أعلنت الحكومة الأرمينية صباح الثلاثاء في بيان أن 13350 لاجئا وصلوا إلى أراضيها قادمين من إقليم ناغورني قره باغ ذي الغالبية الأرمينية الذي بسطت عليه أذربيجان سيطرتها بعد هجوم خاطف الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك رغم تعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف خلال لقائه رجب طيب أردوغان بأن حقوق الأرمن في هذا الإقليم “مضمونة”. ومساء الإثنين، أعلنت السلطات الانفصالية في ناغورني قره باغ، سقوط “قتلى وجرحى” في انفجار في الإقليم تسبب في إصابات فاق عددها المئتين.
نشرت في:
4 دقائق
أفادت أرمينيا الثلاثاء أن 13350 لاجئا وصلوا من إقليم ناغورني قره باغ ذي الغالبية الأرمنية الذي سيطرت عليه أذربيجان بعد هجوم خاطف الأسبوع الماضي.
وقالت الحكومة الأرمينية في بيان “حتى الساعة الثامنة صباحا في 26 أيلول/سبتمبر دخل 13350 شخصا نزحوا قصرا من ناغورني قره باغ” مؤكدة أنها توفر المسكن لهم.
يأتي ارتفاع أعداد النازحين من الإقليم رغم تكرار رئيس أذربيجان إلهام علييف وعده بأنّ حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني الأسبوع الماضي، ستكون “مضمونة”.
فقد استمرّ الإثنين تدفّق اللاجئين من ناغورني قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، مع الإبلاغ عن اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط “عاصمة” الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.
وفي مدينة غوريس، يعجّ المركز الإنساني الذي أُقيم في مبنى مسرح البلدية باللاجئين منذ مساء الأحد. وطيلة الليل، تدفّق لاجئون ليسجّلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.
علييف يتعهد “بضمان” حقوق الأرمن
من جهته، أكّد علييف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في ناخيتشيفان، الجيب الواقع بين أرمينيا وإيران والذي أُلحق بأذربيجان في العام 1923 من دون أن يكون متصلاً جغرافيا بها، أنّ “سكان ناغورني قره باغ، بغضّ النظر عن انتمائهم الإتني، هم مواطنون أذربيجانيون. وستضمن الدولة الأذربيجانية حقوقهم”. أما أردوغان فقال “نأمل في أن تمسك أرمينيا بيد السلام الممدودة إليها”.
“قتلى وجرحى” في انفجار مستودع للوقود
أفادت السلطات الانفصالية مساء الإثنين بسقوط “قتلى وجرحى” في انفجار مستودع للوقود في منطقة ناغورني قره باغ، لتعلن لاحقا أنّ عدد المصابين تخطى المئتين.
وأشار أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنّ “الوضع الصحي لغالبية المصابين خطير أو شديد الخطورة”، مطالباً بالسماح بهبوط مروحيات الإسعاف.
لوم موسكو ضمنيا
وألقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باللوم ضمنيا على روسيا لعدم دعمها أرمينيا بعد انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ.
والإثنين، رفض الكرملين على لسان الناطق باسمه دميتري بيسكوف تصريحات باشينيان، قائلًا “نحن نرفض بشكل قاطع كلّ المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في ناغورني قره باغ) التي تتصرف ببسالة” رافضًا أيّ “مآخذ” عليها أو اتّهامها بالتقصير.
بدورها، ذهبت وزارة الخارجية الروسية إلى حدّ اتهام أرمينيا، “الرهينة لألعاب الغرب الجيوسياسية”، بالسعي إلى “تدمير” العلاقات الثنائية، مندّدة بـ”خطأ كبير”. بالمقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أنّ أحداث الأيام الأخيرة تثبت أنّ “روسيا ليست شريكا يعتمد عليه في المسائل الأمنية”.
وأعرب الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في تصريح للصحافيين عن تخوّف أمريكي كبير على مصير سكّان قره باغ الأرمن.
جنود حفظ سلام روس يؤمنون نزوح مدنيين إلى أرمينيا
وأعلنت سلطات ناغورني قره باغ الأحد أنّ المدنيين الذين شرّدتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في العام 2020.
وتعهدت أذربيجان السماح للمتمردين الذين يستسلمون الانتقال إلى أرمينيا. ويخشى كثيرون أن يفرّ السكان المحليون بأعداد كبيرة فيما تعزّز القوات الأذربيجانية سيطرتها.
وإضافة إلى القلق المهيمن على سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم نحو 120 ألفا، يبقى الوضع الإنساني صعباً أيضا.
وتستمرّ الخسائر في التزايد إذ أعلنت أذربيجان الإثنين أن اثنين من جنودها قتلا الأحد في انفجار لغم، بينما قتل أكثر من 200 شخص في اشتباكات الأسبوع الماضي، وفق الانفصاليين الأرمن.
فرانس 24 / أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.