تشهد العديد من الدول العربية حملة لمقاطعة البضائع الغربية تحت شعار “هل قتلتَ اليوم فلسطينيا؟” للتضامن مع الفلسطينيين وتنديدا بما يعتبره المنظمون والمشاركون في الحملة دعما غربيا للدولة العبرية. فمن البحرين إلى الكويت وفي الأردن ومصر، يتفادى كثيرون شراء تلك المنتجات ويستبدلونها بالمحلية أو أخرى مستوردة من دول عربية، وسط مخاوف من التداعيات الاقتصادية لهذه لمقاطعة.
نشرت في:
7 دقائق
تجتاح حملة لمقاطعة المنتجات الغربية تحت شعار “هل قتلتَ اليوم فلسطينيا؟” عددا من الدول العربية، في تحرك تضامني مع الفلسطينيين وتنديدا بما يعتبره المنظمون والمشاركون دعما غربيا للدولة العبرية.
ففي أحد متاجر البحرين، تحمل جنى عبدالله البالغة 14 عاما جهازا لوحيا أثناء تسوّقها مع والدتها، لتُراجع قائمة بأسماء منتجات غربية بهدف عدم شرائها. انضمّت جنى وشقيقها علي البالغ عشرة أعوام واللذان كانا قبل بدء الحرب بين حماس وإسرائيل يتناولان يوميا وجبات سريعة من “ماكدونالدز”، إلى كثر بالشرق الأوسط في حملة لمقاطعة منتجات وشركات عالمية كبرى يعتبرون أنها تدعم تل أبيب.
“لا نريد أن تساهم أموالنا في مزيد من المعارك”
تقول جنى: “لقد بدأنا بمقاطعة كل المنتجات التي تدعم إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.. لا نريد أن تساهم أموالنا في مزيد من المعارك”، مشيرة إلى أنها تبحث عن منتجات محلية بدلا من تلك المستوردة المرتبطة بحلفاء إسرائيل وخصوصا الأمريكية.
وانتشرت دعوات المقاطعة بشكل واسع على منصات التواصل خصوصا على تيك توك، واكتسبت الحملة زخما كبيرا في العالم العربي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على بلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم مدنيون.
اقرأ أيضا“فكرة اشتراكية”…كيبوتس “البيت” المشترك للآلاف من الإسرائيليين
ومذاك تشنّ إسرائيل قصفا مدمرا ومتواصلا على قطاع غزة المحاصر ما أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص نصفهم أطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس.
تنديدا بالقصف الإسرائيلي، ترافقت حملة المقاطعة مع دعوات للدول العربية لقطع علاقاتها بإسرائيل، في حين تشهد دول عدة في الشرق الأوسط مظاهرات أسبوعية تضامنا مع الفلسطينيين.
واستدعت تركيا والأردن سفيرَيهما لدى تل أبيب، في حين أعلنت السعودية تعليق مفاوضات التطبيع. واستدعت جنوب أفريقيا دبلوماسييها للتشاور. وفي البحرين التي طبّعت علاقاتها مع الدولة العبرية عام 2020، أعلن مجلس النواب “وقف” العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، بينما لم تؤكد الحكومة الأمر.
طرق تكنولوجية وتقليدية للترويج لحملة المقاطعة
وتنتشر الدعوات للمقاطعة، التي يطلقها شباب متمرّسون في مجال التكنولوجيا، على مواقع إلكترونية مخصصة وتطبيقات على الهواتف الذكية تحدد المنتجات التي يطالبون بعدم شرائها. ويعمل ملحق لمتصفح “غوغل كروم” سُمّي “بالستاين باكت” PalestinePact (أو ما ترجمته ميثاق فلسطين)، على إخفاء منتجات واردة في إعلانات عبر الإنترنت في حال كانت مدرجة على قائمة المقاطعة.
وتُستخدم الطرق التقليدية أيضا. فعلى جانب طريق سريع يتضمن أربعة خطوط في الكويت، تُظهر لوحات إعلانية عملاقة صورا لأطفال ملطّخين بالدماء. وأُرفقت الصور بشعار صادم يقول: “هل قتلتَ اليوم فلسطينيا؟” مع هاشتاغ #مقاطعون، في رسالة موجهة إلى المستهلكين الذين لم ينضموا إلى حملة المقاطعة بعد.
