ذخيرة سياسية بيد اليمين المتطرف، انتصار لمارين لوبان.. كيف علقت الصحافة العربية على قانون الهجرة الفرنسي؟

ذخيرة سياسية بيد اليمين المتطرف، انتصار لمارين لوبان.. كيف علقت الصحافة العربية على قانون الهجرة الفرنسي؟


علقت الصحافة العربية على قانون الهجرة الجديد الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي الثلاثاء، واعتبرته “انتصارا أيديولوجيا” لليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان. وتساءلت في نفس الوقت عن جدوى تمرير مثل هذا القانون في وقت تحتاج فرنسا وأوروبا على حد سواء إلى يد عاملة أجنبية لتسيير اقتصادها.

نشرت في:

5 دقائق

لم تصدر عن الحكومات والدول العربية مواقف رسمية إزاء  قانون الهجرة الجديد في فرنسا، لكن صحافتها خصصت له مساحات كبيرة، وتحدثت عن تداعياته على الجالية العربية والمسلمة التي تعيش في فرنسا، لاسيما الطلاب.

تحت عنوان “فرنسا وأوروبا أمام تناقضات”، كتب الموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر”: “في وقت ازدادت قوة التيارات اليمينية المتطرفة في استطلاعات الرأي والانتخابات المحلية، تعاني في نفس الوقت كل من فرنسا وأوروبا من نقص حاد في اليد العاملة الضرورية لتسيير اقتصاداتها، خاصة وأن عامل الشيخوخة أصبح يميز سكان هذه المنطقة “.

اقرأ أيضابعد مفاوضات مضنية… البرلمان الفرنسي يقر صيغة نهائية لمشروع قانون الهجرة

وأضاف: “في إيطاليا مثلا، اتخذت الحكومة قرارا يقضي باستقدام 452.000 أجنبي في حلول 2025 للعمل في قطاعات تفتقد إلى يد عاملة محلية كالزراعة والصيد والمطاعم”، مشيرا إلى أن “عنصر الشيخوخة الذي أصبح يميز المجتمع الإيطالي لم يترك لجورجيا ميلوني [رئيسة الحكومة] أي خيار. فنسبة الولادة في هذا البلد تراجعت إلى 1.2 طفل لكل امرأة بينما يحتاج اقتصاد البلاد إلى نمو سكاني أكبر بكثير”.

قانون الهجرة الجديد سيكون لع عواقب سياسية وخيمة

وتطرق الموقع إلى ما قاله رئيس أرباب العمل الفرنسيين باتريك مارتان، والذي أكد أن “في حال لم تغير فرنسا نمط اقتصادها، فستكون بحاجة إلى حوالي 3.9 مليون عامل أجنبي في حلول 2050″، مضيفا “ليس أرباب العمل هم الذين يريدون قدوما كثيفا للأجانب إلى فرنسا، بل الاقتصاد هو الذي يتطلب ذلك”.


من جهتها، اعتبرت جريدة “عكاظ” السعودية أن الرئيس إيمانويل ماكرون فشل في سحب البساط من تحت أقدام اليمين المتطرف من خلال تبنيه بعض مقولاته وقضاياه.

وكتب الصحافي والمحلل السياسي رامي الخليفة العلي أن “أزمة الهجرة في فرنسا أصبحت الحصان الرابح الذي يحاول الجميع امتطاءه خصوصاً من اليمين واليمين المتطرف، فخرجت الهجرة من كونها ظاهرة اجتماعية واقتصادية إلى كونها ذخيرة سياسية بيد اليمين المتطرف”. 

وتابع: “الغريب أن سوق العمل في فرنسا يحتاج سنويا ما بين 100 و200 ألف مهاجر، فالأمر برمته خاضع للعرض والطلب، وطالما هناك طلب فسوف تبقى هناك هجرة، بل سوف تزداد خلال السنوات القادمة بسبب شيخوخة المجتمع الفرنسي، ومع ذلك لن ينحسر الخطاب الذي يستبطن الكراهية لأنه بضاعة سياسية تبدو رائجة.”

قانون الهجرة الجديد هو انتصار لمارين لوبان

إلى ذلك، نشرت جريدة “الصباح” التونسية تفاصيل قانون الهجرة الجديد موضحة أن نتيجة التصويت “يعتبر انتصارا أيديولوجيا للحزب الوطني”. وأشارت إلى أن “التصويت لصالح القانون سبب زوبعة داخل الحكومة الفرنسية، وأن واحدا من بين 4 نواب داخل المعسكر الرئاسي لم يصوت لصالح النص والعديد من الوزراء يفكرون في الاستقالة”.

اقرأ أيضافرنسا: اللجنة البرلمانية المشتركة تتوصل إلى اتفاق بشأن قانون الهجرة الجديد

وكتب موقع “سكاي نيوز” بالعربية أن “التصويت لصالح قانون الهجرة الجديد هو انتصار لمارين لوبان واليمين المتطرف بشكل عام”. وعزز الموقع تحليله بالحديث مع متخصص في السياسة الفرنسية وهو برونو كوتريس الذي قال:” يبدو لي أن التجمع الوطني يستطيع أن يقول إنه منتصر على الجبهة الإيديولوجية وعلى جبهة الأفكار. لقد فرض بطريقة معينة ميدان المعركة مع الجماعات السياسية الأخرى وشدد إلى حد كبير سياسة الهجرة العامة في فرنسا”.

أما جريدة “البيان” الإماراتية، فقد نشرت خبر استقالة وزير الصحة الفرنسي أوريليان روسو بسبب قانون الهجرة. وأنهت “وحتى قبل التصويت في البرلمان، كانت هناك تقارير إعلامية تفيد بأن العديد من الوزراء من الجناح اليساري للحكومة يفكرون في الاستقالة.”

“مثير للجدل”

وعنونت صحيفة “الخبر” الجزائرية مقالها “عواقب سياسية وخيمية…إقرار قانون الهجرة الجديد”، وكتبت: “على الرغم من أن إقرار هذا النص يمثل انتصارا للأغلبية البرلمانية، إلا أنه ينطوي على عواقب سياسية خطيرة”. ووصفت نص القانون الجديد بـ “المثير للجدل”، مضيفة “سيتعين على الرئيس ماكرون الذي أعيد انتخابه في 2022 وهزم مارين لوبان، أن يرد على انتقادات الذين يتهمونه بتدمير الجبهة الجمهورية”.

وأحصت اليومية الجزائرية الإجراءات التي يتضمنها قانون الهجرة الجديد، معلقة بأنها “ستعقد كثيرا من وضع الأجانب”، فضلا عن إجراء إسقاط الجنسية عن الأشخاص المحكوم عليهم نهائيا بتهمة القتل العمد المرتكب ضد شخص يشغل منصبا عاما في السلطة.

وصادق البرلمان الفرنسي الثلاثاء على قانون جديد للهجرة يصعب من شروط قدوم الأجانب إلى فرنسا أو تلك المتعلقة بالحصول على بطاقة الإقامة أو الجنسية الفرنسية. كما يعقد القانون أيضا شروط الاستفادة من المساعدات الاجتماعية والدراسة في الجامعات.

فرانس24

Share this content:


اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading