا بوضوح شديد ضرورة إشراك المرأة والمجتمع المدني في كافة جوانب الحياة العامة”.
وأوضحت أن الاجتماع ركز على المجالات ذات الأولوية المحددة في التقييم المستقل الذي أقره مجلس الأمن، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي دعا إلى عملية أكثر تنظيما، مع شروط وتوقعات واضحة لجميع الأطراف. “لذا، فإننا نتبع نهجا قائما على المبادئ، خطوة بخطوة، مع فهم واضح للنتائج والالتزامات من جميع الأطراف. ونحن لا نزال في بداية هذه العملية”.
وأشارت إلى الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل حول مجالين تمت مناقشتهما اليوم – القطاع الخاص ومكافحة المخدرات. “ونتصور أنه سيتم أيضا إنشاء مجموعات عمل بشأن مجالات أخرى ذات أولوية، وخاصة حقوق الإنسان وخاصة حقوق النساء والفتيات”. وجددت التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم الانخراط القائم على المبادئ لصالح جميع الأفغان.
وقالت إن القطاع الخاص الأفغاني يواجه عقبات هائلة أمام تنميته ونموه، مما يؤثر سلبا على الاقتصاد وسبل العيش. وأكدت حاجة أفغانستان أيضا إلى الدعم في البناء على التقدم المحرز بشأن الحد من إنتاج المخدرات.
اللقاء لا يعني الاعتراف
وشددت روز ماري ديكارلو على أن هذا اللقاء وهذا التعاطي مع سلطات الأمر الواقع لا يعني التطبيع أو الاعتراف، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعود إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وفي إجابتها على سؤال صحفي في هذا الخصوص، أكدت أن سياسة الأمم المتحدة منذ وصول طالبان إلى السلطة في عام 2021 كانت بمثابة “نهج يركز على الناس.
ومضت قائلة: “نريد مساعدة الناس. أعني أننا قد لا نشعر أن بعض الأمور صحيحة في حكم البلاد ولكن الأمر يتعلق بالناس، ولا يمكننا أن نترك الناس يعانون. إنه أحد الأسباب التي دفعتنا منذ اليوم الأول إلى إصرارنا التام على ضرورة استمرار المساعدة الإنسانية، ثم قررنا أنه يتعين علينا الانتقال إلى الخدمات الأساسية، إنها أكثر من مجرد مساعدة إنسانية. لا يمكننا أن نترك الناس في مثل هذه الظروف الصعبة، وأعتقد أن هذا هو الشعور الذي تشعر به العديد من البلدان”.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.