في كلمته أمام مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري إن المدن التي يتم منها تصدير الحبوب، مثل أوديسا وريني وإزماييل، “تعتبر شريان حياة بالنسبة للكثيرين. وقد وقعت الآن ضحايا لهذه الحرب العبثية الوحشية”.
ووصف السيد خياري هجوم يوم الأحد على وسط مدينة لأوديسا التاريخي، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بالـ“مروع”، مشيراً إلى أنه تسبب في أضرار جسيمة لكاتدرائية التجلي، وهي مكان عبادة له أهمية دينية وثقافية.
وقال إن الأمم المتحدة تشعر بالقلق إزاء التهديد الذي تشكله هذه الحرب على نحو متزايد على الثقافة والتراث الأوكرانيين، وحث الاتحاد الروسي على وقف هجماته على الممتلكات الثقافية المحمية بموجب الصكوك الدولية.
تداعيات على الأمن الغذائي العالمي
وحذر مساعد الأمين العام من الآثار بعيدة المدى المحتملة على الأمن الغذائي العالمي، ولا سيما في البلدان النامية، جراء الهجمات على مرافق الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
وشدد على أن الاستهداف المتعمد للبنية التحتية التي تسهل تصدير المواد الغذائية إلى بقية العالم “يمكن أن يهدد حياة ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على أغذية ميسورة التكلفة.”
ودعا السيد خياري إلى وقف الهجمات التي تستهدف منشآت تصدير الحبوب في أوكرانيا بشكل فوري. كما دعا إلى وقف جميع الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، مؤكداً أنها قد تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
وقال المسؤول الأممي إن الأوكرانيين والعالم “عانوا بما فيه الكفاية”، وكرر دعوة الأمين العام للسلام العادل والمستدام في أوكرانيا.
تسييس الدين
وفي اجتماع سابق لمجلس الأمن، اليوم الأربعاء، دعت إليه روسيا، قالت مديرة تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، نهال سعد إن تسييس الدين في سياق الحرب في أوكرانيا “يغذي التوترات بين المجتمعات ويؤجج المخاوف ويثير أعمال العنف”.
وأعربت السيدة سعد عن قلقها البالغ إزاء القيود المفروضة على حرية الدين وسلامة المنتمين للطوائف الدينية في جميع أنحاء أوكرانيا في كل من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة وقوات الاحتلال الروسية.
وقالت إن صور كاتدرائية التجلي، التي تعرضت لأضرار بالغة جراء قصف روسي على وسط مدينة أوديسا التاريخي، “كانت مفجعة”. وعبرت عن إدانة الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس للهجوم.
وفقا لتقييم أولي أجرته اليونسكو، تضرر 116 موقعا دينيا منذ بدء الهجوم الموسع الذي نفذته روسيا على أوكرانيا في 24 شباط /فبراير 2022.
انتهاكات طرفي النزاع
مستشهدة بتقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قالت مديرة تحالف الحضارات إن السلطات الأوكرانية فتشت أماكن العبادة وغيرها من مرافق الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وأصدرت إخطارات بشبهات ضد رجال الدين، ووضعت العديد منهم رهن الإقامة الجبرية، بما في ذلك أحد رؤساء الكنيسة الرئيسيين، “بناء على أدلة قليلة أو معدومة”.
وأعربت السيدة سعد عن قلقها من أن “التأثير التراكمي للإجراءات الحكومية التي تستهدف الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يمكن أن يكون تمييزيا”، مضيفة أن السلطات لم تتصد بشكل فعال للحوادث المتزايدة لخطاب الكراهية والعنف ضد أعضاء الكنيسة.
وأشارت أيضاً إلى أن بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا وثقت الأعمال التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية ضد الطوائف الدينية، بما فيها الاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، والترحيل غير القانوني ضد رجال الدين وأعضاء الطائفتين الكاثوليكية اليونانية والمسيحية الإنجيلية.
قالت السيدة سعد إن المواقع الدينية يجب أن تكون أماكن للعبادة وليست أماكن للحرب، وشددت على أن “استهداف الجهات الدينية والمجتمعات الدينية في جميع أنحاء أوكرانيا هو قصر نظر وسوء تقدير ويؤدي إلى نتائج عكسية”.
وحثت كلا الطرفين على احترام حقوق الإنسان الأساسية ودعمها، بما في ذلك حرية الدين أو المعتقد وحق الفرد في إظهار وممارسة دينه بحرية وأمان.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.