تزايد الغضب الشعبي ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة على إثر الهجوم المباغت للحركة الفلسطينية، مع مطالبات للرئيس محمود عباس بالاستقالة.
نشرت في:
4 دقائق
بعد مرور أكثر من 15 يوما من اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس إثر الهجوم المباغت وغير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية الذي نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية، بدأ الغضب الشعبي يتصاعد في الضفة الغربية المحتلة ضد السلطة الفلسطينية.
فقد خرجت مظاهرات تضامنية خلال الأيام الماضية مطالبة برحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قمعتها قوات الأمن الفلسطينية.
واتخذت السلطة الفلسطينية وعباس موقفا حازما وواضحا على عكس الكثير من الفلسطينيين من المؤيدين وغير المؤيدين لحماس مما اعتبروه “هزيمة مذلة” ألحقت بإسرائيل. بل ونشرت وكالة أنباء “وفا” الرسمية الفلسطينية الأسبوع الماضي تصريحا لعباس قال فيه إن سياسات وأفعال حماس “لا تمثل الشعب الفلسطيني”، قبل أن يتم حذف هذه التصريحات.
وكان عباس قد أدان قتل المدنيين من الطرفين قبل لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان الأسبوع الماضي.
“المجتمع الدولي أثبت أنه لا يكترث لدماء الفلسطينيين”
يرى المدير التنفيذي لمركز “بيسان للبحوث والإنماء” أبيّ العابودي أن الرئيس الفلسطيني “راهن على المجتمع الدولي والشرعية الدولية بأنها ستلزم إسرائيل بالانسحاب إلى حدود 1967 وتعطي الفلسطينيين دولة”. لكن “المجتمع الدولي أثبت أنه لا يكترث لدماء الفلسطينيين ومعاناتهم، وهذا طبعا سبب الغضب الشعبي”.
وبعد قصف المستشفى الأهلي العربي في غزة الذي قالت حماس إنه إسرائيلي والذي أودى بحياة المئات، ألغيت قمة رباعية كانت مقررة في عمان بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
أدان عباس القصف وأعلن الحداد لثلاثة أيام وعاد إلى رام الله من الأردن، إلا أن المئات خرجوا مرددين شعارات تطالب برحيله ووقف “التنسيق الأمني” مع إسرائيل، فيما قمعت قوات الأمن الفلسطينية المظاهرات.
“تنديد بأن عباس كان عاجزا عن الرد بمستوى ما يجري في غزة”
بالنسبة إلى الباحث المتخصص في الأراضي الفلسطينية كزافييه غينيار، فإن المواجهات بين القوات الفلسطينية والمتظاهرين الذين رفع بعضهم أعلام حماس تؤشر إلى أن “السلطة الفلسطينية بنظر (المتظاهرين) باتت متماهية بصورة متزايدة، سواء من حيث عدم تحركها أو من حيث تنسيقها الأمني، مع سياسة إسرائيل، بما في ذلك في أسوأ الأوقات كالوقت الراهن”.
وبحسب الباحث في معهد نوريا، “ثمة حقا تنديد بأن عباس كان عاجزا عن الرد بمستوى ما يجري في غزة، وهذه حقيقة جلية”.
من جهتها، رأت لهيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن السلطة “عالقة بين الرأي العام الفلسطيني ومطالبات الولايات المتحدة” ما أدى إلى “تجنبها اتخاذ موقف واضح”، مشيرا الى أنها في وضع “تخسر فيه على جميع الجهات”.
وأضافت: “مع اتساع المزاج العام الفلسطيني الداعم للمقاومة المسلحة، تخاطر السلطة الفلسطينية بالانهيار إذا ظلت بعيدة عن الشارع الفلسطيني”.وقد تراجعت مكانة السلطة الفلسطينية، التي انبثقت عن اتفاقات أوسلو في العام 1993 والتي كان من المفترض أن تعمل على قيام دولة فلسطينية، الأمر الذي وصل إلى طريق مسدود منذ أكثر من عشر سنوات.
توسع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة
بعد مرور ثلاثين عاما على اتفاقات أوسلو، توسع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي بانتظام مداهمات دامية، وتتكرر المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، فيما تتمسك السلطة الفلسطينية بحل تفاوضي.
تشهد الضفة منذ فترة تصاعدا في وتيرة أعمال العنف شمل عمليات عسكرية إسرائيلية متكررة ضد أهداف فلسطينية وتنفيذ فلسطينيين هجمات ضد إسرائيليين.
قبل اندلاع الحرب، ذكر استطلاع رأي نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في أيلول/سبتمبر الماضي، أن 58% من الفلسطينيين عبروا عن تأييدهم “العودة إلى المواجهات والانتفاضة المسلحة”، مقابل 20% يؤيدون المفاوضات و24% يؤيدون المقاومة الشعبية السلمية.
وبحسب الاستطلاع، يطالب 78% من الفلسطينيين باستقالة عباس (88 عاما) الذي يترأس السلطة الفلسطينية منذ أكثر من 18 عاما، وانتهت ولايته في العام 2009، لكنه بقي في منصبه من دون إجراء انتخابات تطالب بها حركة حماس وشريحة واسعة من الفلسطينيين.
وطردت حماس حركة فتح من غزة في العام 2007، بعد مواجهات دامية بين الطرفين، وتفرّدت بالسيطرة على القطاع.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.