في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إنه لا توجد نهاية في الأفق للحرب التي شنتها روسيا في انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والتي جلبت “الموت والدمار ومعاناة لا يمكن تصورها” للشعب الأوكراني.
ففي حين أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى بكثير، تحققت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من مقتل ما لا يقل عن 9444 مدنيا، بينهم 545 طفلا، بالإضافة إلى ما يقرب من 17 ألف جريح.
وقالت السيدة ديكارلو إن الضربات المتتالية التي شهدتها مناطق عدة لم تقتل وتجرح السكان المدنيين فحسب، بل أيضا المسعفين الذين هرعوا لمساعدتهم.
وأضافت: “هذه الهجمات الشنيعة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي. إنها غير مقبولة ويجب إدانتها بشدة”.
الخطر على الغذاء العالمي
وأشارت وكيلة الأمين العام أيضا إلى تصاعد القتال بعد انسحاب روسيا من مبادرة البحر الأسود، فيما ازدادت التوترات والتهديدات لحرية الملاحة في البحر الأسود.
وقالت إن “الهجمات الروسية الوحشية والمستمرة” ألحقت أضرارا بالبنية التحتية لتصدير الحبوب في موانئ أوكرانية على البحر الأسود ونهر الدانوب، مما يعرض للخطر تصدير المواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى الهجمات الروسية الأخيرة على منشآت في خيرسون وإسماعيل وميكوليف وكذلك أوديسا، التي كانت هدفا بالأمس لهجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى تدمير 13 ألف طن من الحبوب.
وشددت السيدة ديكارلو على أن الهجمات التي تستهدف منشآت الحبوب قد يكون لها عواقب عالمية بعيدة المدى، وتهدد بعكس التقدم المحرز في تعزيز الأمن الغذائي خلال العام الماضي. وقالت: “قد يكون هذا كارثيا بالنسبة لـ 345 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الحاد حول العالم”.
وقالت إن الأمين العام يواصل التأكيد على أهمية صادرات المواد الغذائية والأسمدة من روسيا وأوكرانيا للأمن الغذائي العالمي، ويدعو إلى استئناف مبادرة البحر الأسود.
معلم كئيب
أعربت المسؤولة الأممية عن قلقها بشأن التأثير المحتمل على المدنيين بسبب القصف على المجتمعات الحدودية الروسية وهجمات الطائرات المسيرة في العمق الروسي، بما في ذلك على العاصمة موسكو. وقالت إن الهجمات “ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية – أينما وقعت – لا يمكن الدفاع عنها وهي محظورة تماما بموجب القانون الدولي”.
وفيما يتزامن “المعلم الكئيب” لمرور 18 شهرا على الحرب مع العيد الوطني الأوكراني، قدمت وكيلة الأمين العام تهانيها للشعب الأوكراني وأكدت مجددا التزام الأمم المتحدة الثابت بسيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا.
وأضافت أن المنظمة الدولية ملتزمة بدعم جميع الجهود الهادفة لتحقيق السلام العادل والمستدام للحرب.
كما دعت السيدة ديكارلو الجهات المانحة إلى مواصلة دعمها لضمان تقديم المساعدة في الوقت المناسب، بما في ذلك خلال موسم الشتاء القارس في أوكرانيا.
يذكر أن خطة الاستجابة الإنسانية في أوكرانيا قد تلقت أكثر من 1.7 مليار دولار – أي ما يعادل 44 في المائة من المبلغ المطلوب حتى نهاية عام 2023.
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.