التقى مسؤولون من الجيش والمخابرات في الأردن وسوريا الأحد لمناقشة مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة، التي شهدت مناوشات دامية ألقي بالمسؤولية عنها بشكل أساسي على ميليشيات موالية لإيران لها نفوذ في جنوب سوريا. وكانت دمشق قد تعهدت بكبح جماح تجارة المخدرات السورية التي تدر مليارات الدولارات مقابل مساعدة سوريا في الخروج من حالة العزلة بعد الحرب الأهلية.
نشرت في:
3 دقائق
ناقش قادة الجيش والأمن في الأردن وسوريا الأحد سبل مكافحة تجارة المخدرات المتنامية عبر الحدود المشتركة، في وقت تشعر فيه عمّان بالقلق بسبب الانفلات الأمني في جنوب سوريا.
وكررت الأردن اتهامات واشنطن بأن ميليشيات موالية لإيران تحميها وحدات من الجيش السوري تدير شبكات تهريب بمليارات الدولارات.
يأتي الاجتماع بعد تلقي الدول المجاورة لسوريا تعهدا من دمشق خلال اجتماع في مايو/ أيار الماضي في عمان بالتعاون مع جهودهم لكبح جماح تجارة المخدرات السورية المزدهرة مقابل مساعدة سوريا في الخروج من حالة العزلة بعد الحرب الأهلية التي اندلعت واستمرت لأكثر من عشرة أعوام في أعقاب حملة قمع وحشية لمحتجين سلميين.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن المحادثات أجريت برئاسة رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني من الجانب الأردني، ووزير الدفاع علي محمود عباس ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا من الجانب السوري.
وناقشت المحادثات التهديد الذي تشكله المخدرات على استقرار المنطقة. وأضاف البيان “بحث الاجتماع التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبها عبر الحدود إلى الأردن، كما بحث الإجراءات اللازمة لمكافحة عمليات التهريب ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها”.
وتتهم الحكومات العربية والغرب سوريا بإنتاج مادة الأمفيتامين المخدرة المعروفة باسم الكبتاغون التي تدر أرباحا كبيرة وتنظيم تهريبها إلى الخليج مرورا بالأردن كنقطة عبور رئيسية.
توتر واتهامات
توجه الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الاتهامات للحكومة السورية بإنتاج وتصدير هذه المادة المخدرة، وذكروا اسم ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة بالجيش السوري وشقيق الرئيس بشار الأسد كشخصية رئيسية.
في المقابل، تنفي الحكومة السورية ضلوعها في صنع وتهريب المخدرات أو التواطؤ مع ميليشيات تدعمها إيران ولها صلات بالجيش وقوات الأمن.
وتقول إيران إن هذه المزاعم تأتي في إطار مخططات الغرب ضدها. وقالت مصادر مخابرات محلية وغربية إن الأردن، الذي نفد صبره على ما يقول إنها وعود لم يتم الوفاء بها للحد من حرب المخدرات، تولى زمام الأمور، ونفذ في مايو/أيار ضربة نادرة داخل الأراضي السورية حيث تم هدم مصنع مخدرات مرتبط بإيران.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في وقت سابق هذا الشهر في دمشق إن بلاده لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضد أي تهديد لأمنها القومي، وحث دمشق على التصرف بقوة أكبر.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أسقط الجيش الأردني طائرتين مسيرتين إيرانيتين قادمتين من سوريا قال الجيش إنها تحمل أسلحة، وهو تطور مقلق لعمان التي اتهمت دمشق في الماضي بإرسال مسلحين لشن هجمات.
وقال مسؤولون إن الأردن طلب المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود.
وقدمت واشنطن منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا نحو مليار دولار لإنشاء نقاط مراقبة حدودية. ويبلغ طول حدود الأردن مع سوريا حوالي 375 كيلومترا.
فرانس24/ رويترز
Share this content: