تصطدم تونس الجريحة السبت في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية بمنتخب مالي عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت باريس. وخسر منتخب النسور أول مقابلة له في هذا العرس الكروي القاري المنظم بساحل العاج أمام ناميبيا بهدف مقابل لا شيء في مقابلة كانت تبدو سهلة بالنسبة لتونس على الورق. وتعتبر المباراة مصيرية بالنسبة للمساكني وزملائه الذين سيكونون مطالبين بانتزاع انتصار للحفاظ على حظوظهم في المرور للدور المقبل. والخسارة تعني انتهاء مغامرتهم القارية.
نشرت في:
5 دقائق
على ملعب “أمادو غون كوليبالي” بمدينة كورهوغو شمال ساحل العاج، تنتظر تونس الجريحة السبت عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت باريس مقابلة مصيرية مع مالي ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس الأمم الأفريقية، إثر صدمة مباراتها ضد ناميبيا، والتي خرجت منها نسور قرطاج منهزمة بهدف مقابل لا شيء، وظهرت بوجه فني وبدني لقي انتقادات واسعة من طرف الجماهير التونسية.
وأقر المدرب جلال القادري في تصريحات لوسائل الإعلام بأن مجموعته لم تكن في مستوى تطلعات محبي النسور، وتأسف للجماهير على النتيجة، معتبرا إياها “موجعة”، وأكد في الوقت نفسه أن تونس قادرة على أن تنتفض من جديد، وتحقق نتائج إيجابية.
وقال المدرب التونسي “أتحمل المسؤولية ونحن من وضعنا أنفسنا في هذا الموقف، ولكن لدينا الخبرات التي تجعلنا قادرين على تجاوز الموقف الصعب”، مضيفا: “لا بد أن نستعيد مستوانا وأثق في الفريق في إظهار رد فعل قوي في المباراتين القادمتين أمام مالي وجنوب أفريقيا”.
وبات القادري تحت ضغط الإقالة، وسيكون مطالبا بإيجاد التوليفة المناسبة لإيقاف خط وسط مالي القوي والفعال، وكذلك إيجاد بديل قوي لمهاجم الفريق طه ياسين الخنيسي الذي أعلن الاتحاد المحلي الأربعاء أنه لن يكمل مشوار البطولة إثر إصابته في الرباط الصليبي خلال لقاء ناميبيا.
الفعالية أمام المرمى
وضيعت تونس النقاط بخسارتها في مباراتها ضد ناميبيا التي كانت تبدو للجميع سهلة على الورق. ومنذ اللحظات الأولى للقاء، أظهر المنتخب الناميبي أنه لم يأت لساحل العاج للسياحة، وقاوم أي محاولة للنسور للسيطرة على اللعب وكسر باندفاع بدني كبير وحماس الكثير من محاولات المنتخب التونسي في الانفراد بالمقابلة وفرض إيقاع معين من اللعب.
وفي الشوط الثاني من اللقاء، دخل النسور بوجه جديد مع تغيير في صفوفهم عزز بموجبه العيدوني وسط الميدان. ونجحت تونس في تنظيم اللعب واحتكار الكرة في مناسبات مختلفة، لكن كانت تنقص النسور الفعالية أمام مرمى المنتخب النامييبي. وهذا الأمر قد يكون القادري ركز عليه خلال التداريب للوصول إلى شباك الخصم وكسب ثلاث نقاط ثمينة.
وتملك مالي عددًا من النجوم المحترفين في أوروبا، مثل قائد الفريق هاماري تراوري مدافع ريال سوسيداد، ويفيس بيسوما لاعب وسط توتنهام الإنكليزي، وآداما تراوري مدافع هال سيتي الإنكليزي. وأثبت المنتخب المالي أنه سيكون منافسا على لقب البطولة، بعدما حقق مسيرة رائعة في التصفيات، حيث احتل صدارة المجموعة السابعة.
وجمعت الفريقان 11 مقابلة انتصرت تونس في أربعة منها وانهزمت في مثلها فيما سجل المنتخبان التعادل بينهما في ثلاث مباريات. ويلتقي المنتخبان في دور المجموعات للمرة الثالثة تواليا، بعد التعادل 1-1 في 2019 وفوز مالي 1-0 في 2021، وانتصار مالي بهدفين نظيفين في 1994 بتونس على الملعب الأولمبي في المنزه بالعاصمة، إذ ودع المنتخب المضيف عرسه القاري من الدور الأول.
اقرأ أيضاتونس تتلقى هزيمة مفاجئة أمام ناميبيا في أولى مبارياتها بنهائيات كأس الأمم الأفريقية
الطريق نحو الشباك؟
لم تتغيب نسور قرطاج عن أعراس الكرة القارية منذ سنوات، وكانت حاضرة باستمرار طيلة 16 دورة من نهائيات كأس الأمم الأفريقية، لكن التتويج بالكأس لم تحققه إلا مرة واحدة أمام المغرب في 2004 بفضل هدف للمهاجم زياد الجزيري.
واحتلت تونس المركز الثاني في 1996، كما بلغت الدور نصف النهائي مرتين وواظبت على بلوغ ربع النهائي على الأقل في آخر أربع نسخ. وهذا يعكس مستوى تطور الكرة التونسية واستقرارها، وإن نقصتها الوصفة الملائمة لرفع الكأس في إحدى هذه التظاهرات الأفريقية.
وفي النسخة الحالية تمني تونس النفس أن يستعيد قائدها المخضرم صانع ألعاب العربي القطري يوسف المساكني (33 عاما) الذي بات رابع لاعب في التاريخ يشارك في ثماني نسخ من البطولة، مستواه المعهود خلال لقاء مالي.
ويتطلع المساكني إلى هز الشباك بهذه الدورة أيضا، كي يصبح أول لاعب عربي يسجل في ست نسخ مختلفة من البطولة القارية، علما أنه يملك في رصيده 7 أهداف. فهل سيتأتى له ذلك أمام مالي، ويخرج النسور من منطقة الخطر، وتتقوى حظوظ تونس في بلوغ الدور المقبل؟
ويضمن متصدرو كل مجموعة وأصحاب المركز الثاني التأهل مباشرة إلى الدور الـ 16، بينما تتأهل أيضا أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية.
بوعلام غبشي مع أ ف ب
إشارة: يمكن متابعة المباراة عبر النقل الحي على موقع فرانس24 عند الساعة التاسعة مساء
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.