ويعتبر عضو “حركة مقاطعة الكيان الصهيوني” في الكويت مشاري الإبراهيم بأن “ردود الفعل الغربية بعد العدوان الذي استهدف غزة، عزّزت انتشار المقاطعة في الكويت، وولّدت صورة ذهنية لدى الكويتيين بأن شعارات الغرب وما يُردّده عن حقوق الإنسان لا يشملُنا”. وأضاف الإبراهيم: “المقاطعة واضحة لحد الآن، وردود فعل وكلاء العلامات التجارية داخل البلاد تؤكد تأثير” الحملة.
مطاعم “ماكدونالدز” هدف رئيسي للمقاطعين
ووجدت سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” نفسها هدفا رئيسيا. والشهر الماضي، أعلن “ماكدونالدز” فرع إسرائيل أنه قدّم آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، ما أثار استياء الرأي العام العربي. ونشرت فروع ماكدونالدز في عدد من الدول العربية بيانا صادرا عن مجموعة “ماكدونالدز العالمية” تؤكد فيه أن لا علاقة لها بـ”التصرف الفردي” من قبل الوكيل في إسرائيل، وأنها “لا تموّل أو تدعم بأي شكل من الأشكال أي حكومات أو جهات داخلة في هذا الصراع”.
اقرأ أيضامقتل جندية إسرائيلية طعنا بسكين في القدس الشرقية وتحييد المهاجم
وأعلنت شركة “ماكدونالدز الكويت” وهي وكالة منفصلة، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، التبرّع بـ”خمسين ألف دينار كويتي (أي أكثر من 160 ألف دولار) لأهلنا في غزة” مؤكدة أن متجرها “يقف مع فلسطين”. وكذلك قدّمت “ماكدونالدز قطر” مليون ريال قطري (نحو 275 ألف دولار) “للمساهمة في جهود إغاثة أهالي غزة”.
وفي قطر، أُرغمت بعض الشركات الغربية على الإقفال بعد أن قامت إداراتها بنشر محتوى مؤيد لإسرائيل على شبكات التواصل. وأغلقت فروع مقهى “بورا فيدا ميامي” Pura Vida Miami الأمريكي ومتجر “ماتر شو” Maitre Choux للحلويات الفرنسية أبوابها في الدوحة الشهر الماضي.
في مصر.. مخاوف من تداعيات المقاطعة على الاقتصاد
وفي مصر، لاقت شركة المياه الغازية المصرية “سبيرو سباتس”، التي كانت شعبيتها ضئيلة جدا، رواجا كبيرا كبديل للعلامتين الشهيرتين “بيبسي” و”كوكاكولا”.
ونشرت الشركة التي تأسست عام 1920، بيانا على صفحتها على فيس بوك يفيد بتلقيها أكثر من 15 ألف سيرة ذاتية عندما أعلنت طلبها موظفين جدد لتلبية رغبتها في توسيع النشاط التجاري بعد الطلب الكبير على منتجاتها.
غير أن الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية حذّر من أن المقاطعة قد يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد المصري. وأكد في بيان بأن “مثل تلك الحملات لن يكون لها أي تأثير على الشركات الأم” لأن الفروع المحلية تعمل بنظام الامتياز التجاري وبالتالي فإن “الأثر سيكون فقط على المستثمر المصري والعمالة المصرية”.
اقرأ أيضاوزير إسرائيلي يؤيد إلقاء قنبلة نووية على غزة.. نتانياهو يعاقبه والسعودية تدين بـ”أشد العبارات”
وانتشرت النكات والتعليقات الساخرة في هذا الصدد إذ كتب مستخدم تعليقا على إحدى صور منتجات عصير محلي، “هذه المقاطعة جعلتنا نتعرف على منتجات لم نكن نريد أن نتعرف عليها”.
“لا تساهم في ثمن رصاصهم”
في الأردن، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تشير إلى العلامات التجارية التي تُتهم بأنها تدعم إسرائيل مع شعار: “لا تساهم في ثمن رصاصهم”.
وفي أحد متاجر العاصمة عمّان، يحدّق أبو عبدالله جيدا بزجاجة حليب. ويقول لابنه عبدالله البالغ أربع سنوات: “هذا جيد، إنه مصنوع في تونس”. ويضيف: “هذا أقل ما يمكن أن نفعله من أجل أشقائنا في غزة” مؤكدا أنه “ينبغي علينا المقاطعة”.
فرانس24/ أ ف ب
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.