اعتقلت السلطات الروسية أكثر من 100 شخص تجمعوا بمدن مختلفة على رأسها سانت بطرسبرغ وموسكو لتكريم المعارض الراحل ألكسي نافالني الذي أعلن عن وفاته الجمعة بسجن الدائرة القطبية الشمالية حيث كان معتقلا، وفق منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية لحقوق الإنسان. وأثارت وفاة نافالني الذي يعد المعارض الأبرز والعدو الأول للكرملين انتقادات عدة دول غربية بشأن تعامل نظام الرئيس فلاديمير بوتين مع المعارضين، على رأسها فرنسا التي اتهم رئيسها إيمانويل ماكرون روسيا بإصدار أحكام الإعدام “على أصحاب الفكر الحر”.
نشرت في:
3 دقائق
أفادت منظمة “أو في دي-إنفو” (OVD-Info) غير الحكومية لحقوق الإنسان السبت أن السلطات الروسية أوقفت أكثر من مئة شخص في تجمعات عفوية شهدتها روسيا تكريما لذكرى المعارض أليكسي نافالني الذي أعلن عن وفاته في السجن الجمعة.
ووفق التعداد المنشور على موقعها الإلكتروني صباح السبت، فقد “تم اعتقال أكثر من 101 شخص في عشر مدن”، غالبيتهم في سانت بطرسبرغ وبينهم 11 في العاصمة موسكو.
وألقي القبض على حوالى 60 شخصا في سانت بطرسبرغ، وحوالى عشرة أشخاص في نيغني نوفغورود ومثلهم في موسكو.
وحذرت سلطات العاصمة السكان بعد ظهر الجمعة من تنظيم أي تظاهرات “غير مرخصة” بعد الإعلان عن وفاة المعارض الأول للكرملين.
ولكن في المساء، تجمع الناس لوضع زهور على نصب تذكارية تكرم ذكرى معارضين سياسيين في العديد من المدن الروسية، وأفيد عن توقيفات في هذا الإطار.
وتوفي المعارض الروسي الأبرز والعدو الأول للكرملين أليكسي نافالني الجمعة في سجن الدائرة القطبية الشمالية قبل شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي سيرسخ حكم فلاديمير بوتين أكثر.
ووفاته عن 47 عاما بعد ثلاث سنوات من الاعتقال ومحاولة التسميم التي اتهمت الحكومة بها، تحرم المعارضة من قائدها، بعد أن مارست السلطات الروسية قمعا بلا رحمة لمنتقديها، لا سيما منذ بدء الهجوم على أوكرانيا قبل عامين.
وأكدت زوجة نافالني الجمعة بعد وفاته في سجن روسي ضرورة “معاقبة” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و”محاسبته شخصيا على الفظائع” التي ارتكبت بحق المعارض الروسي.
وقالت يوليا نافالنايا في مؤتمر ميونيخ للأمن “أود أن يعلم بوتين وجميع موظفيه (…) أنهم سيعاقبون على ما فعلوه ببلدنا وبعائلتي وبزوجي”، مضيفة “علينا محاربة هذا النظام المروع في روسيا اليوم. تجب محاسبة فلاديمير بوتين شخصيا على كل الفظائع المرتكبة في بلدنا في السنوات الأخيرة”.
خبر وفاة نافالني في المستعمرة الجزائية القطبية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاما، أثار موجة تنديد واسعة في الغرب إذ حمّل عدد من المسؤولين نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية.
في هذا السياق، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة عن “غضبه” لوفاة نافالني معتبرا أنه “صوت قوي من اجل الحقيقة”، ومؤكدا أن “بوتين مسؤول” عن وفاته.
وفي فرنسا، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا بإصدار أحكام الإعدام “على أصحاب الفكر الحر”، معربا عن “غضبه” حيال وفاة نافالني في السجن.
ولم تقدم السلطات الروسية أي تفاصيل تقريبا عن ظروف وفاة نافالني واصدرت بيانا مقتضبا للتأكيد أنها فعلت كل شيء لإنعاش هذا الرجل الهزيل الذي تراجعت صحته بسبب تسميمه وسجنه، بعد شعوره بالإعياء.
وأفادت سلطات السجون لمنطقة يامال في القطب الشمالي في بيان “في 16 شباط/فبراير 2024 شعر السجين نافالني أ.أ. بوعكة بعد نزهة وفقد الوعي بشكل شبه فوري”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
Share this content:
اكتشاف المزيد من موقع دار طيبة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.